إيلون ماسك: المتلاعب الأكبر في أسواق العملات المشفّرة

وبحسب خبراء، فإنّ تغريدات وتعليقات ماسك على وسائل التواصل الاجتماعيّ لها تأثير كبير على سوق العملات المشفّرة، حيث يدّعي البعض بأنّه يستخدم هذه القوّة للتلاعب بالسوق لصالحه

إيلون ماسك: المتلاعب الأكبر في أسواق العملات المشفّرة

(Getty)

لا يزال رجل الأعمال والملياردير الأميركيّ، إيلون ماسك، يثير الجدل بعد استحواذه على منصّة "تويتر"، سواق من خلال تصريحاته وقراراته المتعلّقة بالمنصّة، أو حول "التلاعب" الذي غالبًا ما يتّهم بالقيام به في سوق الأعمال المشفّرة.

وكان ماسك قد أعلن في الآونة الأخيرة، عن خطّة لتطوير المنصّة، من شأنها أن تسمح لناشري الوسائل الإعلاميّة بتقاضي بدل من المستخدمين، مقابل قراءة كلّ مقال، يما حذّر خبراء من نيّته ربط موقع "تويتر" بعملات مشفّرة، مثل "دوج كوين" أو "شيبا".

وتعرّض ماسك لانتقادات شديدة في سوق العملات المشفّرة، بسبب اتّهامات طالته مفادها أنّه يتلاعب بالأسواق من خلال تصريحاته وتغريداته عبر المنصّة.

وبحسب خبراء، فإنّ تغريدات وتعليقات ماسك على وسائل التواصل الاجتماعيّ لها تأثير كبير على سوق العملات المشفّرة، حيث يدّعي البعض بأنّه يستخدم هذه القوّة للتلاعب بالسوق لصالحه، على سبيل المثال، في أيّار/ مايو 2021، غرّد ماسك بأنّ شركة "تسلا" لن تقبل البتكوين كدفعة لمنتجاتها، مشيرًا إلى مخاوف بشأن التأثير البيئيّ لتعدين بتكوين، حيث تسبّبت هذه التغريدة في انخفاض قيمة العملة المشفّرة، وهو ما مكّنه بشراء هذه العملة بأسعار أقلّ ممّا كانت عليه سابقًا.

وانتقد العديد من الخبراء في صناعة العملات المشفّرة تصرّفات ماسك، ففي مقابلة حديثة مع قناة CNBC، وصف بريان بروكس، القائم بأعمال مراقب العملة السابق، تغريدات ماسك بأنّها "خطيرة" وجادل بأنّها يمكن أن تضرّ بالمستثمرين، حيث انتقد بروكس أيضًا ماسك لاستخدامه قوّته وتأثيره للتلاعب بالسوق.

وأشار خبراء إلى أنّ تعليقات ماسك حول التأثير البيئيّ لعملة البيتكوين مضلّلة، وفي حين أنّه من الصحيح أن تعدّين البيتكوين يستهلك طاقة كبيرة، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن تعدّين البيتكوين أصبح أكثر كفاءة بمرور الوقت، وأنّ الكثير من الطاقة المستخدمة في تعدين البيتكوين تأتي من مصادر متجدّدة، وفي تقرير حديث، قدّر مركز كامبريدج للتمويل البديل أنّ أكثر من 40% من تعدين البيتكوين يتمّ تشغيله بواسطة الطاقة المتجدّدة.

وأشار نقّاد أيضًا بأنّ تصرّفات ماسك هي عبارة عن "نفاق تامّ"، فبينما كان ماسك صريحًا بشأن مخاوفه بشأن التأثير البيئيّ لتعدين البيتكوين، فقد تعرّض أيضًا لانتقادات بسبب بصمته الكربونيّة، فوفقًا لدراسة حديثة أجرتها وكالة الطاقة الدوليّة، فإنّ لدى شركة "سبيس إكس" بصمة كربونيّة كبيرة؛ بسبب الطاقة اللازمة لإطلاق الصواريخ في الفضاء.

وكان ثمّة بعض الانتقادات الأخرى التي وجّهت لماسك، فيما يخصّ تلاعباته بالعملات المشفّرة، في أنّها تشتّت الانتباه عن أعماله الأخرى، إذ يشارك ماسك في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك السيّارات الكهربائيّة واستكشاف الفضاء والطاقة المتجدّدة، وادّعى البعض بأنّ مشاركته في سوق العملات المشفّرة تشتّت الانتباه عن هذه الشركات الأكثر أهمّيّة، بالإضافة إلى تصريحاته التي تضرّ بأسواق العملات المشفّرة، وتعليقاته التي تتسبّب بتأثير كبير على قيمة هذه العملات، والتي يمكن أن تتسبّب بحدوث انهيارات في هذا السوق، حيث حذّر بنك الاستثمار "غولدمان ساكس" من أنّ تغريدات ماسك قد تؤدّي إلى "تقلّب متزايد" في سوق العملات المشفّرة.

وقال مدير "سيك" غراي غينسلر، أنّ سوق العملات المشفّرة بحاجة إلى مزيد من التنظيم لحماية المستثمرين، حيث قال إنّ تغريدات ماسك يمكن اعتبارها "خادعة أو حتّى احتياليّة".

التعليقات