06/10/2014 - 21:32

حملة لإنقاذ أجزاء من جدار برلين بعد 25 عامًا على سقوطه

لا يزال جزء من جدار برلين محاطا بأعشاب عشوائية ومجهزا بملجأ مائي محصن، يشرف على نهر سبري، لكن بعد 25 عاما على سقوط هذا الجدار أصبح هذا الموقع الشاهد على الماضي مهددا بالاختفاء ايضا.

 حملة لإنقاذ أجزاء من جدار برلين بعد 25 عامًا على سقوطه
لا يزال جزء من جدار برلين محاطا بأعشاب عشوائية ومجهزا بملجأ مائي محصن، يشرف على نهر سبري، لكن بعد 25 عاما على سقوط هذا الجدار أصبح هذا الموقع الشاهد على الماضي مهددا بالاختفاء ايضا.
فمع الحماسة التي رافقت فتح الحدود بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1989، اندفع سكان برلين إلى هدم جدار العار الذي فصل بين شطري المدينة لمدة 28 عاما.
وبعد ربع قرن على ذلك، وفيما يتدفق السياح لرؤية ما تبقى من آثار للجدار، يتنامى الشعور في ألمانيا بضرورة المحافظة على آخر ما تبقى من الجدار الذي كان يجسد جوهر الحرب الباردة.
على الضفة الجنوبية لنهر سبري الذي يمر عبر برلين يبرز جزء من الجدار يمتد 18 مترا، وقد غطي برسوم غرافيتي تعلوه مصابيح كبيرة وسياج مزنر بأسلاك شائكة.
وعلى بعد خطوات قليلة، يظهر الأثر الأهم بالنسبة للمؤرخين، وهو ملجأ محصن ملتصق بالجدار كان يضم ثلاثة من الزوارق السريعة الـ26 التي كان يستخدمها خفر السواحل الألمان الشرقيون في دورياتهم بحثا عن فارين سباحة.
هذا الكهف الرطب والمعتم الجدير بأفلام جيمس بوند، لا يزال يحوي على هاتف طوارئ يعود إلى الستينات وسترات إنقاذ غزاها العفن معلقة على جدار.
وهذا الملجأ شاهد على مرحلة كانت فيها ألمانيا الشرقية مستعدة لقتل مواطنيها بدلا من تركهم يفرون إلى الغرب، ويسمح بفهم طريقة فرض ألمانيا الشرقية للأمن عند حدودها على ما يفيد مؤرخون.
ويوضح اكسيل كلاوسميير، مدير مؤسسة جدار برلين، لوكالة فرانس أن الملجأ يظهر أيضا أن الحدود في برلين لم تكن عبارة فقط عن إسمنت وجدران، بل أيضا كانت هناك المياه. ومن أجل المحافظة على التاريخ نحتاج إلى أماكن كهذه".
ومن بين 138 من سكان برلين الشرقية الذين قضوا نحبهم خلال محاولتهم الفرار إلى الغرب وفق الأرقام الرسمية، سلك عدة منهم طريق نهر سبري. ويصل عدد الضحايا إلى 389 على الأقل، إذا ما أضيف إليهم كل الفارين من ألمانيا الشرقية الذي قتلوا عند الستار الحديد.
لكن بعد عقود من الإهمال أصبح شارع كوبينكر شتراسي المجاور، يلقى رواجا لدى المقاولين العقاريين عند حدود حيي ميته وكروزبرغ، ويشهد بروز مشاريع أبنية فخمة مع منظر مطل على النهر.
وتريد بلدية برلين تنظيف هذه المنطقة التي تنتشر فيها مجموعات متنوعة من مخيمين في خيم مخروطية الشكل كتلك التي يستخدمها هنود أميركا الشمالية، لشق مسار للدراجات الهوائية وطريق لعمليات تسليم البضائع وخدمات الطوارئ.
ودفع المشروع المؤرخ الثقافي إبرهارد الفرت (56 عاما) إلى تأسيس مجموعة ضغط للدفاع عن بقايا الجدار تحمل اسم "لويزه نوارد"، تيمنا باسم الحي قبل الحرب وهو لويزنشتات.
ومنذ العام 2006،  أنفق 37 مليون يورو من الأموال العامة، من أجل ترميم مسار الجدار الممتد على طول 160 كيلومترا، على ما يوضح اكسيل كلاوسمايير.
ويقول ألفرت باسى "يريد مسؤولو التخطيط المدني محو آثر الجدار، وهذا امر لا معنى له".
ويوضح كارستن سباليك، المسؤول في مجال البناء في بلدية الحي أن أي قرار لم يتخذ بعد، وأن موقعا الكترونيا فتح لتلقي الآراء حول المشاريع المحتملة.
ويوضح لوكالة فرانس برس أنه من غير المؤكد أن يكون الموقع محميا قانونا، وهذا لا يضمن أنه لن يهدم بل ينبغي فقط استشارة هيئة النصب التاريخية.
وفي العاصمة الألمانية، تذكر هذه القضية بالحملة التي شنت للمحافظة على "إيست سايد غاليري" وهو الجزء الأطول من الجدار الذي لا يزال صامدا وتغطيه أعمال فنانين.
وفي العام 2013، أدى مشروع يهدد جزءا من الجدار إلى حملة تضامن واسعة، أتى خلالها الممثل الأميركي ديفيد هاسيلهوف إلى المكان الذي أقام فيه حفلة موسيقية شهيرة في كانون الأول (ديسمبر) 1989 قرب الجدار الذي كان ينهار.

التعليقات