مرجعيات القدس الدينية تقود الشارع المقدسي

خلال أسبوعين من الاعتصام والمواجهات والرباط، ظهر على الساحة المقدسية مصطلح جديد، هو المرجعيات الدينية، الذي يشير إلى أربع هيئات قادت الشارع المقدسي منذ نصب البوابات الإلكترونية حتى إزالتها مع الجسور الحديدية والكاميرات من أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك.

مرجعيات القدس الدينية تقود الشارع المقدسي

خلال أسبوعين من الاعتصام والمواجهات والرباط، ظهر على الساحة المقدسية مصطلح جديد، هو المرجعيات الدينية، الذي يشير إلى أربع هيئات قادت الشارع المقدسي منذ نصب البوابات الإلكترونية حتى إزالتها مع الجسور الحديدية والكاميرات من أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وتصدرت المرجعيات الدينية المشهد في ظل غياب السلطة الفلسطينية وقيادات الفصائل المختلفة عن الساحة المقدسية، وكسبت ثقة الشارع والجيل الشاب جراء التحامها معه ووقوفها في الصف الأول في مواجهة قوات الاحتلال، ولم تختبئ خلف الشباب أو في مكاتبها المكيفة.

وتابعت المرجعيات الدينية الأحداث واتخذت القرارات السليمة والتي تحاكي نبض الشارع، فمنذ تنفيذ ثلاثة شبان من أم الفحم اشتباكًا مسلحًا في 14 تموز/ يوليو الجاري ومقتل اثنين من شرطة الاحتلال، قررت سلطات الاحتلال نصب بوابات إلكترونية، وكان القرار الأول للمرجعيات الدينية، لا صلاة في الأقصى بوجود هذه البوابات، الصلاة والاعتصام خرج أسوار المسجد وفي الشوارع.

وطوال أسبوعين، لم تترك المرجعيات الدينية الأربعة الشوارع، واستغلت صلاة الجمعة ودعت لـ"جمعة النفير"، والتي كانت مفصلًا مهمًا في التصدي لخطط الاحتلال، إلى أن أزالت سلطات الاحتلال كل وسائلها وخضعت للفلسطينيين، وفتحت أبواب المسجد الأقصى.

فمن هي هذه المرجعيات الأربعة؟

مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية

ويتمثل المجلس برئيسه، الشيخ عبد العظيم سلهب، والذي يترأس أيضًا شبكة مدارس الإيمان في القدس منذ بداية تأسيسها في منتصف الثمانينات. ويبلغ من العمر 75 عامًا.

يترأس عدة لجان إسلامية في مدينة القدس المحتلة، ضمن اختصاصات الأوقاف والمحاكم الشرعية.

تولى منصب القائم بأعمال قاضي القضاة بمدينة القدس، ويُعتبر أحد خطباء ومدرسي المسجد الأقصى.

أنهى دراسة الماجستير في الشريعة الإسلامية.

الهيئة الإسلامية العليا

تتمثل برئيسها الشيخ عكرمة سعيد عبد الله صبري (1939) خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية. تم تكليفه هذه المهام، في تشرين الأول/ أكتوبر 1994 حتى إحالته على التقاعد في 2006 لمواقفه الصارمة وغير الموالية للسلطة الفلسطينية.

حصل عكرمة صبري على شهادته الثانوية من المدرسة الصلاحية بمدينة نابلس، حيث كان والده يعمل قاضيًا في المدينة حينها. حصل على درجة البكالوريوس في الدين واللغة العربية من جامعة بغداد عام 1963. ثم أتم دراسته ليحصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس. بعدها حصل على شهادة الدكتوراه (العالمية) في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمصر وموضوع الرسالة (الوقف الإسلامي بين النظرية والتطبيق).

هو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992 ورئيسها، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى، وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي بمكة المكرمة وعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي بجدة.

انتخب رئيسًا للهيئة الإسلامية العليا في القدس الشريف عام 1997.

ديوان قاضي القضاة

رئيسه الشيخ واصف البكري، الذي تولّى منصبه قائمًا بأعمال قاضي قضاة القدس الشريف ورئيس محكمة الاستئناف، مطلع العام الماضي، خلفًا للشيخ عبد العظيم سلهب، بعد إحالته للتقاعد لبلوغه سن التقاعد القانوني، بقرار من الحكومة الأردنية وموافقة مجلس القضاء الشرعي.

عمل البكري كمفتش للمحاكم الشرعية في القدس والأردن قبل تعيينه أخيرًا، وهو حاصل على شهادة دكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله من الجامعة الأردنية عام 1999، وماجستير في القضاء الشرعي من الجامعة الأردنية في عام 1993، وبكالوريوس شريعة إسلامية تخصص فقه وتشريع 1987، وهو عضو مجلس الإفتاء الأردني لعدة دورات.

دار الإفتاء

رئيسه هو الشيخ محمد أحمد محمد حسين، تولى منصب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، في 22 من حزيران/ يونيو 2006.

حاصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية عام 1973، ودرجة الماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة من جامعة القدس.

تخرج من ثانوية الأقصى الشرعية في رحاب المسجد الأقصى عام 1969، وكان الأول في فوجه.

تتلمذ في بداية حياته العلمية على يد الشيخ هاشم البغدادي، وهو أحد علماء القراءات في بيت المقدس، وتلقى منه علم القراءة وأحكام التجويد.

وخلال دراسته الجامعية، تتلمذ على يد علماء منهم الدكتور عبد الغني عبد الخالق، والدكتور عبد العظيم جودة الصوفي، والدكتور عبد العزيز الخياط، والدكتور فضل عباس، والشيخ العلامة الأستاذ مصطفى الزرقا، وغيرهم.

تولى التدريس والخطابة في المسجد الأقصى منذ عام 1982م حتى اليوم، كما تولى إدارة شؤون المسجد الأقصى منذ عام 1986 ولغاية 2006، وقد شهد المسجد الأقصى خلال هذه الفترة كثيرًا من النشاطات العمرانية، والتي منها إعمار المسجد الأقصى القديم، والمصلى المرواني وافتتاحهما للصلاة، ما تسبب في ارتياح المصلين وجميع أهل فلسطين، وفوّت الفرصة على المتربصين من العصابات الصهيونية المتطرفة.

 

التعليقات