02/06/2018 - 21:32

بلجيكا تُعيد افتتاح "متحف أفريقيا" الاستعماري

وكان الملك البلجيكي ليوبود الثاني، قد أعلن عن الكونغو أرضًا تابعة له بما عليها من موارد ومن عليها من شعوب في عام 1885، ليتحوّل ملايين السكان إلى عبيد بملكه الخاص، وكانوا مُجبرين على العمل في...

بلجيكا تُعيد افتتاح

(تويتر)

أعلنت بلجيكا عن عزمها افتتاح "متحف أفريقيا" المثير للجدل من جديد، حيث أنه مرّ بعملية تحديث "جمالي" مع تغييرات "برؤية تلك الحقبة من التاريخ".

وأثار المتحف الذي بُني على طراز معماري كلاسيكي فخم، انتقادات واسعة حوله، حيث أنه تم بنائه 1897 أثناء استعمار بلجيكا "الملكي" للكونغو ويحمل حتى يومنا هذا، صورة "إيجابية" لاستعمار وُصف على أنه من أشد الوحشية تاريخيًا.

وكان الملك البلجيكي ليوبود الثاني، قد أعلن عن الكونغو أرضًا تابعة له بما عليها من موارد ومن عليها من شعوب في عام 1885، ليتحوّل ملايين السكان إلى عبيد بملكه الخاص، وكانوا مُجبرين على العمل في استخراج الموارد الثمينة التي احتوت عليها البلاد.

وخلال هذه الفترة، قام الجنود البلجيكيون بمعاقبة كل من لم يُنتج العدد الكافي الذي فُرض عليه من الألماس أو المطاط أو المواد الأخرى، بشتى الوسائل المتاحة، وكان أشهرها، حرق الشخص وقطع يده اليمنى وتسليمها، إثباتًا على أنهم لم يضيعوا الرصاص سدًا.

واكتسبت بلجيكا خلال تلك الفترة من استعمار الكونغو التي استمرت حتى "الاستقلال" المفترض للكونغو عام 1960، أموالًا وموارد طائلة، ويُقال إن قُبيل موت ليوبود الثاني، كان قد أصبح من أغنى أغنياء العالم.

وتُعتبر الاستعمار البلجيكي للكونغو بقيادة ليوبود الثاني التي استمرت لمدة 25 قبل أن يُسلم دفّة القيادة لآخرين، من أشد الاحتلالات من حيث الوحشية، فقد قُتلك في تلك الفترات ما يُقدر بملايين السكان الأصلانيين الذين عوملوا كعبيد وظيفتهم جمع الموارد، والمطاط بشكل خاص، حيث قامت بلجيكا بتصديره إلى العالم من هناك.

ورغم عدم وجود اعتراف رسمي باقتراف بلجيكا لتطهير عرقي في الكونغو على طوال فترة استعمارها لها، قال مدير "المتحف الأفريقي"، إنه سيعاد افتتاحه في كانون الأول/ديسمبر القادم، آملًا " في تقديم قصة جديدة في المتحف" الذي كان يعرض الصورة الاستعمارية قبل إغلاقه لإتمام عمليات الترميم.

ويمتلئ المتحف بالقطع الأثرية التاريخية ومجسمات الحيوانات البرية، ومن بين "التحف" التي أبقى على عرضها، تمثال ذهبي لمبشر أوروبي وهو يحمل طفلا أفريقيا وكتبت أسفله لافتة تقول "بلجيكا تجلب الحضارة إلى الكونجو" لكن من المفترض أن يتم شرح السياق التاريخي لتلك القطعة الفنية بطريقة مختلفة الآن وقد رُمم المتحف.

وأنفقت الحكومة البلجيكية 66 مليون يورو (77 مليون دولار) لتحديث المتحف المقام في مبنى فخم بطراز معماري كلاسيكي حديث تحيط به حديقة شاسعة على مشارف العاصمة بروكسل.

وستتيح المساحة الإضافية التي أضيفت للمتحف بعد التجديد الفرصة لتنويع المعروضات لتشمل مجموعة من قطع الفن المعاصر من أفريقيا الوسطى.

ومن الجدير بالذكر أنه حتى أكثر الأمور التي تشتهر بها بلجيكا لها علاقة مباشرة مع تلك الفترة الدموية لاستعمار الكونغو، حتى الشكولاتة التي تتميّز بها، تم اكتشافها بالكونغو وقُتل الكثيرون في عمليات زراعتها وجمعها.

من أشكال الشكلاتة المتعارف عليها في بلجيكا.

 

التعليقات