21/08/2023 - 21:58

النمسا: تحويل منزل أدولف هتلر إلى مركز شرطة

أوضحت لجنة خبراء شكّلتها الحكومة في العام 2016 بأنّ الهدف هو "كسر عبادة الأوساط المتطرّفة له، بشكل مستدام". كذلك استبعدت فكرة الهدم إذ يرى مؤرّخون أنّ على النمسا "مواجهة ماضيها".

النمسا: تحويل منزل أدولف هتلر إلى مركز شرطة

(Getty)

أعلنت الحكومة النمسويّة الاثنين أنّ العمل على تحويل المنزل حيث ولد أدولف هتلر إلى مركز للشرطة سيبدأ في تشرين الأوّل/أكتوبر، ويعتبر الملفّ مثيرًا للجدل وتطاله انتقادات منذ سنوات.

وقال متحدّث باسم وزارة الداخليّة لوكالة فرانس برس إنّ "بدء الأشغال مقرّر في 2 تشرين الأوّل/أكتوبر".

وأكّد بيان صدر مؤخّرًا أنّ "بعد التجديد المعماريّ، سيتمّ إنشاء مركز للشرطة ومركز تدريب نشطاء في مجال حقوق الإنسان في المبنى ذي الماضي المثقل".

وتقرّر عدم تحويل المبنى إلى مكان للذاكرة بهدف منع أن يصبح المنزل حيث ولد أدولف هتلر في 20 نيسان/أبريل 1889 وعاش سنواته الأولى، مركّزًا يقصده النازيّون الجدد.

وأوضحت لجنة خبراء شكّلتها الحكومة في العام 2016 بأنّ الهدف هو "كسر عبادة الأوساط المتطرّفة له، بشكل مستدام". كذلك استبعدت فكرة الهدم إذ يرى مؤرّخون أنّ على النمسا "مواجهة ماضيها".

وخاضت الحكومة معركة قانونيّة طويلة للاستحواذ على ملكيّة المنزل الواقع في وسط برونو-أم-إين في شمال البلاد، على الحدود مع ألمانيا. وسيتمّ وضع سقف جديد للمبنى الّذي تبلغ مساحته 800 متر مربّع، وسيخضع لعمليّة توسيع.

وتأخّر تنفيذ المشروع المموّل من الدولة. وتقدّر تكلفته حاليًّا بنحو 20 مليون يورو، بعدما كانت قدّرت بخمسة ملايين في البداية.

ومن المقرّر أن ينتقل الشاغلون الجدد إلى المبنى في العام 2026، بحسب وزارة الداخليّة الّتي أكّدت أنّها "تتمسّك بمشروعها" رغم بروز انتقادات جديدة. ودعا غونتر شفايغر وهو مخرج فيلم وثائقيّ سيصدر في نهاية شهر آب/أغسطس، السلطات إلى التخلّي عن تحويل المبنى إلى مركز للشرطة.

وقال في مؤتمر صحافيّ الاثنين في فيينا إنّ هذا من شأنه أن يرقى إلى مستوى "تحقيق رغبة هتلر" في الاستخدام الإداريّ للمباني، على النحو المنصوص عليه في مقال صحافيّ محلّيّ نشر في أيّار/مايو 1939.

وللنمسا الّتي ضمّتها ألمانيا في العام 1938، علاقات معقّدة مع ماضيها.

وبعد الحرب العالميّة الثانية قدّمت البلاد على أنّها "الضحيّة الأولى للنازيّة"، وتمّ نفي تواطؤ العديد من النمسويّين في جرائم الرايخ الثالث.

ولكن بدأت إعادة النظر في الوضع في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

التعليقات