12/09/2014 - 21:37

اكتشاف أول نوع من الديناصورات القادرة على التكيف في الأوساط المائية

بات السبينوصور، وهو حيوان غريب يصل وزنه إلى عشرين طنا ويشكل ما يشبه الخليط بين البط والتمساح، أول ديناصور معروف يحمل ميزات تشريحية تدل على تكيفه في الأوساط الطبيعية شبه المائية، على ما كشفت متحجرات عثر عليها في المغرب.

اكتشاف أول نوع من الديناصورات القادرة على التكيف في الأوساط المائية

بات السبينوصور، وهو حيوان غريب يصل وزنه إلى عشرين طنا ويشكل ما يشبه الخليط بين البط والتمساح، أول ديناصور معروف يحمل ميزات تشريحية تدل على تكيفه في الأوساط الطبيعية شبه المائية، على ما كشفت متحجرات عثر عليها في المغرب.

وهذا الديناصور البالغ طوله 15 مترا والمزود بحوالي عشرين سنا حادا داخل خطم طويل ضيق، المعروف بأنه من الحيوانات اللاحمة التي عاشت قبل حوالى 95 مليون سنة، كان يلتهم الأسماك أيضا.

وتم الكشف عن أول عظام للسبينوصور سنة 1912 في مصر، وقام بتوصيفها عالم الإحاثة الألماني، أرنست سترومر فون رايخنباخ، إلا أن الأخير لم يلحظ قدرة هذا الحيوان على التكيف في الأوساط المائية.

وتتفوق السبينوصورات بحجمها على التيرانوصور الشهير "تي - ركس" الذي عاش في أميركا الشمالية لملايين السنوات بعد انقراض السبينوصور، حسب ما أوضح العلماء الذين نشرت مجلة "ساينس" الأميركية نتائج اكتشافهم.

وبحسب هذا الفريق الدولي من الباحثين، يعتبر السبينوصور أكبر ديناصور مفترس عاش على الأرض، إذ تخطى طوله بثلاثة أمتار أكبر نوع من ديناصورات "تي - ركس" مكتشف حتى اليوم.

وتظهر متحجرة الهيكل العظمي الأكثر اكتمالا للسبينوصورات بوضوح أنه كان باستطاعته العيش على البر والماء على السواء، بحسب ما أوضح المشرفان الرئيسيان على هذا الاكتشاف عالما الإحاثة بول سيرينو ونزار ابراهيم.

وتم اكتشاف العظام، بينها أجزاء من الجمجمة والعمود الفقري والحوض والأطراف، خلال سنوات عدة في رسوبيات للمياه العذبة في الصحراء المغربية جنوب شرق البلاد.

وأشار هؤلاء الباحثين إلى أن هذه العظام تعطي إشارات واضحة تؤكد أن هذا الحيوان كان يعيش جزئيا في أوساط مائية، ما يجعله أول ديناصور قادر على العوم.

ولفت الباحثون إلى أن الزواحف البحرية مثل البلصورات والموساسورات ليست ديناصورات، على الرغم من أنها تظهر بعض أوجه الشبه معها.

ومن بين مؤشرات التكيف المائي التي لاحظوها على عظام السبينوصورات، أشار الباحثون إلى وجود أنف على أعلى الرأس لمنع المياه من الدخول إليه، وأقدام أمامية طويلة نسبيا وأقدام مسطحة تسمح بالسباحة، لكن أيضا بالمشي على أسطح موحلة.

كما لفت الباحثون إلى كثافة كبيرة للعظام في الأطراف سمحت لهذا الديناصور بالبقاء داخل المياه بدل أن يطفو على السطح.

وأشار الاختصاصي في التشريح ج.ج.م. تويسن من جامعة "نورث ايست اوهايو ميديكال يونيفرسيتي" في تصريحات أوردتها مجلة ساينس إلى أن هذه الكثافة في العظام تذكر بالحيتان الأولى وأفراس النهر اليوم.

وقال عالم الإحاثة بول سيرينو إن "السبينوصورات مع خطمها الشبيه بالتمساح وعنقها وجسمها الطويلين تشبه البط مع ذيل تمساح".

كما لفت خلال مؤتمر صحافي إلى أن هذا الديناصور كان يواجه صعوبات كبيرة على البر في الإبقاء على توازنه لفترات طويلة على أقدامه الخلفية نظرا إلى تركيبة جسمه.

وبحسب هؤلاء الباحثين فإن العرف الكبير على ظهر هذه الحيوانات الشبيه بشراع سفينة، كان يستخدم للجذب من أجل التكاثر أكثر منه للمساعدة على العوم.

وتعرضت المتحجرات المكتشفة سنة 1912 للتلف عندما كانت موجودة في متحف التاريخ الطبيعي في ميونخ مع مجموعات أخرى مرتبطة بالإحاثة، في نيسان (أبريل) 1944 خلال قصف لقوات الحلفاء على المدينة.

وبالتالي تعين انتظار قرابة القرن من الزمن للحصول على هيكل عظمي جديد للسبينوصور، تم اكتشاف أولى العظام التابعة له من جانب أحد الرحل من محبي جمع المتحجرات في المغرب.

ولإعادة تكوين صورة هيكل عظمي أكثر اكتمالا للسبينوصور، جمع العلماء معلومات متأتية من متحجرات جديدة ونسخا رقمية للعظام كما وصفها ارنست سترومر، إضافة إلى تلك العائدة لأحد أسلاف هذا الديناصور، الـ"سوشوميموس"، التي كانت مختلفة جدا.

وهذا الاكتشاف سيكون أيضا موضوعا لمعرض في متحف "ناشونال جيوغرافيك" في واشنطن، إضافة إلى مقالة في عدد شهر تشرين الأول (أكتوبر) من المجلة الشهيرة.

التعليقات