10/05/2015 - 09:24

الصيف يفتح حكايات "مراوح اليد" المطوية

ظهرت المراوح المصنوعة من السعف وريش الطيور والبردي، في النقوش الفرعونية وبعض حضارات ما بين النهرين، ولكن الأدلّة على وجود مروحة اليد تعود إلى الحضارة الإغريقية، في القرن الرابع قبل الميلاد

الصيف يفتح حكايات

صورة توضيحية

ظهرت المراوح المصنوعة من السعف وريش الطيور والبردي، في النقوش الفرعونية وبعض حضارات ما بين النهرين، ولكن الأدلّة على وجود "مروحة اليد" تعود إلى الحضارة الإغريقية، في القرن الرابع قبل الميلاد.

ثم انتشر استعمالها في القرن السادس الميلادي، لإبعاد الحشرات عن "الخبز والنبيذ" المرافقين للطقوس المسيحية، تحديداً في الكنائس والكاتدرائيات. وحين استغنت هذه الأخيرة عنها، لم يعد لها حضور يذكر في أوروبا.

وبعد غياب دام قروناً، أعادها الرحالة والتجار البرتغاليون والاسبان في القرن السادس عشر إلى القارة، اذ أحضروها من أسفارهم إلى الشرق الأقصى، تحديداً الصينية واليابانية منها، وقد وجدتها راقصات الفلامنكو هديّة قدريّة، إذ تحوّلت إلى عنصر مهمّ في رقصاتهن، وطبعت فنّ الفلامنكو بطابعها المتميّز، وأدخلت تنوّعات على اللوحة الراقصة، بألوانها ومواد تصنيعها وجمالياتها الغنيّة.

وربطتها نساء الطبقات النبيلة بهن، وجعلنها ميزة من ميزات عالم أزيائهن، فتحوّلت إلى قطعة تزيين ثمينة حين صنعها الخياطون خصيصاً للنبيلات والثريات من الحرير وريش النعام وطرّزوها بالخيوط المذهبة. وبلغت مروحة اليد، تحديداً القابلة للفرد والاغلاق، قمّة عزّها وتألقها حين حملتها اليزابيت الأولى، ملكة إنكلترا، وتميّزت تلك التي حملتها في الاحتفالات بأنها كانت مرصّعة بالأحجار الكريمة واستبدل خشبها بالعاج الطبيعي.

وبلغت العناية بتصميم مراوح اليد درجة عالية من الاتقان والابتكار، جعلت دولاً كثيرة تخصّص لها متاحف خاصة، مثل متحف المراوح في باريس، ومثله في لندن وكاليفورنيا وبروكسل. ففي المتحف الباريسي نجد أكثر من ألف مروحة يد بديعة، بعضها مرصّع بالجواهر مخاط بالخيوط الثمينة، وقواعدها من الخشب الثمين والنادر وأيضاً العاج. وبعضها الآخر بسيط ولكنه مشغول بعناية، تحديداً البلجيكية منها، التي حيكت أقمشتها من الكروشيه والدانتيل البلجيكي البديع.

 

التعليقات