19/06/2015 - 14:07

الحمض النووي لتحديد مواقع المتاجرة بالفيلة في أفريقيا

تمخضت الفحوص التي أجريت على الحمض النووي (دي إن إيه DNA) المأخوذ من أطنان من العاج التي ضبطت مع تجار عن رصد بؤرتين للصيد الجائر للفيلة في القارة الأفريقية في تطور يأمل العلماء بأن يسفر عن شن حملة شاملة على الإتجار غير المشروع في أضخم حيوا

الحمض النووي لتحديد مواقع المتاجرة بالفيلة في أفريقيا

تمخضت الفحوص التي أجريت على الحمض النووي (دي إن إيه DNA) المأخوذ من أطنان من العاج التي ضبطت مع تجار عن رصد بؤرتين للصيد الجائر للفيلة في القارة الأفريقية في تطور يأمل العلماء بأن يسفر عن شن حملة شاملة على الإتجار غير المشروع في أضخم حيوان بري على وجه البسيطة يعاني من تناقص أعداده.

وقال العلماء، أمس الخميس، إن الفحوص الوراثية على 28 ضبطية ضخمة من العاج -تزن الضبطية الواحدة أكثر من نصف طن- حددت على وجه الدقة المنشأ الجغرافي لأنياب الفيلة وأنها تنتمي لنوعين من الفيلة الأفريقية هما فيل السافانا وفيل الغابة الأصغر حجما نوعا ما.

وقال صمويل فاسر، أستاذ الأحياء بجامعة واشنطن، الذي وردت نتائج دراسته في دورية (ساينس) "انتابتنا دهشة بالغة للغاية بعد أن وجدنا أنه طيلة العقد الماضي جاءت جميع الضبطيات تقريبا من موقعين في أفريقيا".

وبالاستعانة بعينات من روث الفيلة ووبرها وأنسجتها من حيوانات من شتى أرجاء القارة الأفريقية رسم العلماء خريطة توضح مختلف العشائر استنادا إلى سمات الحمض النووي. واستخلص الباحثون الحمض النووي من كميات العاج المضبوطة وحددوا المواقع التي تعيش بها الفيلة التي تضاهي هذا الحمض.

جاءت معظم أنياب العاج المضبوطة من فيلة السافانا من منطقة تمتد من أجزاء من جنوب شرق تنزانيا وشمال موزامبيق فيما جاءت معظم أنياب العاج من فيل الغابة من منطقة تشمل أجزاء من شمال شرق الجابون وشمال غرب جمهورية الكونجو وجنوب غرب جمهورية أفريقيا الوسطى.

وقال فاسر "إن استهداف سلطات إنفاذ القانون لهذه المناطق قد يوقف أكبر كم من نفوق الفيلة المتعلق بأنشطة الصيد الجائر في أفريقيا كما يجفف المنابع الرئيسية للعاج الذي تتاجر فيه شبكات إجرامية تسمح بارتكاب هذه الجريمة المنظمة الخاصة بنقل العاج".

وأضاف أن العشائر الكبرى "ستخضع للصيد الجائر حتى انقراضها" لو لم تتخذ الإجراءات الحاسمة. ومضى يقول إننا "نخسر في الوقت الراهن ما يقدر بنحو 50 ألف فيل أفريقي سنويا بسبب الصيد الجائر ولم يتبق سوى نحو 470 ألف فيل".

ومضى يقول إنه "يتعين احتواء معدلات الخسائر. وقف الطلب على العاج بطيء للغاية كي ينجز بمفرده هذه المهمة. نحتاج بصورة ماسة إلى وقف قتل الفيلة".

ووفق على حظر المتاجرة في العاج عالميا في عام 1989 بعد أن تراجعت أعداد الفيلة الأفريقية من 1.2 مليون فيل إلى 600 ألف في ذاك العقد إلا إن المتاجرة غير المشروعة استمرت مع تزايد الطلب على العاج من الصين ومن دول آسيوية أخرى ومن مناطق أخرى منها الولايات المتحدة.

وقال بيل كلارك، من برنامج الجرائم البيئية التابع للشرطة الدولية (الإنتربول) الذي شارك في البحث، إن الاستعانة بتقنية الحمض النووي ساعدت الإنتربول بشأن المناطق التي يتعين تركيز الجهود فيها لمكافحة المتاجرة في العاج.

وقال كلارك إن "هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد استغلال العاج في تمويل جماعات متشددة عديدة علاوة على الجريمة المنظمة".

التعليقات