11/07/2015 - 19:02

أول محاكمة في الفاتيكان لأسقف متهم بالتحرش

جرت لوقت قصير، اليوم السبت، أول محاكمة في الفاتيكان لرئيس أساقفة سابق، يُلاحَق بتهم ارتكاب تجاوزات جنسية بحق قاصرين، وذلك في غياب المتهم الذي نقل إلى المستشفى للعلاج في قسم العناية المركزة.

أول محاكمة في الفاتيكان لأسقف متهم بالتحرش

الأسقف العلماني المتهم بالتحرش (أ.ف.ب)

جرت لوقت قصير، اليوم السبت، أول محاكمة في الفاتيكان لرئيس أساقفة سابق، يُلاحَق بتهم ارتكاب تجاوزات جنسية بحق قاصرين، وذلك في غياب المتهم الذي نقل إلى المستشفى للعلاج في قسم العناية المركزة.

وفيما كان يفترض أن تكون الجلسةُ الظهورَ العلنيَ الأول للقاصد الرسولي السابق في جمهورية الدومينيكان، البولندي يوزف فيسولوفسكي، منذ استُدعِيَ بصورة عاجلة في آب/اغسطس 2013، بيد أن نقله إلى المستشفى فاجأ الجهاز الصحافي للفاتيكان نفسه.

وأُعلن نقله إلى المستشفى قبل دقائق من بدء الجلسة، وأكد هذا الأمر في القاعة الصغيرة للمحكمة المدعي جيان بيرو ميلانو.

وقال إن 'المتهم اصيب بوعكة مفاجئة ونقل إلى أحد مستشفيات روما حيث وضع في قسم العناية المركزة'.

وذكر الفاتيكان أن فيسولوفسكي أُصيب بهذه الوعكة الجمعة ونُقل أولا إلى قِسم الطوارىء في دولة الفاتيكان، ثم إلى مستشفى حكومي بمواكبة الشرطة.

وأكد محامي فيسولوفسكي، انطونيلو بلازي، أنه تبلغ النبأ صباح السبت وقال إن موكله 'كان على ما يرام' قبل أيام.

وفي أيلول/سبتمبر 2014، وُضِع فيسولوفسكي تحت الإقامة الجبرية في غرفة بالطبقة الأولى من قصر العدل، ثم استفاد في كانون الأول/ديسمبر لأسباب صحية لم تحدد طبيعتها، من تدبير منحه مزيدًا من حرية التحرك ضمن حدود دولة الفاتيكان.

ولم تستمر الجلسة، صباح اليوم السبت، الا سبعَ دقائق، وهي الفترة التي احتاج اليها المدعي لتلاوة التهم واعلان نقل المتهم إلى المستشفى.

ثم أنهى رئيس المحكمة غيسيبي دالا توري النقاش بالقول إن المحاكمة 'أُرجِئَت إلى موعد يحدد لاحقًا'.

ويُتَّهَم فيسولوفسكي بحيازة وإخفاء 'كميّة كبيرة' من صور الأطفال في أوضاع جنسية، حُمّلت عن الإنترنت في الكرسي الرسولي، بين عودته من جمهورية الدومينيكان في آب/اغسطس 2013 وتوقيفه في 22 ايلول/سبتمبر 2014.

وهو متهم أيضًا باقامة علاقات جنسية مع قاصرين من عمر 13 الى 16 عامًا في جمهورية الدومينيكان عندما كان قاصدًا رسوليًا من كانون الثاني/يناير 2008 إلى آب/أغسطس 2013، بالتواطؤ مع الشمّاس السابق فرانشيسكو خافييه اوتشي رييس.

ووجهت إلى القاصد الرسولي السابق تهمة إلحاق 'أذىً خطير' بهؤلاء القاصرين على المستوى النفسي. وهو يحاكم أيضًا لأنه 'تصرف في شكل يشكل إهانة للمبادىء الدينية والأخلاق المسيحية'.

وقبل سنة، أُعيد هذا القاصد الرسولي إلى الحياة العلمانية -العقوبة القصوى- نتيجة إجراء كنسي حول التجاوزات الجنسية.

وقد يحكم على فيسولوفسكي بالسجن من ست إلى سبع سنوات، من دون أخذ الظروف المشددة المحتملة في الاعتبار. وقد تستمر المحاكمة سنة. ويمكن أن يمضي عقوبته في الفاتيكان.

وتشكل هذه المحاكمة سابقة لمحكمة الكرسي الرسولي التي لم تحاكم اسقفًا في التاريخ الحديث.

وشهدت قاعتها الصغيرة محاكمة شهيرة في 2012 عندما حاكمت كبير خدم البابا بنديكتوس السادس عشر، العلماني الإيطالي باولو غابرييلي الذي حكم عليه لأنه سرب إلى الصحافة الإيطالية وثائق سرية.

وتؤكد هذه المحاكمة بتهمة التحرش بالأطفال الخط المتشدد للفاتيكان من أجل مواجهة هذه الآفة، رغم أن جمعيات الدفاع عن الضحايا تأخذ عليه أنه 'لا يمضي بعيدًا في هذا المجال'.

وفي حزيران/يونيو، أعلن الكرسي الرسولي أيضًا إنشاءَ هيئة كنسية جديدة لمعاقبة الأساقفة المتهمين بالإهمال -وبالتالي التواطؤ- إزاء الكهنة الذين يخضعون لسلطتهم. وقد اقيل عدد كبير من الأساقفة الذين اتهموا بالتغطية على كهنة ارتكبوا تجاوزات.

وسيم يوزف فيسولوفسكي كاهنًا في 1972 بوضع يد رئيس أساقفة كراكوفيا الذي اصبح البابا يوحنا بولس الثاني، ثم رُسم أسقفًا في 2000.

وعين قاصدًا رسوليًا في بوليفيا ثم في مختلف بلدان آسيا، ووصل في 2008 إلى جمهورية الدومينيكان التي استدعي منها بصورة عاجلة عندما انكشفت الفضيحة في وسائل إعلام هذا البلد.

التعليقات