بروفايل: ماذا نعرف عن "ملك الذكورة السامّة" أندرو تيت؟

قبض على تيت وشقيقه في عمليّة واحدة، في رومانيا. تيت الذي وصف نفسه بأنّه كاره للنساء ومتحيّز جنسيًّا، وأطلق عليه النقّاد لقب "الأكثر رعبًا على الإنترنت" و"ملك الذكورة السامّة"

بروفايل: ماذا نعرف عن

أندرو تيت لحظة اعتقاله (لقطة شاشة)

ما زالت صفحات الإنترنت تضجّ بالخبر الذي نُشر قبل أسبوعين: "اعتقال آندرو تيت في رومانيا بتهمة الاغتصاب والإتجار بالبشر"، وما زالت تداعيات هذا الخبر، هي الأكثر تفاعلًا وقراءة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ في العالم كلّه، إذ كان آندرو تيت، واحدًا من أقوى المؤثّرين في أميركا والعالم ككلّ، وأكثرهم متابعة، خاصّة بين المراهقين.

وصباح اليوم الأربعاء، صرّح مسؤول رومانيّ، إنّ محكمة الاستئناف أيّدت اعتقال تيت لمدّة 30 يومًا، بتهمة الجريمة المنظّمة والإتجار بالبشر والاغتصاب، ورفضت المحكمة في وقت متأخّر أمس الثلاث، استئناف تيت الذي تقدّم به، مممّا يمكّن للمدّعين العامّين الآن السعي إلى تمديد فترة احتجاز لاعب الكيك بوكس السابق البالغ من العمر 36.

وكان قد قبض على تيت وشقيقه في عمليّة واحدة في رومانيا. تيت الذي وصف نفسه بأنّه كاره للنساء ومتحيّز جنسيًّا، وأطلق عليه النقّاد لقب "الأكثر رعبًا على الإنترنت" و"ملك الذكورة السامّة"، يواجه الآن مصيرًا قد يمتدّ إلى 10 سنوات من السجن الفعليّ، بالتهم الموجّهة إليه.

من هو أندرو تيت؟

لقطة شاشة

نشأ أندرو تيت طفلًا في الولايات المتّحدة الأميركيّة عام 1986 في واشنطن، وبدأ يسير على خطى والده، كلاعب عظيم للشطرنج، وكما صرّح في أكثر من مرّة، فإنّ هذا هو الشيء الوحيد الذي أراد فعله طوال حياته. ثمّ ما لبث أن أصبح لاعب كيك بوكسينغ مع بلوغه، ليخوض مبارياته ضدّ خصومه في جميع أنحاء أوروبا ويحقّق البطولات تلو الأخرى، وبعد اعتزاله، تحوّل في عام 2016 إلى التأثير عبر شبكات التواصل الاجتماعيّ بما يسمّيه "حقوق الرجال"، واستمرّ في حشد ملايين المتابعين له من حول العالم، وهو ما مكّنه من أن يكون أكثر الشخصيّات متابعة على الإطلاق.

اشتهر أندرو تيت بانتقاده اللاذع للنساء، ومن أقوله التي "أيّدها ملايين المتابعين له"، هو أنّ المرأة التي تتعرّض لاعتداء جنسيّ، يجب أن تتحمّل "بعض المسؤوليّة في ذلك"، وزعم في أكثر من فيديو، أنّ المرأة هي "منحة" للرجل، وهي "تابعة" له.

وصوّر تيت نفسه عبر شبكة الإنترنت، على أنّه مختصّ في مجال المساعدة الذاتيّة، خاصّة للرجال، ومن الملاحظ في فيديوهاته المنتشرة عبر الإنترنت، تدخينه للسيجار بجانب سيّاراته الفارهة وأسلحته الكثيرة، وقال في فيديو آخر له حول فكرة انتقاله من إنجلترا إلى رومانيا "أنا لستُ مغتصبًا، لكنّني أحبّ فكرة أن أكون قادرًا على فعل ما أريد"، وفي فيديو آخر له، وصف ردّ فعله على تهمته بالخيانة من النساء "سوف أنفجر في وجهها، وأمسكها من رقبتها".

البداية… من كراهية النساء

أندرو تيت وشقيقه (getty)

كان الحديث الأبرز في مسيرة تيت، في عام 2016، أثناء مشاركته في الموسم السابع من برنامج "بيغ براذر"، وذلك بعد أن طُرد من البرنامج التلفزيونيّ، بعد انتشار مقطع فيديو له وهو يضرب امرأة بحزام جلديّ، والذي برّره لاحقًا بأنّه علاقة بالتراضي بينهما، حسب تقرير نشرته بي بي سي في حينه.

جدير بالذكر، أنّ فيديوهات تيت على مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي تنادي بالعنف ضدّ النساء والمثليين، شوهدت ما يقرب من 13 مليار مرّة، واسمه كان الأكثر بحثًا على غوغل، حتّى أنّه تفوّق على الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، من حيث عدد مرّات البحث والمشاهدة، وحُظرت حساباته، إلّا أنّ هناك آلاف الحسابات النشطة التي تُعيد نشر مقاطعه، ومع تصاعد ردّات الفعل، اتّخذت المنصّات إجراءات بحقّ تيت، حيث مُنع من استخدام فيسبوك وإنستغرام وتيكتوك، ويوتيوب وتويتر، إلّا أنّ الحظر عنه قد رفع على تويتر، في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، بعد التغييرات التي أجراها إيلون ماسك على موقع التواصل، بعد استحواذه عليه.

الاغتصاب والإتجار بالبشر

ناشطة المناخ ثونبرغ (getty)

بعد أيّام من إعادة تفعيل حسابه على تويتر، والنقاش الساخن الذي حدث بينه وبين ناشطة المناخ ثونبرغ، اعتقل من قبل الوحدات الخاصّة الرومانيّة لمكافحة الجريمة المنظّمة، وقال ممثّلو الادّعاء في بيان لهم، إنّه تمّ التعرّف على ستّة أشخاص تعرّضوا للاعتداء الجنسيّ، والإجبار على المشاركة في موادّ إباحيّة لنشرها على شبكة الإنترنت، وأنّ أحد المشتبه فيهم، كان قد اغتصب إحدى ضحاياه مرّتين خلال آذار/ مارس الماضي، بالإضافة إلى أنّ الضحايا واجهوا من الأخوين تيت "أعمال عنف جسديّ وإكراه".

وخرجت تكهّنات عديدة عبر الإنترنت، بأنّ السلطات الرومانيّة استطاعت تحديد مكانه بعد نشر مقطع فيديو له للردّ على ناشطة المناخ، ثونبرغ، ظهر فيه صندوق بيتزا، والذي يرجّح أنّه كشف مكانه، ونفت السلطات أن يكون هذا الفيديو قد لعب أيّ دور في عملية المداهمة.

وقالت السلطات الرومانيّة، إنّهم بدأوا التحقيق في الأمر، في نيسان/ أبريل الماضي، وذلك بعد ورود اتّصال من السفارة الأميركيّة، يبلغونهم فيها بأنّ مواطنًا أميركيًّا محجوز بالإكراه في منزل تيت.

التعليقات