27/10/2014 - 18:10

انتشار ظاهرة تهريب النباتات العطرية من الجبال اليونانية

عادة ما يواجه خريستوس موسافاديس الضابط في الشرطة على الحدود اليونانية مع ألبانيا في يومياته الكثير من الحالات المرتبطة بـ"تجارة المخدرات والهجرة غير المشروعة"، لكنه شهد هذا الصيف على مخالفات من عيار مختلف: تهريب النباتات العطرية.

انتشار ظاهرة تهريب النباتات العطرية من الجبال اليونانية

 عادة ما يواجه خريستوس موسافاديس الضابط في الشرطة على الحدود اليونانية مع ألبانيا في يومياته الكثير من الحالات المرتبطة بـ"تجارة المخدرات والهجرة غير المشروعة"، لكنه شهد هذا الصيف على مخالفات من عيار مختلف: تهريب النباتات العطرية. 

ويقول موسافاديس "تلقينا بلاغا من قرويين. شيء ما كان يحصل على بعد ساعة ونصف الساعة مشيا من اخر البيوت في القرية. على ارتفاع 1300 متر، اكتشفنا مخيما في قلب الجبل وحوالى خمسة عشر قطافا ألبانيا في العمل". ومع الخيم المصنوعة بطريقة ارتجالية من النيلون والبلاستيك، إضافة إلى المؤن المعدة للاستخدام على مدى أيام عدة والبغال لنقل الحصاد، يبدو التنظيم لهذه الأعمال بدائيا جدا.

غير أن الكميات المصادرة تدل إلى أن هذه الأنشطة باتت قريبة من تصنيفها كصناعة: 4,5 طن من نبتة عطرية قريبة من عشبة المريمية تم قطفها خلال عشرة أيام، كان من المفترض أن تنتقل إلى ألبانيا عبر الممرات الجبلية. 

كذلك أوقف أشخاص آخرون أقل تكتما لدى قطعهم نبانات في آب (أغسطس) الماضي في قلب مدينة تريبوليس (جنوب) في منطقة البيلوبونيز ومعهم شاحنة محملة بـ200 كلغ من الأوريغانو البري و"شاي الجبل"، وهي نبتة رائجة بقوة في اليونان وتستخدم على شكل مشروب ساخن. وفي حين أدرك هؤلاء الفائدة الكبيرة المتأتية من هذه النباتات البرية اليونانية، تجاهل القطاع الزراعي اليوناني لدرجة كبيرة هذه الافة.

وتشير آيليني مالوبا الباحثة في مجموعة "ديميتر" اليونانية المكلفة الحفاظ على الأجناس الحيوية إلى أن اليونان "تضم تنوعا حيويا لافتا. فمن أصل 7500 نوع من النباتات الموجودة على أراضيها، 20 % هي نباتات عطرية ودوائية بينها عشرات الأجناس المستوطنة.  وتحتل اليونان مرتبة متأخرة لناحية الكميات المصدرة من هذه النباتات بالمقارنة مع الدول الأوروبية الاخرى المتصدرة لهذا القطاع وهي المانيا وفرنسا وبلغاريا وايطاليا وبولندا.

إلا أن الطلب موجود على هذه الأنواع. ويشير موسافيديس إلى أن النباتات التي تم قطفها هذا الصيف على الحدود اليونانية الالبانية بيعت بسعر "20 سنتا للكيلو" بحسب أفادات القطافين غير الشرعيين الذين أشاروا إلى أنهم كانوا يبيعونها مجددا إلى وسيط في إيطاليا بسعر أربعة يورو. 

ولم يتم تحديد الاستخدام النهائي لهذه النباتات ما إذا كان لأهداف الطبخ أو تصنيع الأدوية إلا أن هذه التجارة كانت رائجة جدا لدرجة أن مجموعة أخرى ضبطت في الموقع نفسه بعد أسابيع قليلة. وتستلزم عمليات القطاف لغايات تجارية إذنا رسميا.

التعليقات