02/03/2015 - 14:37

استعدادات أخيرة لانطلاق الطائرة الشمسية "سولار امبلس" في رحلة حول الأرض

حلقت الطائرة الشمسية "سولار امبلس 2" فجر اليوم الاثنين في سماء أبوظبي ضمن استعدادت أخيرة لانطلاقها في رحلة غير مسبوقة حول العالم من دون استخدام قطرة وقود واحدة، وذلك في تحد يفتح آفاقا كبيرة لاستخدامات الطاقة النظيفة.

استعدادات أخيرة لانطلاق الطائرة الشمسية

طائرة سولار إمبلس 2 خلال تحليقها فوق مسجد الشيخ زايد في أبوظبي

حلقت الطائرة الشمسية "سولار امبلس 2" فجر اليوم الاثنين في سماء أبوظبي ضمن استعدادت أخيرة لانطلاقها في رحلة غير مسبوقة حول العالم من دون استخدام قطرة وقود واحدة، وذلك في تحد يفتح آفاقا كبيرة لاستخدامات الطاقة النظيفة.

وانطلق الطيار السويسري برتران بيكار، وهو مؤسس المشروع مع زميله اندريه بروشبيرغ، بالطائرة مع طلوع الفجر من مطار البطين في ابوظبي ثم عاد وحط فيه بعد التحليق ساعة.

ومن المفترض أن تنطلق الطائرة التي تجذب اهتماما عالميا كبيرا وتهدف إلى اثبات القدرة على الطيران ليلا ونهارا بالطاقة الشمسية من دون استخدام الوقود الأحفوري، يوم السبت القريب، إلا أن الامور تبقى رهن تطورات الطقس.

وقال بيكار لوكالة فرانس برس بعيد إنهائه الرحلة التجريبية الثالثة في العاصمة الإماراتية "إن كان الطقس مناسبا، سنطير نهاية الأسبوع وسنحلق شرقا لمسافة 35 ألف كيلومتر إلى أن نعود مجددا إلى هنا" بعد خمسة أشهر من بينها 25 يوما من التحليق.

وتدعم حكومة أبوظبي وشركة مصدر التابعة لها والمتخصصة في الطاقات المتجددة، هذا المشروع الذي ولدت فكرته قبل 12 عاما في سويسرا، وبات يختزل اليوم أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال الطاقة الشمسية والطيران.

وقال بروشبيرغ لوكالة فرانس برس إن اختيار أبوظبي سببه عملاني بقدر ما هو متعلق بالدعم والاستضافة من قبل الإمارة، وبالعلاقة القديمة بين بيكار وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وذكر الطيار أن "هذه المنطقة من العالم ومن الشرق الأوسط تعد أفضل مكان للانطلاق في هذه الرحلة إذ انها تسمح لنا بالتحليق فوق الهند والصين في فترة مبكرة (لتجنب موسم الامطار) وبالعودة خلال الصيف في ظل طقس جيد نسبيا".

وأضاف "بعد أن قمنا بالكثير من عمليات المحاكاة ومن الدراسات، خلصنا إلى انه يتعين علينا أن نكون هنا".

وتستغرق الرحلة خمسة أشهر تطير خلالها الطائرة مسافة 35 ألف كيلومتر مع التوقف في عدة محطات لفترات متفاوتة، على أن تشكل كل محطة فرصة للتفاعل مع المجتمعات المحلية والترويج للطاقة المتجددة.

وتحلق الطائرة بسرعة متوسطة تناهز مئة كيلومتر في الساعة، وهي بالرغم من أجنحتها العملاقة (72,3 متر) التي تتجاوز من حيث طولها أجنحة طائرة بوينغ 747، لا تحمل إلا طيارا واحدا ولا يزيد وزن مقصورتها عن وزن سيارة، وبالتالي سيتناوب بيكار وبورشبيرغ على قيادتها في كل محطة.

وبعد أبوظبي، تتوقف الطائرة في سلطنة عمان ثم في أحمد أباد وفاراناسي في الهند، ثم في ماندالاي في بورما ثم في شنونغ كينغ ونان جينغ الصين.

وبعد الصين، تتجه الطائرة عبر المحيط الهادئ إلى هاواي من ثم إلى ثلاثة مواقع في الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينتي فينكس ونيويورك حيث ستجري الطائرة محطة رمزية في مطار كينيدي.

وبعد ذلك تعبر الطائرة المحيط الأطلسي في رحلة تاريخية أخرى قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا بحسب المعطيات المناخية، ثم تعود إلى أبوظبي.

وستكون أطول الرحلات فوق المحيطين الهادئ والأطلسي، وسيتيعن على الطيارين اختبار حدود قدرة الإنسان على العيش في مساحة صغيرة نسبيا لفترة طويلة تصل إلى أسبوع دون توقف.

ولم يقرر الطياران بعد من سيقود الطائرة في المرحلة الأولى من الرحلة قبل أن يبدأ التناوب بينهما.

ويتطلب الاستعداد للرحلة الكثير من التمارين الجسدية لمحاكاة طبيعة تفاعل الإنسان مع البقاء في الطائرة لعدة أيام.

وقال بيكار "نحن مستعدون جسديا، وأندريه يستعد من خلال اليوغا ومن خلال التنويم المغناطيسي الذاتي" الذي يسمح له بأن يغط في سبات قصير نسبيا لكن يعطي انطباعا للشخص بانه غفا لفترة طويلة.

لكن "من المؤكد أيضا أن الطيران بالطاقة الشمسية حول العالم أمر يعد مستحيلا حتى الآن ولم يقم أحد بذلك من قبل. إنها محاولة تاريخية ... وهي صعبة جدا جدا ومليئة بالتحديات".

وفي كل الأحوال لن يكون بيكار وبورشبيرغ لوحدهما في الهواء، بل يحظيان بدعم فريق ضخم مؤلف من 130 شخصا يعملون على مدار الساعة.

وقال بيكار "هناك 65 شخصا سيسافرون معنا (في طائرة عادية) طوال الرحلة، وهناك 65 شخصا آخرين في مركز القيادة في موناكو حيث يتمركز خبراء الطقس والمهندسون الذين سيجرون تجارب المحاكاة على المسارات ويساعدوننا عندما نكون في الجو".  

 

التعليقات