الإيزيديون يحتفلون برأس السنة وتمنيات باستعادة المخطوفات

بدأت العوائل الإيزيدية الاحتفال بطقوس سري صال، عبر سلق كميات من البيض، وتلوينها بأشكال مختلفة، وذبح الأضاحي، من الدجاج، أو الخراف، أو الثيران، بما يتوافق مع الوضع المادي للأسرة، كما يقول الصحفي والباحث الإيزيدي، لقمان سليمان محمود

الإيزيديون يحتفلون برأس السنة وتمنيات باستعادة المخطوفات

يواصل 'الإيزيديون'، بمناطق تواجدهم في العراق ودول المهجر، اليوم الأربعاء، احتفالاتهم بعيد 'سري صال'(رأس السنة)، وسط دعوات لإنقاذ الإيزيديات المختطفات من قبضة تنظيم 'داعش'.

وقبل مغيب شمس أمس، الثلاثاء، بدأت العوائل الإيزيدية الاحتفال بطقوس 'سري صال'، عبر سلق كميات من البيض، وتلوينها بأشكال مختلفة، وذبح الأضاحي، من الدجاج، أو الخراف، أو الثيران، بما يتوافق مع الوضع المادي للأسرة، كما يقول الصحفي والباحث الإيزيدي، لقمان سليمان محمود، لمراسل وكالة 'الأناضول'.

ويضيف 'محمود'، 'العيد دائما يكون في يوم الأربعاء، وتحديدا في أول أربعاء من شهر نيسان الشرقي، والذي يتخلف بـ 13 يوما عن التقويم الغربي'.

'يعتقد الإيزيديون أن الحياة بدأت في فصل الربيع، ولهم فلسفتهم التي يتشاركونها بهذا الشأن مع العديد من الشعوب القديمة، حيث أنهم يعتبرون سلق البيض مشابه لتجمد الكرة الأرضية بيضاوية الشكل، وتلوينه رمز لتفتح الأزهار بمختلف الألوان'، يتابع الباحث الإيزيدي.

ويشير، إلى أن معبد 'لالش' (45 كلم جنوب شرقي مدينة دهوك بالإقليم الكردي في العراق) شهد ليلة أمس، حضورا غير متوقعا من مئات العوائل الإيزيدية للاحتفال بالعيد.

وأشعل المحتفلون، الذين هم في غالبيتهم نازحون من مناطق في العراق ما تزال تحت سيطرة 'داعش'، آلاف الفتائل التي أنارت ظلام الليل في ساحة معبد 'لالش'.

ومعبد 'لالش'، له قدسية لدى الإيزيديين ويقع في منطقة جبلية، يتواجد فيها أيضا قبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى أتباع الديانة، كما أنها مقر المجلس الروحاني للديانة الإيزيدية في العالم، حيث يحج 'الإيزيديون' مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل إلى 'لالش'، بينما يحج القاطنون في المنطقة بشكل سنوي إليه خلال فصل الخريف من 23 أيلول/سبتمبر وحتى الأول من تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول الباحث 'محمود'، إن 'غالبية الدعوات خلال الاحتفال وخلال تبادل التهاني كانت أن يكون الاحتفال القادم بهذا العيد وقد تم هزيمة تنظيم (داعش) وإطلاق سراح المختطفات الإيزيديات'.

وبعيدا عن معبد 'لالش'، وفي مركز ناحية 'سرسنك' (60 كلم شمال شرقي دهوك) والذي يقطنه نحو 700 عائلة إيزيدية نازحة من مناطق 'سنجار' و'سهل نينوى'، في محافظة نينوى شمالي البلاد، كانت الفتاة 'إلين' (13 عاما)، تجمع في وقت مبكر من صباح اليوم، باقة من أزهار 'شقائق النعمان' الحمراء، لتعلقها على باب منزلها، بعد أن تزينه بقشور البيض الملونة والعجين احتفالاً بـ'سري صال'.

مركز 'لالش' الثقافي والاجتماعي، الذي يعد أحد أكبر منظمات المجتمع المدني في العراق، ويبلغ عدد منتسبيه أكثر من 7 آلاف، أصدر بيانا بمناسبة حلول عيد 'رأس السنة'، قال فيه، إنه 'لن يكون هنالك أي مظاهر كبرى للاحتفال بهذا العيد، لأن الفرح لا يدخل إلى القلوب المجروحة والمتألمة على فقدان الأحبة. عيدنا الحقيقي يوم تحرير ما تبقى من مناطق(من سيطرة داعش)'.

وأضاف مركز 'لالش'، أن 'تحرير مختطفاتنا وأسرانا من قبضة داعش هو العيد الحقيقي والأكبر والذي يمكن أن يدخل البسمة لقلوب الأمهات ولعموم الإيزيديين'.

ودعا، المجتمع الدولي إلى عدم إهمال قضية المختطفين الإيزيديين، والعمل من أجل إنقاذهم، من 'داعش'.

اقرأ/ي أيضًا| 20 نيسان: حدث في مثل هذا اليوم

والإيزيديون مجموعة دينية، يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل (شمال)، ومنطقة جبال سنجار في العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.

التعليقات