10/04/2015 - 13:57

عرض أزياء بأقنعة واقية من الغاز تنديدا بتلوث المياه في إندونيسيا

أراد المنظمون من خلال هذا العرض توجيه رسالة احتجاج على ممارسات العاملين في قطاع صناعة النسيج في المنطقة الذين يرمون يوميا نفايات سامة في نهر سيتاروم الذي تحول إلى مكب نفايات مائي عملاق يفاقم من أزمته أيضا رمي سكان المناطق المجاورة لكميات

عرض أزياء بأقنعة واقية من الغاز تنديدا بتلوث المياه في إندونيسيا

عارضات بأقنعة واقية في رانكايكك

شاركت عارضات أزياء في عرض وسط إندونيسيا مرتديات ملابس من ماركات عالمية وأقنعة واقية من الغاز على منصة أقيمت في حقل للأرز فوق مياه سوداء ملوثة بالنفايات، للتوعية على دور قطاع صناعة النسيج في التلوث.

وبأحذيتهن المطاطية السوداء، تنقلت العارضات ذهابا وإيابا على المنصة الخشبية لأمام كلمة "ديتوكس" (تنظيف التلوث) مكتوبة بأحرف عملاقة مصنوعة من الأعشاب، كما حملن لافتات كتب عليها شعار "قولوا لا للملابس التي تستخدم منتجات سامة"، بحسب مشاهدات مراسل وكالة فرانس برس.

وقد أقيم هذا العرض بمبادرة من منظمة "غرينبيس" البيئية غير الحكومية ومصممين محليين في مدينة رانكايكك في وسط حقول للأرز يتم مدها بالماء من سيكيجينغ المتفرع من نهر سيتاروم، أحد أكثر الأنهر تلوثا في العالم.

وأراد المنظمون من خلال هذا العرض توجيه رسالة احتجاج على ممارسات العاملين في قطاع صناعة النسيج في المنطقة الذين يرمون يوميا نفايات سامة في نهر سيتاروم الذي تحول إلى مكب نفايات مائي عملاق يفاقم من أزمته أيضا رمي سكان المناطق المجاورة لكميات هائلة من النفايات البلاستيكية وغيرها من المخلفات على المياه.

وقال أحمد أشوف بيري، أحد أعضاء غرينبيس، إن المنظمة "تدعو هذا القطاع الصناعي الى التوقف عن تلويث البيئة بمواد كيميائية خطيرة".

وأضاف "نحث الحكومة على القيام بتحرك حازم ضد الجهات المساهمة في التلوث وتعزيز التشريعات المرتبطة بإدارة المواد الكيميائية الخطيرة بهدف الأعداد لمستقبل خال من المواد السامة".

وفي رانكايكك وحدها التي شهدت هذه الحركة الاحتجاجية، جرى تلويث اكثر من 1200 هكتار من حقول الأرز بحسب غرينبيس.

وتقوم المنظمة غير الحكومية منذ 2011 بحملة لمحاولة إقناع الشركات التجارية الكبرى العاملة في مجال صناعة الملابس والتي يرتبط بعضها مباشرة بقطاع النسيج في إندونيسيا بسحب كل المنتجات الخطيرة من سلسلة الإنتاج الخاصة بها.

وتعهدت ماركات كبرى في هذا القطاع مثل الإسبانية "زارا" والألمانية "أديداس" بالمشاركة في هذه الحملة.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة "باكسميث انستيتيوت" غير الحكومية المعنية بمكافحة التلوث في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يتعرض 500 ألف شخص بشكل مباشر وخمسة ملايين بطريقة غير مباشرة لمنتجات كيميائية متعددة (الرصاص والكادميوم والكروم والمبيدات الحشرية) يتم رميها في نهر سيتاروم.

كما أن المنظمة نفسها صنفت هذه المنطقة كواحدة من أكثر عشر مناطق تلوثا في العالم سنة 2013.

وعلى هامش عرض الأزياء للفتيات بالأقنعة الواقية من الغاز، نزل أطفال للعب في المياه الملوثة للغاية لأحد متفرعات نهر سيتاروم الذي يمثل أيضا مصدرا للمياه بالنسبة لملايين الأشخاص من سكان غرب جزيرة جاوا المكتظة سكانيا بما يشمل العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

وتعاني الأنهر والمحاصيل الزراعية على امتداد الأرخبيل الإندونيسي من مستويات مرتفعة من التلوث خصوصا بسبب مخلفات الصناعة بمختلف قطاعاتها.

وتشير إحصائيات منظمة "غرينبيس" إلى أن أكثر من 100 مليون إندونيسي يفتقرون لمياه نظيفة وصحية من أصل عدد سكان إجمالي يبلغ 250 مليونا.

 

التعليقات