08/03/2015 - 13:26

الصحراء ملجأ سكان دبي الهاربين من صخب المدينة

وتطغى ناطحات السحاب على الأفق في المدينة الساحلية، ويعلوها برج خليفة الأطول في العالم، إلا أن الصحراء بفضائها الشاسع لا تبعد كثيرا.

الصحراء ملجأ سكان دبي الهاربين من صخب المدينة

ما إن تحل عطلة نهاية الأسبوع، يهرب الخبير العقاري محمد اقسان من غابة الإسمنت في دبي باتجاه الصحراء بحثا عن الهدوء والصفاء بعيدا عن زحمة الحياة في مدينة أصبحت عاصمة إقليمية للمال والأعمال.

وتطغى ناطحات السحاب على الأفق في المدينة الساحلية، ويعلوها برج خليفة الأطول في العالم، إلا أن الصحراء بفضائها الشاسع لا تبعد كثيرا.

وفيما ينجذب السياح إلى الفخامة المترفة للمراكز التجارية والفنادق الكبرى، يفضل الكثير من الأجانب المقيمين في الإمارة هدوء الصحراء لتمضية أوقات فراغهم.

وقال اقسان في مخيم بالقرب من واحة سويحان "إن سحر الصحراء لا يقاوم".

للوصول إلى الصحراء، يلتحق محمد اقسان بمجموعة من السيارات الرباعية الدفع، الضرورية للقيادة في الرمال الناعمة.

وبعد الرحلة الممتعة صعودا ونزولا على الكثبان الرملية، يصل الموكب إلى نقطة مرتفعة توفر إطلالة ساحرة في ظل هدوء شبه مطلق ومشهد يتعارض تماما مع الحياة الصاخبة لمدينة دبي.

إلا أن المغامرة في الصحراء لا بد أن تترافق مع بعض التدابير الاحترازية.

فما أن تغادر سيارات الدفع الرباعي الطرقات المعبدة، حتى يجتمع المشاركون في الرحلة الصحراوية لتبادل الآراء وتنسيق الرحلة.

ويتم اختيار موقع كل مركبة في الموكب كما يتم خفض ضغط الهواء داخل العجلات إلى النصف لتحسين الاداء على الرمال، ويتم التأكيد على استخدام أحزمة السلامة.

وإذا ما علقت أحدى السيارات في الرمال، تأتي السيارات الأخرى لمساعدتها إما بإزالة الرمال من حول العجلات أو بسحبها بالحبال بواسطة سيارة أخرى. ولا يثني هذه الأمر هواة القيادة في الصحراء، بل أنهم يعتبرونه جزءا من متعة الرحلة.

وقالت الأوكرانية ليودميلا بيختينا، المعتادة على البرد القارس في بلادها، إن درجات الحرارة هنا ممتازة بكل بساطة.

وأضافت بينما كان نسيم الصحراء البارد ينساب بلطف عبر المخيم "أن الطقس جميل جدا ... كما أنه يمكننا أن نرى النجوم" في وقت تحجب فيه غمامة من الغبار والرطوبة المقرونة بالاشعاع الضوئي القوي، نور النجوم الخافت في دبي.

وتقدم شركات سياحية كثيرة خدمة التجول في الصحراء مع الاستمتاع بالكثبان الرملية على متن سيارات رباعية الدفع، إلا أن عشاق الصحراء الحقيقيين يفضلون أن يخوضوا المغامرة بأنفسهم ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم رحلاتهم.

ومنطاوي الذي يعمل نائبا لرئيس مصرف في الامارات، ينزع كل اسبوع البدلة وربطة العنق ويلبس ثيابا خاصة بالصحراء ليقود مع أصدقائه مجموعة من المبتدئين في الرحلات الصحراوية، التي تختتم بسهرة حول النار في موقع هادئ.

ويذكر أن هذه النشاطات قد تؤثر سلبا على البيئة الصحراوية ذات التوازن الهش، فابتلاع اكياس البلاستيك الذي يتركها زوار الصحراء يعد من الأسباب الرئيسية لنفوق الجمال.

وبحسب جمعية  "حماة الحياة البرية" الأمريكية فان النشاطات العسكرية والمخلفات التي يتركها المخيمون تهدد الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء.

ويعي كثيرون من محبي الصحراء أهمية الحفاظ على التوازن البيئي، إلا ان آخرين يتجاهلون التحذيرات ويتركون مخلفات وقمامة في مواقع التخييم.

وقلة هم الذين يضيعون في الصحراء، فغالبا ما يكون هناك شخص متمرس في كل مجموعة، بينما يستخدم محبو الصحراء تقنيات أل"جي بي إس" لتحديد موقعهم، وكذلك تقوم الشرطة بالرد سريعا على أي نداء نجدة يصلها عبر الهاتف من الصحراء.

التعليقات