39 عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا: أبشع جرائم الإبادة الجماعية

يصادف، اليوم الخميس، الذكرى الـ39 لارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، التي بدأت باجتياح الجيش الإسرائيلي وعملائه في لبنان، مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين غربي بيروت، ونفذّوا أبشع مجزرة وجرائم إبادة جماعية هزت العالم بعيدا عن وسائل الإعلام.

39 عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا: أبشع جرائم الإبادة الجماعية

ما تزال محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني (أ.ب)

يصادف، اليوم الخميس، الذكرى الـ39 لارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، التي بدأت باجتياح الجيش الإسرائيلي وعملائه في لبنان مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين غربي بيروت، ونفذّوا أبشع مجزرة وجرائم إبادة جماعية هزت العالم بعيدا عن وسائل الإعلام.

ورغم مرور 39 عاما على المجزرة، إلا أنها ما تزال محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني وفي ضمير الإنسانية، باعتبارها من أشد المجازر دموية وإبادة.

وتتزامن ذكرى المجزرة، مع ضغوط اقتصادية وإنسانية صعبة يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بسبب الأوضاع اللبنانية الصعبة، وانتشار جائحة كورونا في المخيمات، وكذلك عدم المساواة في الحقوق.

استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا في 16 أيلول/ سبتمبر عام 1982، على واحدة من أكثر جرائم الإبادة دموية، بعد ارتكاب الجيش الإسرائيلي لمجزرة كبيرة داخل المخيم، بقيادة وزير الأمن آنذاك آرييل شارون، ورئيس أركانه رافايل إيتان في حكومة مناحيم بيغن.

وأتت مقدمات المجزرة عندما دخلت ميليشيا الكتائب اللبنانية بمساعدة الجيش الإسرائيلي إلى مخيمي صبرا وشاتيلا وارتكبت ما تشاء من مجازر، ولم تفرق بين عمر أو نوع، فكبار السن والنساء والأطفال وحتى الرضع كانوا فريسة سهلة وضحية للمجازر.

وحاصرت ثلاث فرق من الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المخيمين، بمئات المسلحين، بحجة البحث عن 1500 مسلح فلسطيني داخله، علما أنه لم يكن فيه سوى الأطفال والشيوخ والنساء، وأطبقت المجموعات المارونية اللبنانية على السكان، وأخذوا يقتلون المدنيين بلا هوادة.

استمر القتل والمجازر 48 ساعة، حيث سماء المخيمين مغطاة بنيران القنابل المضيئة، وأحكمت الآليات العسكرية الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيمين، فلم يسمح للصحافيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية.

في صباح يوم الجمعة 17 سبتمبر/ أيلول، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء.

وبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها إلى مستشفيات عكا وغزة في لبنان، ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج إلى خارج المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل، كما طالت عمليات القتل ممرضين وأطباء فلسطينيين في مستشفى عكا.

ونقل شهود عايشوا المجزرة الأليمة، مشاهد لنساء حوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة.

وتضاربت الأرقام بشأن عدد ضحايا المجزرة، لكن تقديرات تتحدث عن أعداد تتفاوت ما بين 750 - 3500 رجل وامرأة وطفل قتلوا خلال أقل من 48 ساعة في يومي 16 و17 أيلول/ سبتمبر 1982، من أصل 20 ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.

والمجزرة التي قال عنها من شهدها "لا يمكن تصورها حتى في أفلام الرعب"، كان الهدف الأساس لها "بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي في ذلك العام للوجود الفلسطيني هناك".

واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن ما حدث في صبرا وشاتيلا يصنف ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وشكلت المجزرة صدمة في العالم لبشاعة ما جرى من قتل بدم بارد وتدمير، فحاولت الحكومة الإسرائيلية التماشي مع الضغوطات وشكلت لجنة تحقيق في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1982، عرفت بـ"لجنة كاهان".

ووجهت اللجنة في نتائج التحقيق التي أعلنت في شباط/ فبراير 1983، الاتهام الشكلي إلى شارون بالمسؤولية عن المجزرة وتجاهل إمكانية حدوثها، ورفض الأخير هذه الاتهامات واستقال من منصبه كوزير للأمن، لكنه عاد بعد سنوات لتسلم منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

ويحيي اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وحول العالم، هذه الذكرى الأليمة سنويا، مؤكدين أن المجزرة يستحيل أن تسقط بالتقادم، وأن الحق الفلسطيني لن يموت ولن ينسى، مطالبين بمعاقبة كل من كان له يد بتنفيذها، وبإعادة تفعيل الدعاوى ضد مرتكبي المجزرة، والمطالبة بمقاضاتهم أمام المحاكم الدولية والقصاص منهم.

التعليقات