14/05/2015 - 17:53

لوحات الشوكولاطة تحقق انتشارًا واسعًا في روسيا

مع أن هذه التقنية لا تزال تستخدم في فرنسا خصوصا في ورشات الأطفال ويمنع تذوق الأعمال المصنوعة من خلالها والتي تقام بشكل رئيسي على الورق أو القماش، لكن محبيها في روسيا يسعون إلى رفعها إلى مصاف الفنون

لوحات الشوكولاطة تحقق انتشارًا واسعًا في روسيا

أسد يزأر من اللذة أو شرفة مقهى محاطة بورود أو قارب يطوف في قنوات البندقية... للوهلة الأولى تبدو هذه اللوحات الشعبية في روسيا كغيرها من الأعمال الفنية، لكن ما يميزها هو أنها مصنوعة من الشوكولاطة وقابلة للأكل.

ويقول سيرغي البالغ ثماني سنوات "هذا ليس صحيحا، ما أراه ليس مصنوعا من الشوكولاطة"، وذلك خلال تأمله إحدى هذه الأعمال المميزة، لكنه سرعان ما يتذوق العمل لتبدو بعدها البسمة على محياه ويصرح "بلا، هذا حقا شوكولاطة".

وتقر تاتيانا، مسؤولة المبيعات في متجر ألبسة في موسكو، بأن قريبها الصغير "يتحقق" للمرة العشرين من طبيعة ما يراه وإمكان ألا يعدو كونه ديكورا لا أكثر.

وتروي هذه المرأة المتحدرة من موسكو والبالغة 35 عاما "زملائي أهدوني لوحة مشابهة لكن على شكل مزهرية لمناسبة يوم المرأة في الثامن من آذار/مارس. كان ذلك رائعا. أدركت على الفور أي هدية سأقدمها لسيرغي في عيد ميلاده".

ويلقى الرسم بالشوكولاطة رواجا في الغرب منذ فترة طويلة لكنه لم يشق طريقه للشهرة على نطاق واسع في روسيا إلا في السنوات الأخيرة.

ومع أن هذه التقنية لا تزال تستخدم في فرنسا خصوصا في ورشات الأطفال ويمنع تذوق الأعمال المصنوعة من خلالها والتي تقام بشكل رئيسي على الورق أو القماش، لكن محبيها في روسيا يسعون إلى رفعها إلى مصاف الفنون. 

وتقول إيرينا إيلدارخانوفا، صاحبة شركة كونفايل الروسية المؤسسة سنة 2001 والحائزة الوحيدة على ترخيص في روسيا لتنفيذ لوحات من الشوكولاطة، "إننا نعتبر لوحة الشوكولاطة عملا فنيا مصنوعا بالاستعانة بمادة رائعة".

من ناحيته يلفت فيتالي بونوماريف، الفنان الأخصائي في الرسم بالشوكولاطة داخل شركة كونفايل، إلى أن لوحة من هذا النوع "تسمح بالتعبير بشكل رائع عن الأحاسيس" لأن الشوكولاطة "غالبا ما ترتبط بانتظار عيد أو بالحب والفرح".

ويستعين بونوماريف بالشوكولاطة البيضاء الممزوج بثفل التفاح أو الليمون أو الكرز للحصول على ألوان قوية. وعندما يكون ذلك غير كاف، يمكنه اللجوء إلى ملونات غذائية للحصول مثلا على اللون الأزرق.

وبعد إنجازها بعناية كبيرة بالاستعانة بالأصابع أو بملعقة صغيرة على قالب كبير للشوكولاطة البيضاء، تجمد اللوحة سريعا. لذلك في هذه الجلسة، تبقى على لوح مسخن وفق بونوماريف. كما أن الفنان لا يحق له التفكير كثيرا كي لا يجد نفسه من دون عدة عمل.

من هنا يستغرق إنجاز لوحة من الشوكولا بين يوم وثلاثة أيام، ومعدل زنتها يبلغ 1,5 كلغ كما يصل عرضها إلى 75 سنتيمترا وفق بونوماريف.

وحالما تنجز اللوحة، يمكن أكلها في اللحظة نفسها أو تذوقها بكل أمان خلال السنة أو تزيين المنزل على مدى عشر سنوات إذا ما تم احترام الإرشادات المتعلقة بدرجات الحرارة المناسبة للحفظ، وفق إيلداخانوفا.

هذه اللوحات المصنعة في روسيا منذ اثني عشر عاما لطالما صنفت كهدايا فاخرة ولها زبائن من النخبة بينهم العائلات المالكة في أوروبا والشرق الأوسط، إضافة إلى مسؤولين سياسيين ونجوم رياضيين.

وتخبر إيلداخانوفا بأن أحد المدعوين إلى زفاف الأمير وليام وكايت ميدلتون سنة 2011 طلب إنجاز رسم للثنائي مصنوع من الشوكولا سعيا منه لتقديم هدية مميزة يمكن منحها "على أعلى المستويات".

ومن بين الأشخاص الآخرين الذين تلقوا بورتريهات لهم مصنوعة من الشوكولا هناك البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر والرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما وأحد مشايخ المملكة العربية السعودية.

لكن في السنوات الأخيرة، تجذب اللوحات المصنوعة من الشوكولا عددا متزايدا من الروس العاديين رغم سعرها الذي يراوح بين 500 و1400 دولار.

وانهيار سعر صرف الروبل لا يؤثر كثيرا على مبيعات هذه اللوحات التي لم تسجل أي تراجع لا بل "حققت ارتفاعا طفيفا" منذ بداية الأزمة العام الماضي بحسب إيلداخانوفا.

ولا تكشف شركة كونفايل عن حجم مبيعاتها إلا أنها تنجز شهريا ما بين 10 و30 لوحة كلها مصنوعة على الطلب -- سواء عن طريق الإنترنت أو في متاجر. وتعتزم الشركة تأسيس فروع لها مستقبلا في الإمارات العربية المتحدة والصين.

وتلفت إيلداخانوفا إلى أن "الرجال يحبون كثيرا البورتريهات في حين تطلب الشركات رسما لمبانيها -- الأمر له بعد رمزي: الحياة في شركتنا ستكون حلوة كطعم الشوكولاطة...".

لكن الشائبة الوحيدة هي أن البعض "لا يصدقون أن اللوحات مصنوعة من الشوكولاطة الحقيقية" عند تلقيهم لوحات كهدية، لذا "يحاولون شمها قبل تذوقها حتى أنهم يكسرون قطعا صغيرة منها".

التعليقات