45 عاما على استشهادها... من هي دلال المغربي؟

تلقت المغربي العديد من الدورات العسكرية ودروسا في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعُرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بامتياز قدراتها.

45 عاما على استشهادها... من هي دلال المغربي؟

دلال المغربي

تحل، اليوم السبت، الذكرى الـ45 لاستشهاد المقاوِمة الفلسطينية، دلال المغربي، حيث استشهدت في الحادي عشر من آذار/ مارس عام 1978.

وُلدت دلال المغربي في عام 1958 في مخيم فلسطيني في بيروت، وتعود جذور عائلتها في الأصل إلى مدينة يافا، كان قد لجأ أهلها إلى لبنان عقب النكبة الفلسطينية عام 1948.

درست دلال المغربي المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيم، وقررت الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية والعمل في صفوف الفدائيين بحركة "فتح"، وهي على مقاعد الدراسة.

وتلقت المغربي العديد من الدورات العسكرية ودروسا في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعُرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بامتياز قدراتها.

وكان لاغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة: كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1973 أثرا سيئا على دلال، كما ترك ما كانت تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر ومقيت في داخلها شعورا بالمرارة والغيظ، ناهيك عن البؤس الذي كانت تعيشه أسرتها شأن باقي اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، نتيجة هجرتهم القسرية التي ما كانت لتحدث لولا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لذا أخذت تراود دلال، كغيرها من أقرانها ورفاقها في الأسى من سكان المخيمات، مشاعر سلبية جياشة، ولّدت تصميما على الإتيان بأمر تطفئ معه غليلها.

"فرقة دير ياسين"

وضعت "فرقة دير ياسين" خطة على يد الشهيد القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، ارتكزت على أساس القيام بعملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية، والتوجه إلى تل أبيب، وتم اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من 10 مقاومين فلسطينيين، وقد عرفت العملية بعملية "كمال عدوان"، والفرقة باسم "دير ياسين".

وفي صباح 11/3/1978 نزلت المغربي مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني، واستقلت المجموعة قاربين، ونجحت عملية الإنزال والوصول، دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين.

ونجحت دلال وفرقتها في الوصول نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على حافلة جنود بجميع ركابها، في الوقت الذي تواصل فيه الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة، وقد أدت هذه العملية إلى إيقاع المئات من القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي.

وفي ظل الخسائر العالية قامت حكومة إسرائيل حينها بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها، إيهود باراك، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، حيث استخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين الفلسطينيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي إلى القيام بتفجير الحافلة وركابها ما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن فرغت الذخيرة أمر بارك بقتل جميع منفذي العملية بالرشاشات فاستشهدوا جميعا.

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت حتى الآن تحتجز جثمان الشهيدة دلال المغربي في "مقابر الأرقام".

التعليقات