28/03/2015 - 08:42

مساء اليوم : مبادرة "ساعة الأرض" تدخل عامها التاسع

وتقام مبادرة "ساعة الأرض" هذا العام قبل أشهر قليلة من انعقاد مؤتمر عالمي حاسم بشأن المناخ في باريس في كانون الأول (ديسمبر) يتوقع أن توقع خلاله الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتفاقا طموحا للحد من تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، وقبل أيام فقط من المهلة المحددة نهاية آذار (مارس) "للأطراف المستعدة" لتقديم تعهدات بهدف الحد من انبعاثات الكربون.

مساء اليوم : مبادرة

في عواصم العالم وبلداته، تأمل عملية "إيرث آور" (ساعة الارض) مجددا هذه السنة بمشاركة ملايين الأشخاص، اليوم السبت، في هذه المبادرة في سنة محورية على صعيد مكافحة التغير المناخي.

وتشجع هذه الحملة السنوية التي ينظمها الصندوق العالمي للطبيعة، الأفراد والمجتمعات والشركات والمنظمات على إطفاء الأنوار لمدة ساعة اعتبارا من الثامنة والنصف مساء بهدف تسليط الضوء على محنة كوكب الأرض المناخية.

ولا ترمي المبادرة في عامها التاسع هذه السنة إلى تحقيق وفر كبير في الكهرباء، بل إلى رفع الوعي إزاء الحاجة للاستخدام المستدام للطاقة، كذلك إلى المطالبة باتخاذ إجراءات لوقف "الاحترار" المناخي الذي يضر بقوة بكوكب الأرض.

وقال المسؤول عن مبادرة "إيرث آور" سودانشو سارونوالا لوكالة فرانس برس إن أكثرمن 170 بلدا وإقليما أكدت مشاركتها في هذه الحملة، إضافة إلى 1200 معلم ونحو 40 موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).

ومن بين هذه المعالم العالمية المشاركة في الحدث تمثال المسيح المخلص في ريو دي جانيرو، والأكروبوليس في أثينا، وقلعة أدنبره، وساعة بيغ بن في لندن، والوسط التاريخي للعاصمة الإكوادورية كيتو وساحة "تايمز سكوير" في نيويورك وجسر ميناء سيدني.

وتقام مبادرة "ساعة الأرض" هذا العام قبل أشهر قليلة من انعقاد مؤتمر عالمي حاسم بشأن المناخ في باريس في كانون الأول (ديسمبر) يتوقع أن توقع خلاله الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتفاقا طموحا للحد من تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، وقبل أيام فقط من المهلة المحددة نهاية آذار (مارس) "للأطراف المستعدة" لتقديم تعهدات بهدف الحد من انبعاثات الكربون.

فبعد أن كانت مبادرة "ساعة الأرض" حدثا رمزيا صغيرا لدى انطلاقها من سيدني سنة 2007، تطورت حتى أصبحت حملة عالمية ضخمة بأبعاد احتفالية.

وتشمل أنشطة هذا العام استعراضا للياقة البدنية "زومبا" بملابس مضيئة في الظلام في الفيليبين، ومأدبة عشاء منسقة على ضوء الشموع في فنلندا وصفت بأنها الأكبر في العالم، إضافة إلى عروض خاصة لتناول الطعام على ضوء الشموع في مطاعم في لندن، وتوليد للطاقة الكهربائية بفضل خطوات راقصة لإضاءة برج إيفل بعد إطفاء الأنوار فيه لمدة ساعة، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة.

ونشر المنظمون قائمة من الأفكار للمشاركين الفرديين شملت اعتماد الشواء بدلا من موقد الطهي واقامة حفلات في الشوارع على ضوء الشموع أو التفسّح تحت النجوم.

ورسالة مبادرة "ساعة الأرض" لهذا العام هي "استخدام القوة لتغيير التغير المناخي"، وفقا للموقع الرسمي لهذا الحدث.

وقال سارونوالا "نأمل أنه مع كل إطفاء لزر الضوء، سيلقى الضوء على الأشخاص الداعين إلى اتخاذ إجراءات (لمحاربة التغير المناخي) بشكل أكثر وضوحا بما يمهد للقيام بخطوات على صعيد المناخ في المستقبل".

كذلك أشار مايك بيرنرز لي، وهو مستشار خاص بشأن انبعاثات الكربون من الشركات والمنازل، إلى أن مبادرة "ساعة الأرض" تمثل وسيلة قوية لتوجيه رسالة "أننا في الحقيقة مهتمون بنجاح محادثات باريس".

وأضاف في تصريحات لوكالة فرانس برس "إطفاء الأنوار لمدة ساعة لا يحقق الكثير في مجال توفير استهلاك الكربون. ما يهم هو أننا نبعث برسالة مفادها أننا نهتم حقا بهذه الامور".

ولفت بيرنرز لي إلى "أننا بحاجة للحصول على أكبر قدر من الزخم، في أقرب وقت قبل محادثات باريس... كلما مارسنا ضغوطا أكبر، وكلما كان هناك أشخاص أكثر يمارسون الضغط، يكون هناك فرص أكبر للتوصل إلى اتفاق أفضل".

وشارك نحو تسعة ملايين شخص في 162 دولة في مبادرة "ساعة الأرض" العام الماضي، وفقا للصندوق العالمي للطبيعة الذي لفت إلى أن 85 في المئة من هؤلاء الاشخاص رأوا في المبادرة "مصدر إلهام لبذل مزيد من الجهد لحماية هذا الكوكب، مثل إجراء تغييرات صغيرة لعيش حياة أكثر استدامة والحد من التأثير على البيئة".

وقالت سارة أوليكساك معدة دراسة بشأن أثر مبادرة "ساعة الأرض" إن هذا الحدث انعكس في عشرة بلدان تراجعا بمعدل أربعة في المئة في استهلاك الكهرباء خلال الدقائق الستين لإطفاء الأنوار على مدى ستة أعوام في الحملة.

وأضافت في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس "لقد وجدنا أن تغييرا هادفا للسلوك يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ملموس في استهلاك الكهرباء".

التعليقات