خنفساء الجيف تطلق إشارات كيميائية لتتواصل مع ذكورها

ركزت الدراسة على نوع من الخنافس يسمى 'نيكروفوراس فسبيلويدس' أو الخنفساء اللحادة أو خنفساء الجيف الأميركية، التي تشتهر بدفن جيف الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والقوارض بالقرب منها لتصبح غذاء ليرقاتها فيما بعد.

خنفساء الجيف تطلق إشارات كيميائية لتتواصل مع ذكورها

عندما تنهمك خنفساء الجيف الأميركية في رعاية صغارها، وتعزف عن وظيفة التكاثر، فإنها تطلق إشارة كيميائية جلية إلى الذكر الشهواني تنقل إليه هذا المعنى بوضوح شديد.

ووصف العلماء، أمس، الثلاثاء، كيف توظف هذه الخنفساء مادة كيميائية تثبط الشهوة الجنسية تسمى 'الفرمونات' خلال فترة السفاد 'تناسل الحشرات'، التي تستمر ثلاثة أيام، لتوصيل رسالة إلى الذكر تفيد بأنها عقيم بصفة مؤقتة لتمنعه من الاقتراب منها.

وركزت الدراسة على نوع من الخنافس يسمى 'نيكروفوراس فسبيلويدس' أو الخنفساء اللحادة أو خنفساء الجيف الأميركية، التي تشتهر بدفن جيف الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والقوارض بالقرب منها لتصبح غذاء ليرقاتها فيما بعد.

وتلقي هذه الدراسة الضوء على كيفية تغيير الحيوانات لسلوكها كي تتفرغ لرعاية صغارها، حيث تولي اهتماما لتربيتهم أكثر من ممارسة النشاط الجنسي لإنجاب نسل جديد.

وقالت عالمة الأحياء بجامعة أولم الألمانية التي أشرفت على هذه الدراسة المنشورة بدورية 'نيتشر كوميونيكيشنز'، ساندرا شتايجر، 'تسهم دراستنا في فهم الحياة الأسرية للحيوان وكيف يجري التنسيق بين أفراد هذه الأسر'.

وأضافت 'ما يثير الاهتمام، وجود مثل تلك الآليات لدى الحيوانات، فيما يجري تنظيم مظاهر الأبوة والأمومة لتتسق زمنيا مع سلوك التزاوج ورعاية الصغار من أجل مصلحة الذكر والأنثى والنسل أيضا'.

وتوجد خنفساء الجيف الأميركية، التي شملتها هذه الدراسة في المناطق المعتدلة الحرارة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وهي حشرة يصل طولها إلى سنتيمترين وذات جسم أسود تنتشر به بقع زاهية باللون البرتقالي.

وعكف الباحثون على دراسة نحو 400 من الخنافس التي جمعت من غابات ألمانيا، وركزوا على أطوار تزاوج ذكر وأنثى على الرغم من أنهما لم يبقيا معا باستمرار.

وتصبح أنثى خنفساء الجيف الأميركية عقيمة بصفة مؤقتة عقب ولادة الصغار ولمدة ثلاثة أيام عندما تكون الصغار عاجزة عن توفير الغذاء لنفسها، وتفرز الأنثى خلال تلك الفترة مادة 'الفرمونات' التي تمنع الذكر من السفاد معها ما يتيح لكليهما متسعا من الوقت للعناية باليرقات الناشئة.

وقالت شتايجر 'هذا أمر معقول للغاية، فلماذا تهدر الأنثى الوقت والطاقة في عملية السفاد، في حين تكون غير قادرة على وضع البيض فيما تحتم الضرورة عليها تربية النسل؟'.

وتقوم الخنافس بإفراز عصارات مضادة للميكروبات، لتمنع نمو البكتريا والفطر على الجيف التي تدفنها.

اقرأ/ي أيضًا | تربية 'الإبل' في غزة : تراث في واقع مأساوي

وعقب فقس البيض تزحف اليرقات نحو الجيفة فيما يقوم الأبوان بتوفير غذاء، مهضوم سلفا، لها من خلال تحليل أنسجة الجيفة كما يتوليان الدفاع عنها من هجمات الكائنات المفترسة والأنواع الأخرى.

التعليقات