16/07/2015 - 14:55

مصر القديمة عرفت 282 عيدًا سنويًا

قالت دراسة تاريخية مصرية، إن الأعياد في مصر القديمة، كانت موسمًا للخطبة والزواج، وترويحًا للروح والنفس والبدن استعدادا لبدء موسم جديد من الجد والعمل، وإن الحياة كانت تتوقف في الأعياد، التي كانت أيامها عطلة رسمية لا يذهب فيها العمال إلى أع

مصر القديمة عرفت 282 عيدًا سنويًا

معبد الكرنك الشهير، كان آمون ينتقل إليه صيفًا (أ.ف.ب)

قالت دراسة تاريخية مصرية، إن الأعياد في مصر القديمة، كانت موسمًا للخطبة والزواج، وترويحًا للروح والنفس والبدن استعدادا لبدء موسم جديد من الجد والعمل، وإن الحياة كانت تتوقف في الأعياد، التي كانت أيامها عطلة رسمية لا يذهب فيها العمال إلى أعمالهم.

وأوضحت الدراسة، التي أعدّها عالم المصريات، الدكتور محمد يحيى عويضة، بمشاركة الباحثتين الدكتورة خديجة فيصل مهدى ودعاء معبد مهران، والصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، أن السياحة الداخلية كانت تزهر في أعياد قدماء المصريين، وكانت موسمًا لرواج أعمال النقل والسفن والفندقة في بيوت كانت تعرف باسم "استراحة الغرباء" كما كانت لكل مدينة أعيادها الخاصة.

وأشارت إلى أن معبد "إدفو" التاريخي شمال محافظة أسوان في صعيد مصر، كان يحوي تقويمًا لكل الأعياد المصرية القديمة طوال العام.

وقالت الدراسة التاريخية، الصّادرة بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر، إن عيد "باستت" آلهة المرح والسرور، بمنطقة تل بسطة، في محافظة الشرقية، بدلتا مصر، كان يشهد حضور 700 ألف رجل وامرأة، وأن عيد "الأوبت" في الأقصر والذى كان ينتقل فيه "آمون" من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، وكان بمثابة عيد للخصوبة والبركة والنماء، وصلت فترة الاحتفال به في الأسرة 21 بمصر القديمة الى شهر كامل، وكان من أكثر الأعياد التي تشهد إتمام مراسم الخطبة والزواج بين المحبين.

وأشارت الدراسة إلى تعدد وتنوع أعياد المصريين القدماء، ما بين أعياد قومية ودينية وأخرى مرتبطة بالزراعة والحصاد وفيضان نهر النيل وأن موسم الحصاد، كان موسمًا للبهجة، في طول البلاد وعرضها، تعم فيه الاحتفالات كل أرجاء مصر، وكان مناسبةً طيّبةً للفرق الموسيقية والمغنيين والراقصين والراقصات لكي ينتقلوا من قرية إلى أخرى ومن منزل نبيل إلى آخر وينطلقون في راقصين ومنشدين في الحفلات الموسيقية التي يقيمها الحكام والأغنياء.

ولفتت الدراسة إلى ارتباط أعياد قدماء المصريين، بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، ولذلك فقد احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، ومع شروق يوم 11 من أيلول/سبتمبر من كل عام تبدأ أولى أيام السنة الفرعونية الجديدة، حيث أعلن التوقيت المصري القديم بداية عام 6255 قبل الميلاد وهو بذلك يسبق نظيره الميلادي بأكثر من 4000 عام، واحتفل الفراعنة بهذا اليوم وأطلقوا عليه "ني يارؤ" بمعنى "يوم الأنهار" الذي هو ميعاد اكتمال فيضان نهر النيل، السبب الأول في الحياة لمصر، وحُرف الاسم فيما بعد إلى '' نيروز'' وهو العيد الذي كان يُمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وقد اهتم المصريون بالاحتفال بعيد النيروز كتراث ثقافي مصري قديم .

واحتوت السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد وأيام العطلات منها ما ارتبط بتقويم السنة، مثل رأس السنة، وبدايات الفصول، ومنها ما ارتبط بالملك مثل عيد التتويج، والعيد الثلاثيني، ومنها ما ارتبط بالحياة الجنائزية أمّا أعياد الموتى فكانت أسرة المتوفى تزور خلالها المقبرة لإحضار الطعام له وهو عيد منتشر في مصر.

وأضاف الدكتور محمد يحيى عويضة والدكتورة الدكتورة خديجة فيصل مهدى والباحثة دعاء معبد مهران في دراستهم عن الأعياد في مصر القديمة، أن وثائق مدينة العمال في دير المدينة بغرب الأقصر تشير إلى أن الأعياد ذات أهمية كبيرة في مصر القديمة، حيث جعلها المصري القديم أيام عطلة رسمية لا يذهب فيها العمال إلى أعمالهم كما تخبرنا وثيقة دير المدينة.

وأشاروا إلى أن معابد مدينة هابوا، تسجل 282 عيدًا عرفتها مصر القديمة، كما تسجل معابد كوم امبو وإدفو ودندرة وإسنا تفاصيل أعياد بعض الآلهة، مثل الإله "مين" والآلهة "حتحور"، و "أنوبيس" و "سشات" و"سخمت" وغيرهم من آلهة في مصر القديمة.

التعليقات