"جوجل" تحتفي بماري برينس

أُجبرت برينس على العمل في الملاحات حيث يُستخرج ملح الطعام، لساعات طويلة في النهار قد تصل إلى 18 ساعة يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة التي خلفّت علامات كثيرة على جسدها

(جوجل)

استبدلت  منصة محرك البحث الأكبر في العالم "جوجل" شعارها، بصورة الكاتبة البريطانية السوداء التي ناهضت العبودية، ماري برينس، ووُلدت بهذا التاريخ من العام 1778.

وُلدت برينس في جزيرة برمودا التابعة لبريطانيا منذ القرن السابع عشر، لعائلة أفريقية تخضع للعبودية القصرية.

و"تنقلت" برينس في طفولتها من وضع عبودية قاس إلى آخر بالغ القسوة والإجرام، بعد أن سُلبت من أهلها وبيعت عندما كانت تبلغ نحو 10 أعوام.

وعملت برينس في عدّة جزر في الكاريبي، في الأعمال الشاقة التي فرضها عليها الأسياد المختلفين الذي قاموا أيضا بالاعتداء عليها وضربها واغتصابها لسنوات طويلة.

وأُجبرت برينس على العمل في الملاحات حيث يُستخرج ملح الطعام، لساعات طويلة في النهار قد تصل إلى 18 ساعة يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة التي خلفّت علامات كثيرة على جسدها.

وانتهى الأمر بها في خدمة جون أدام وود في أنتيغا، في العام 1815، حيث عملت كمربية أطفال، واستطاعت أن تتعمل القراءة بعد أن انضمت لمجموعة كنسية بالسر.

وخشيت برينس أن يعلم مالكها بانضمامها للكنسية، فأخفت عنه ذلك، وتزوجت دانييل جيمس لاحقا، وهو عبد سابق أُطلق سراحه وعمل كنجار، الأمر الذي أغضب المالك (وود)، حيث رفض تويجها من أسود حرّ، فقام بجلدها وتعذيبها.

وانتقل وود مع عائلته إلى لندن، واصطحب برينس معه لتخدمه هناك، وبسبب صدور قانون يمنع الإتجار بالعبيد في لندن، استطاعت أن تغادر مالكها وتذهب للعيش لوحدها.

مع ذلك، فإن القانون البريطاني لم يكن يُجرم العبودية أو يمنعها تماما، وكان يسمح بها في المستعمرات البريطانية، لهذا كانت برينس بحاجة لموافقة مالكها كي تستطيع العودة إلى الجزيرة حيث يعيش زوجها وأصدقائها، وهو ما رفضه وود لشدّة حقده على السود.

وعاشت برينس في إحدى الكنائس في لندن إلى أن وجدت عملا لدى الكاتب المناهض للعبودية والمسؤول عن مؤسسة "مجتمع ضد العبودية"، توماس برينغل.

ودفع برينغل ببرينس لتصبح أو امرأة تُقدم عريضة ضد العبودية داخل البرلمان البريطاني في عام 1829.

وبدأت برينس كتابة قصة حياتها في نفس العام بعد إلهام من برينغل ومساعدةمن قبل سوزانا ستريكلاند التي نسخت كلمات برينس.

وذكرت برينس جميع لحظات حياتها في الكتاب، مُفصلة الأهوال التي تعرضت لها من المالكين البيض الذين ارتكبوا بحقها أبشع الاعتداءات الجسدية والجنسية والنفسية.

وتسببت قصّة برينس التي نشرت في العام 1931، بضجة كبيرة جدا في أنحاء بريطانيا بما يتعلق بموضوع العبودية والاتجار بالعبيد، خصوصا وأن الكاتبة امرأة سوداء تعرضت للعبودية.

وتوفيت برينس عام 1833، وأصدرت المملكة البريطانية قرارا بإلغاء العبودية في مستعمراتها بعد 5 سنوات من وفاة برنس، ليتحرر ولو جزئيا، 800 ألف إنسان في هذه المستعمرات.

وعن عملها السابق في الملاحات، كتبت برينس: "أُرسلت على الفور للعمل في المياه المالحة مع بقية العبيد. أعطيت نصف برميل ومجرفة، واضطررت للوقوف على ركبتي في الماء، من الساعة الرابعة صباحا وحتى التاسعة، عندما أعطينا بعض الذرة الهندية المغلية في الماء". 

وأكملت برينس: "ثم دعينا مرة أخرى إلى مهامنا ، وعملنا خلال ساعات النهار الحارة، حيث اشتعلت الشمس فوق رؤوسنا مثل النار، نرفع بثور الملح في تلك الأجزاء التي لم تكن مغطاة بالكامل. سرعان ما أصبحت أقدامنا وأرجلنا، من الوقوف في المياه المالحة لساعات طويلة، مليئة بالدمامل الرهيبة، التي تأكل اللحم حتى تصل في بعض الأحيان، إلى العظام".

 

التعليقات