18/06/2015 - 13:44

العلماء يجرون تجربة خطيرة لاقتراب المسبار (رشيد) من مذنب

وكان المجس (فيلة) قد أدهش العلماء في مطلع الأسبوع بعد أن شرع في العمل وأرسل إشارات إلى كوكب الأرض. وكان الهبوط التاريخي للمسبار على سطح المذنب 67 بي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد شابه انحراف المسبار إلى منطقة ظليلة بدرجة كبيرة

العلماء يجرون تجربة خطيرة لاقتراب المسبار (رشيد) من مذنب

مدينة رشيد التي سُمّيَ المسبار تيمُّنًا بها

يعتزم العلماء الأوروبيون القيام بمناورة محفوفة بالمخاطر بأن يدنو المسبار الفضائي، رشيد، بدرجة أقرب، من المذنب الذي يدور حوله حتى يمكنه التواصل مع مجس آلي على سطح المذنب لبدء تجارب قد تفك بعض الألغاز الكونية.

وكان المجس (فيلة) قد أدهش العلماء في مطلع الأسبوع بعد أن شرع في العمل وأرسل إشارات إلى كوكب الأرض. وكان الهبوط التاريخي للمسبار على سطح المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد شابه انحراف المسبار إلى منطقة ظليلة بدرجة كبيرة ما تعذر معه تشغيل ألواحه للطاقة الشمسية.

ومع اقتراب المذنب من الشمس، يأمل العلماء بأن يكون بمقدور المجس (فيلة) توليد طاقة تكفي لاستئناف تجاربه المبرمجة سلفا.

لكن حتى يتسنى للمسبار (رشيد) استقبال معلومات، يتعين عليه الاقتراب من المذنب في مدار يصل إلى نحو 180 كيلومترا بالمقارنة بمداره الحالي الذي يتراوح بين 220 الى 240 كيلومترا الآن.

وهذه خطوة محفوفة بالمخاطر فيما يقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس، في 13 أغسطس/آب، ما يثير أتربةً قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.

وقالت ايلزا مونتانون، نائبة مدير رحلة المسبار (رشيد) بوكالة الفضاء الأوروبية، خلال مؤتمر صحفي بمعرض في باريس، أمس الأربعاء: "المذنب جرم نشط للغاية الآن، والأمر يشبه تصور قيادة سيارتك خلال عاصفة ثلجية".

وأضافت: "نفترض أن يكون آمنًا، لكن، بمجرد رصد استعادة النشاط فربما تعين علينا أن نتقهقر قليلا".

ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التي سيجمعها المجس (فيلة) من المذب، البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات، في الافصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن.

وقال مدير مشروع (فيلة)، فيليب جودرون، إن الخطة تبدأ بأقل التجارب خطورةً منها، الاستعانة بمعدّات لاستشعار الجو المحيط قبل تحريك المجس والتنقيب في سطح المذنب لتحليل العينات ربما خلال الأشهر المقبلة بدلا من الاسابيع القادمة.

وقال كبير علماء (فيلة)، جان-بيير بيبرنج، في مؤتمر صحفي إنه فور هبوط (فيلة) على الموقع المخصص له، فسيشرع في العمل رغم ارتفاع درجة الحرارة في محيط المجس التي تحول دون عمل أنظمته.

وتمويل مشروع (رشيد) مضمون حتى نهاية العام لكن الفريق طلب تمديد التمويل حتى سبتمبر أيلول عام 2016 حين يتجه (رشيد) إلى المذنب لالتقاط صور حتى يصطدم بالمذنب.

وبدأ هذه المشروع منذ عشر سنوات ويرى العلماء أن فرصة الهبوط ستسنح في 11 نوفمبر/تشرين الثاني حين يكون المذنب على بعد 450 مليون كيلومتر من الشمس. وسفينة الفضاء الأوروبية، روزيتا، هي الاسم الغربي تيمنا بمدينة رشيد، بدلتا نهر النيل بمصر، التي عثر فيها على الحجر الذي فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. وفيلة اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة اسوان بصعيد مصر حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت ايضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.

التعليقات