الذكاء الاصطناعي... هل سيقضي على العقل البشري؟

لم يقتصر تأثير التطور التكنولوجي على البشرية في النواحي الإيجابية فقط، بل ثمة تأثير سلبي يزداد مع تقدم التكنولوجيا، خاصة في ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي، والذي يعتبر تهديدا مباشرا للعقل البشري، مع ما وصل إليه من مراحل تطور عجز الإنسان.

الذكاء الاصطناعي... هل سيقضي على العقل البشري؟

الصورة للتوضيح فقط

لم يقتصر تأثير التطور التكنولوجي على البشرية في النواحي الإيجابية فقط، بل ثمة تأثير سلبي يزداد مع تقدم التكنولوجيا، خاصة في ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي، والذي يعتبر تهديدا مباشرا للعقل البشري، مع ما وصل إليه من مراحل تطور يعجز الإنسان عن مجاراتها، الأمر الذي يؤشر لركون العقل جانبا لتقوم بأدواره تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي قد تأخد مكان الإنسان وتستبدل دوره.

أشار عدد من المفكرين الغربيين، وعلى رأسهم الكاتب البريطاني، صامويل بتلر،، وكذلك مالك شركة “تيسلا موتورز"، إيلون موسك، إلى خطورة تطور الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤدي إلى إهمال الجنس البشري في كثير من الأعمال، مطالبين بضرورة وجود رقابة دولية على سبل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على بقاء الجنس البشري، لا سيما بعد التمرد الذي تمارسه الروبوتات على البشر، بعد إدخال تقنيات قراءة الأفكار وتنفيذها دون علم المستخدم، ومتابعة الأشخاص متابعة كلية، وخاصيّة التدوين الدماغي، وحماية الجسم من الأمراض.

وقد توسعت انتفاضة التكنولوجيا بشكل عام والآلات بشكل خاص في منتصف القرن الماضي تحت مسمى الذكاء الاصطناعي، وبناءً عليها، جاءت عدة رؤى ومخاوف بأن هناك أخطارًا ستقع على البشرية مستقبلا، نتيجة سيطرة هذه التقنيات على الإنسان ومحيطه، لا سيما بعد إجراء عدة مقارنات بين الذكاء البشري وحدوده والذكاء الاصطناعي وتوابعه، من خلال عقد مجموعة مسابقات جمعت بين الأجهزة والإنسان، كانت واحدة منها ممثلة في “لي سيدول”، وهو لاعب صيني عرف بعبقريته اللامحدودة، وقدرته على مواجهة الذكاء الاصطناعي عبر لعبة “غو”، وهي لعبة صينية تتميز بقدرتها على كشف مدى ذكاء العقل البشري.

أجريت هذه المسابقات في مدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية، وبعد عدة جولات انتصرت في غالبيتها البرمجة الإلكترونية، ما أشار إلى خطورة التطور الهائل الذي تمر به هذه الآلات على العقل البشري ومرونته.

كذلك، فإن تطوير تقنية التواصل الإلكتروني بين الأشخاص بصورة تبدو أسرع ضعفين من الماضي، أصبح من الأسباب التي تؤشر بانتصار الذكاء الاصطناعي على العقل البشري، والذي كان من خلال تحديث بعض التقنيات التي تحتوي عليها الحاسبات الصغيرة، والتي أثبتت، من خلال تجربة بعض النماذج، أن العقل البشري غير قادر على استيعاب خيارات هذه الميزة الجديدة التي أطلقتها شركة الحاسبات الأميركية، إنتل، لذلك يعتبر خبراء البرمجة أن قدرات العقل البشري تضمحل وتتراجع في ظل وجود تطور دائم لآليات الذكاء الاصطناعي.

ويقول خبير صناعة تكنولوجيا المعلومات، المهندس أشرف عطية، إن خاصية “التعليم العميق”، التي تتسم بها تقنيات الآلات التكنولوجية، أصبحت من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تقدم الذكاء الاصطناعي على العقل البشري وتؤشر بتراجع قدراته، وهي تتعلق بقدرة هذه الآلات على انتقاء دقيق للصور، بعكس الإنسان الذي يقوم بهذه العملية وفق خطوات تقليدية لا تطور فيها، حيث تقوم تلك التقنية بفرز الصور التي تشمل نوعية معينة من الزهور على سبيل المثال، أو اختيار الصور التي تحتوي على أشخاص ذات طول وقامة واحدة لا تغير فيها كل ذلك بشكل تلقائي.

وأضاف عطية: خبراء البرمجيات أكدوا وجود خاصية أخرى تثبت تفوق الذكاء الاصطناعي على العقل البشري، تتعلق بالقدرات التعليمية للتقنيات الحديثة، حيث تقوم بتنفيذ أوامر العقل التي تطلب منه من خلال اللمس أو التحدث، كما أنها تستطيع تتبع أفكار الإنسان وقراءتها عبر اتصالها بالعقل لاسلكيًا، أو عبر الترددات الهوائية، التي تتيح لها إمكانية التعرف على الأمور التي يتناولها العقل ويفكر فيها ومن ثم تنفيذها، فإذا رغب، مثلا، في تتبع أحد الأشخاص في مكان يضج بالناس، يقوم جهاز الحاسوب الذكي بتتبع هذا الشخص ومعرفة المزيد عنه، مشيرًا إلى أن التقنيات الحديثة قد تتسبب في دمار البشرية، إذا تم إدخالها إلى الروبوتات، لأنها تتميز بتفوق قدراتها على الإنسان، وفي حال تطويرها وتزويدها بالذكاء الاصطناعي، فقد تتمكن من التفوق على العقل البشري، ومن ثم شغل مكان الإنسان.

ومن منطلق تلك المخاوف من تراجع العقل البشري لصالح الذكاء، ظهرت رؤية اندماج بعض الأجهزة التقنية متناهية الصغر بالعقل البشري، لمعاونة العقل في الحفاظ على بقائه، والتحليق بذكائه بعيدا عن سيطرة أجهزة الذكاء الاصطناعي، قادها عالم البرمجيات الأميركي، راي كرزويل، لإثبات فشل التكنولوجيا في إحلالها محل العقل البشري، وبالفعل مع قيامه بزرع آلات صغيرة داخل المخ البشري، لزيادة قدرته على مواصلة العمل ضد البرمجيات، تبين أن الآلة لا يمكنها هزيمة العقل، وإنما ينحصر دورها في مساعدته فقط.

كما أشارت التجارب، التي أجراها علماء البرمجة والتكنولوجيا بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، إلى أن التقنيات الحديثة أوشكت على الدخول إلى مرحلة التدوين الدماغي، التي ستمكن البشر من تبادل الرسائل الدماغية، من خلال زرع بعض الروبوتات متناهية الصغر داخل العقل، لترجمة إشاراته وإيصالها عبر ترددات هوائية معينة، تمكن كل شخصين يتحدثان إلى بعضهما من قراءة الأفكار والرسائل العقلية دون نطقهما بها، هذا بجانب أنها تحافظ على خلايا المخ للبقاء دائما دون التعرض للتلف أو الموت.

التعليقات