مقتل مديرة التصوير لفيلم أميركي: كيف تقع هذه الحوادث؟

أثارت حادثة إطلاق الممثل أليك بالدوين النار عرضا على مديرة التصوير، هاليانا هاتشينز (42 عامًا)، خلال التمرينات على أحد مشاهد فيلم في غرب الولايات المتحدة، تساؤلات حول استخدام الأسلحة في مواقع التصوير والتدابير

مقتل مديرة التصوير لفيلم أميركي: كيف تقع هذه الحوادث؟

المصورة هاليانا هاتشينز (أ ب)

أثارت حادثة إطلاق الممثل أليك بالدوين النار عرضا على مديرة التصوير، هاليانا هاتشينز (42 عامًا)، خلال التمرينات على أحد مشاهد فيلم في غرب الولايات المتحدة، تساؤلات حول استخدام الأسلحة في مواقع التصوير والتدابير الواجب اتخاذها لضمان سلامة طاقم العمل.

وقال خبير الأسلحة في هوليوود، غيوم ديلوش، الذي زود صانعي الأفلام بالأسلحة لثلاثة عقود، مع 75 تعاونا سينمائيا في رصيده، إن هناك عادة ضمانات عدة لتفادي وقوع مأساة. في ما يلي بعض المعلومات التي قدّمها الخبير حول استخدام الأسلحة في صناعة الأفلام:

وذكر ديلوش "رغم سهولة إضافة المؤثرات الرقمية في مرحلة ما بعد الإنتاج وكلفتها الميسرة نسبيا في زمننا الحاضر، يفضّل الكثير من المخرجين والممثلين استخدام الأسلحة الحقيقية لإضفاء مصداقية أعلى على المشاهد التمثيلية".

وأشار إلى أن "مشكلة الأسلحة الوهمية تكمن في عدم إظهارها ارتداد الرصاص والدخان، وهي عناصر تضفي لمسة خاصة على التمثيل".

وأضاف "عندما تمنح الممثل مسدسا من البلاستيك أو المطاط وتضيف أثر الرصاصة لاحقا بواسطة المؤثرات الرقمية، يظهر الفرق جليا" مقارنة مع استخدام أسلحة حقيقية.

وقال ديلوش إن "بروتوكولات التعامل مع الأسلحة في مواقع التصوير صارمة، مشبّها عمليات التدقيق المزدوجة أو الثلاثية بطريقة عمل أنظمة سلامة الطائرات".

وأوضح "نتعامل مع الأسلحة الفارغة كما لو كانت حقيقية. في كثير من الحالات، تكون أسلحة حقيقية خضعت للتعديل".

وشدد على أنه "يتم الاحتفاظ بالأسلحة في خزنة. وبمجرد وضعها في مكان التصوير، ننظّم طريقة عرض الذخيرة الفارغة من خلال تمييزها وترميزها بالألوان لتفريقها عن الطلقات الحقيقية".

وتابع "في بادئ الأمر، نُظهر للطاقم والممثلين أن السلاح فارغ قبل حشوه وعندما نضع الرصاص الخلّبي في السلاح، نعلن ذلك مرات عدة".

وأوضح ديلوش "لدينا مسافات أمان صارمة للغاية: إذ لا يُسمح بوجود أي شخص على مسافة تقل عن 20 قدما (نحو ستة أمتار)، قرب السلاح عند استخدامه".

وقال "حتى مع الرصاص الخلّبي، قد تنطلق بعض البقايا الصغيرة. من الأفضل عدم التصويب بتاتا على شخص ما بشكل مباشر، لذلك نعمل مع المصور السينمائي على وضع إطار مناسب للّقطة يعطي انطباعا بأن الشخص موجود في خط النار".

وأضاف "إذا أردنا الاقتراب أكثر، نضع حواجز من الزجاج الواقي. نغطي أفراد الطاقم ومديري المسرح بأغطية مقاومة للحريق. كما نضع في تصرفهم خوذات مضادة للضوضاء ونظارات أمان للحماية من الشظايا".

لا يزال سبب الحادثة التي وقعت إثر إطلاق الممثل أليك بالدوين النار خلال تصوير فيلم "راست" غير واضح.

واعتبر ديلوش أن الحوادث نادرة للغاية، نظرا للعدد الكبير من الإنتاجات الهوليوودية التي تتضمن مشاهد استخدام أسلحة. مع ذلك، يمكن أن تحصل حوادث إذا استُخدمت الذخيرة الحية في موقع التصوير لسبب ما.

وأوضح "لكن الذخيرة الحقيقية لا مكان لها إطلاقا في مكان التصوير حيث يُستخدم أيضا رصاص وهمي ما قد يُحدث التباسا بينهما".

وأضاف ديلوش "ثمة احتمال في أن تنفصل طلقة خلّبية عن غلافها ثم تدخل ماسورة المسدس. إذا ما وُضعت طلقة خلبية خلف تلك الرصاصة الوهمية، فإنها تتحول إلى طلقة حية".

ولفت إلى أن "هذا ما كلف براندون لي حياته عام 1993 خلال تصوير فيلم ’ذي كرو’. لم يحصل أي تدقيق من خبير الأسلحة في الموقع، إذ كان ذلك ليمنع وقوع الحادث".

وأكد ديلوش أن "وقوع حادث تسبقه دائما سلسلة من الأخطاء".

التعليقات