الجنرال "الأخلاقي" ماكماستر... نجم لمع في حرب الخليج

وعرف عن ماكماستر انتقاده لطريقة تعاطي الجيش الأميركي مع حرب فيتنام، وحتى خدمته هو كقائد للجيش في شمال العراق عام 2005. وفي عام 1997، ألف أحد أهم الكتب النقدية لحرب فيتنام، بعنوان "إهمال الواجب: رئيس هيئة الأركان مكنمارا جونسون والأكاذيب

الجنرال

(رويترز)

أخيرا، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعيينه هربرت ريموند ماكماستر، مستشارا للأمن القومي، بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق الفريق المتقاعد، مايكل فلين، على خلفية اتهامه بـ"تضليل" الإدارة الأميركية بشأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلّمه منصبه.

ومساء أمس الإثنين، أعلن ترامب تعيينه ماكماستر خلفا للمستشار المستقيل، أثناء استقباله عدد من الجنرالات الأميركيين في مقر إقامته الشتوي "مارا لاغو" بولاية فلوريدا، وذلك في تسجيل فيديو بثه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

مكماستر البالغ من العمر 54 عاما، خريج جامعة "ويست بوينت" العسكرية العريقة، حائز على شهادة الدكتوراه في التاريخ.

وعرف عن ماكماستر انتقاده لطريقة تعاطي الجيش الأميركي مع حرب فيتنام، وحتى خدمته هو كقائد للجيش في شمال العراق عام 2005.

وفي عام 1997، ألف أحد أهم الكتب النقدية لحرب فيتنام، بعنوان "إهمال الواجب: رئيس هيئة الأركان مكنمارا جونسون والأكاذيب التي أدت لحرب فيتنام".

وبحسب شبكة "فوكس" الإخبارية، فقد انضم ماكماستر إلى الجيش الأميركي عام 1984، وذاع صيته بعد أن نُسب إليه قيادة كتيبة مدرعات في معركة أطلق عليها اسم "شرق 73"، ضد قوات الحرس الجمهوري العراقي في 26 شباط/فبراير 1991 وأطلق عليها اسم "شرق 73"، أثناء عمليات تحرير الكويت، متسببا بتدمير أكثر من 80 عربة حربية عراقية.

ولمع اسم ماكماستر مرة أخرى، بعد أن قاد عملية استعادة مدينة تلعفر العراقية شمال البلاد من سيطرة تنظيم "القاعدة" عام 2005، إبان ولاية الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش.

وبحسب الصحفية تمارا كيث، في إذاعة "إن بي آر"، فإن ماكماستر "لا ينظر إليه على أنه من النوع الذي ينسحب عند مواجهته لتحد من قبل أي شخص في البيت الأبيض"، مشيرة إلى أنه شخصية مستقلة "وسيخبرك بما يفكر به بالضبط"، في إشارة إلى صراحته وجرأته.

وطبقا لصحيفة "ديفينس وان" الأميركية العسكرية، فقد حذّر ماكماستر، في كلمة ألقاها بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، من التفوق العسكري الروسي، خصوصا بعد الأزمة الأوكرانية.

ولفت إلى أن روسيا تمتلك تفوقا مدفعيا ولديها مركبات أفضل، وإذا ما وجد الجيش الأميركي نفسه في مواجهة مع القوات الروسية وأدركوا التأثير التكتيكي للاستخدام المتطور للطائرات المسيرة، فسيجدون أنفسهم في مواجهة شرسة وصعبة جدا.

وقبيل أن يتسلم الضابط الأميركي رفيع المستوى منصبه مستشارا للأمن القومي، فقد عمل على تقييم قدرة جيش بلاده على مواجهة التحديات المستقبلية المختلفة.

وفي مقال له على صحيفة "فورين بوليسي"، كتب الحائز على جائزة "بوليتزر" والمختص بتغطية أخبار الأمن والدفاع توماس ريكس، أن مكماستر سيكون عليه اختيار طاقمه في منصبه الجديد كمستشار للأمن القومي.

وقال ريكس، إن معظم طاقم ماكماستر، في وظيفته الأخيرة، أعرب للصحافي الأميركي عن استعداده للانتقال مع قائده في منصبه الجديد إذا ما طلب منه ذلك.

كما لفت إلى أن الجنرال الأميركي، يتمتع بعلاقة طيبة مع أعضاء مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، بمن فيهم الجنرال المتقاعد وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي يشترك معه بالثقافة العالية وشغفه بالقراءة، ويرى في ماكماستر شخصية مثقفة ومطلعة.

تجدر الإشارة أن مستشار الأمن القومي، يتولى أيضا مهمة التنسيق بين الدوائر والمؤسسات الأمنية، لنصح الرئيس في قضايا السياسة الخارجية والعمليات العسكرية.

التعليقات