87 عاما على استشهاد عز الدين القسام.. من اللاذقية إلى حيفا

ظلّت ذكرى استشهاده محفورة بتاريخ ذاكرة الشعب الفلسطيني، لأنها واحدة من الأحداث التي أدت لاندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 والمعروفة باسمه أيضًا. 

87 عاما على استشهاد عز الدين القسام.. من اللاذقية إلى حيفا

الشيخ المجاهد عز الدين القسام

تصادف اليوم الأحد، الذكرى السابعة والثمانين لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسّام (1883-1935)، في بلدة يعبد قضاء جنين بعد اشتباك مسلح خاضه مع قوات الاحتلال البريطاني، وقُتِل خلال الاشتباك 15 جنديًا بريطانيًا قبل أن يستشهد مع عدد من رفاقه.

واستشهد معه اثنين من رفاقه، الشيخ يوسف الزيباوي، والشيخ عطفة حنفي المصري، وقد دفنوا ثلاثتهم في مقبرة بلد الشيخ المُهجَّرة شرقي مدينة حيفا.

وظلّت ذكرى استشهاده محفورة بتاريخ ذاكرة الشعب الفلسطيني، لأنه كان حدثا مؤسسا لاندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 والمعروفة باسمه أيضًا.

من اللاذقية إلى حيفا

غادر عز الدين القسام، مسقط رأسه في بلدة جبلة السورية، قضاء اللاذقية، برفقة شقيقه فخر الدين وابن عمه عبد المالك في مطلع العشرينيات من القرن الماضي فارًا من ملاحقة الاحتلال الفرنسي لبلاده، فسكن حيفا وعمل فيها مدرسا في مدرسة البرج ومأذونا وإماما لمسجد الاستقلال وسرعان ما نال ثقة ومودة الأهالي.

ونقلا عن لسان حفيده، أحمد محمد عز الدين القسام، عن والده في شهادة أن قصة جده (الشيخ عز الدين القسام) مع الجهاد بدأت فور تخرجه من جامعة الأزهر، فبعد عودته لسورية من القاهرة شرع بجمع التبرعات والمتطوعين لمساندة الثورة الليبية حيث أعرب الكثير من السوريين عن استعدادهم للجهاد وخرجوا في مظاهرات وكانوا يهتفون" يا رحيم يا رحمان غرق أسطول الطِليَان".

وأشار الحفيد أحمد عن لسان جدته زوجة القسام أمينة النعنوع، قبل وفاتها، أن جده انتقل للعمل المسلح في اللاذقية فور إقرار الانتداب الفرنسي على سورية، عملا باتفاقية سان ريمو، وأن الفرنسيين لم يتورعوا عن استخدام وسائل العقاب الجماعي الوحشي فكانوا يقصفون كل قرية سمعوا أن القسام يزورها.

ويتابع: "بعد أن ضيق الفرنسيون الخناق عليه انتقل جدي إلى حيفا وبعد مدة لحقت به جدتي وابنتها ميمنة وهناك رزقا بخديجة وعائشة ومحمد".

لم يَكتَفِ القسام بما ادخره هو وشقيقه من مال لشراء السلاح بل أوفد الأخير إلى جبلة حيث باع منزلهما، لافتا إلى أن جدته كانت تشير دائما إلى سوارين ذهبيين في يدها قائلة: "هذا ما تبقى لي من المصاغات التي ملأت يدي، لقد باعها المرحوم جدك لشراء البنادق استعدادا للثورة".

وبعد تدفق هجرات الاستيطان اليهودية إلى فلسطين واتساع دائرة المشروع الاستعماري الصهيوني في مطلع الثلاثينيات، بدأ عز الدين القسام إلى تكثيف نشاطه في حيفا، ودعا الناس إلى مقاومة الاستعمار والصهيونية من خلال منبر مسجد الاستقلال في حيفا.

وأشار المؤرخ يوسف رجب الربيعي، في كتابه "دراسات عسكرية الثورة الفلسطينية الكبرى" عن لسان المجاهد أحمد الباير الذي شارك بمعركة يعبد الأخيرة حيث استشهد القسام إلى أنه "بعد أن حشد الإنجليز الآليات والدبابات حول أحراش يعبد كانت مكبرات الصوت تنطلق: سلّم يا قسام سلّم فكان يرد بصوته وتردده التلال ورددته بعده المئات من الثوار ‘لن نستسلم لن نستسلم‘".

وأوضح الكاتب أن القسام نشأ في بيت من بيوت العلم والأدب وكان جده الشيخ مصطفى قد قدم من العراق وهو من أتباع المدرسة النقشبندية الصوفية.

شُيّع الشهيد القسام، يوم الجمعة 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935 مع رفيقيه الشهيدين في جنازة مهيبة انطلقت من حيفا إلى قرية بلد الشيخ المجاورة.

التعليقات