14/02/2015 - 17:19

مدارس الجيش الأحمر الابتدائية تنتشر في الصين

ويقضي الهدف المزدوج منه "بتحسين الظروف التعليمية المتراجعة" في هذه المناطق "مع نشر روحية الجيش الأحمر"، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص به.

مدارس الجيش الأحمر الابتدائية تنتشر في الصين

يشبهون ببزاتهم العسكرية الزرقاء المرصعة بنجوم حمراء الجنود الشيوعيين خلال الحرب الأهلية في الصين، لكن هؤلاء الصغار يشاركون في حملة جديدة تستهدف القلوب والعقول وتدور معاركها في الصفوف.

ينشد الأطفال، ببزاتهم وأحزمتهم المشابهة لتلك التي كان يرتديها جنود "ماو تسي تونغ" خلال انتشارهم في البلاد، نشيدا مفاده "نحن الجيل الجديد من محاربي الجيش الأحمر الصغار... ونحن نمضي قدما بعزم لا مثيل له".

ويُعَلّم نشيد مدرسة الجيش الأحمر الابتدائية، في بيشوان، في سياق التاريخ الثوري للبلاد في مثال على "النهج التعليمي القومي" الذي يروجه الحزب الشيوعي الحاكم لتعزيز شعبيته والذي يعتبره النقاد بمثابة غسيل دماغ.

ومنذ العام 2007، فتحت تقريبا 150 مدرسة للجيش الاحمر بتمويل من "طبقة النبلاء الحُمر" المؤلفة من زعماء شيوعيين وعائلاتهم، وذلك في جميع أنحاء البلاد.

وبات صدى الأناشيد القومية يتردد في تلال بيشوان الريفية في إقليم سيشوان، التي كان الشيوعيون يلجأ إليها في سنوات الثلاثينيات هربا من المعارضين القوميين.

ويهرع التلاميذ إلى الصفوف ويمرون بأروقة علقت على جدرانها صورا لماو تسي تونغ والرئيس الصيني الحالي تشي جينبينغ.

ويسأل المُدرس تانغ جينبينغ تلاميذه "ما شعوركم إزاء الأجيال السابقة والجد ماو؟"، ويرفع صبي في الثانية عشرة يده على الفور ليجيب "أظن أن الجيش الأحمر رائع. وينبغي لنا أن ندرس روحهم الثورية".

في بعض الأحيان، تحمل هذه المدارس أسماء زعماء قدامى من الحزب وهي تشيد في "مناطق ثورية سابقة" انطلقت منها الثورة الشيوعية لكنها لا تزال اليوم من أفقر المناطق في البلاد.

وهذا المشروع ليس على صلة مباشرة بمبادرات جيش التحرير الشعبي. ويقضي الهدف المزدوج منه "بتحسين الظروف التعليمية المتراجعة" في هذه المناطق "مع نشر روحية الجيش الأحمر"، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص به.

وأسماء مؤسسيه مذكورة على الموقع، مثل زوجتي السياسيين السابقيين لي رويهوان ومارشال هي لونغ.

وقد تبرعت زوجة دنغ شياوبينغ بمئة ألف يوان (16 ألف دولار) لهذه المبادرة، في حين قدمت والدة الرئيس الحالي 150 ألف يوان، بحسب الموقع.

وجاء في الموقع أنه "من شأن هذه المدارس أن تساهم في الترويج لتاريخ الحزب وفي تعليم الصغار وفق مناهج ثورية تقليدية".

وهو ذكر بأنه "في وقت أصبح فيه جمع المال هو الشغل الشاغل في الحياة ... باتت المبادئ الثورية أهم من أي وقت مضى".

وراحت فكرة التعليم العقائدي تنتشر مجددا في الصين خلال العقود الأخيرة إثر تدهور مبادئ "الثورة الثقافية" لماو تسي تونغ.

وبعد القمع الدموي للاحتجاجات الطلابية في ساحة تيانانمين سنة 1989، دعا جيانغ زيمين الذي كان يرأس البلاد في تلك الفترة إلى التركيز مجددا على التاريخ في المدارس الابتدائية وحتى في دور الحضانة.

وتتضمن كتب التاريخ الذي يدرس في المدارس الابتدائية فصلا معنونا "الإذلال الذي لا يمكن نسيانه" عن الاحتلال الجزئي للبلاد من قبل القوى الأوروبية في القرن التاسع عشر.

أما الجهود المبذولة في وجه الغزاة اليابانيين في الأربعينيات، فهي تندرج في إطار مرحلة تحسين وتعزيز على الصعيد الوطني، بحسب المناهج المدرسة.

وقال زهنغ وانغ الخبير في جامعة سيتن هول في الولايات المتحدة إن " الرسالة الأساسية من هذه الحملة تكمن في القول إن الحزب هو الذي أنقذ البلاد".

وأضاف أن "الهدف الرئيسي هو تعزيز شرعية الحزب بعد الاحتجاجات الطلابية وانهيار الاتحاد السوفياتي"، مشيرا إلى أنه يبدو أن الرئيس تشي جينبينغ الذي تبوأ الرئاسة في العام 2012 هو "أكثر حماسا" من أسلافه، في ما يخص هذه الحملة.

ويعتبر المعارضون أن هذه المبادرة تساهم في التستر على تاريخ الحزب العنيف بأغلبيته وهي تعزز الحماس القومي، أي أن "مدارس الجيش الأحمر الابتدائية تندرج في سياق الجهود التي يبذلها الحزب ليخدع المواطنين العاديين ويستعبدهم"، على ما شرح الكاتب لي تشيناي الذي يعيش في المنفى.

ويبلغ متوسط الدخل الشهري في بيشوان الريفية 540 يوان، ما يدفع أغلبية الأهالي إلى البحث عن رواتب أفضل في المدن على بعد مئات الكيلومترات.

التعليقات