عملة محلية باسم أكثر المجرمين شعبية بسويسرا

يتميز إقليم رون فاليه، جنوبي سويسرا، بطبيعته الخلابة، ومزارعه الغنية، لكنه في طريقه إلى تفرّد اقتصادي أكثر، بعدما قرر مواطنه ابتكار عملة محلية، من شأنها تحفيز أسواقه التجارية.

عملة محلية باسم أكثر المجرمين شعبية بسويسرا

يتميز إقليم رون فاليه، جنوبي سويسرا، بطبيعته الخلابة، ومزارعه الغنية، لكنه في طريقه إلى تفرّد اقتصادي أكثر، بعدما قرر مواطنه ابتكار عملة محلية، من شأنها تحفيز أسواقه التجارية.

في أيار/ مايو المنصرم، أصدرت لجنة ممثلة للإقليم عملة ورقية، تشبه في الشكل والقيمة "الفرانك"، العملة الرسمية للبلاد، غير أنها تختلف في نطاق تداولها المحلي.

وطبقا لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن تداول هذه العملة، التي أُطلق عليها اسم "فارينا"، يقتصر تداولها في رون فاليه، حيث يعترف بها حاليا 150 مطعما ومتجرا، وغيرها من المؤسسات الاستهلاكية والرسمية.

والهدف الرئيس من المبادرة، وفقا للقائمين عليها، تحفيز الاقتصاد المحلي، أسوة بمبادرات ناجحة مشابهة، في مختلف أنحاء العالم.

وعالمًيا، يوجد نحو 5 آلاف عملة محلية، من بينها "البريكستون" و "البريستول" البريطانيتين.

عملات محلية موازية

وفي سويسرا، تعد "فارينا" ثاني عملة محلية، بعد "لامان" التي تم إصدارها في جنيف عام 2015.

واستنادًا إلى أسس التعامل مع العملات المحلية، يستطيع مواطنو إقليم رون فاليه استبدال "الفرانك" بالـ"فارينا" في تعاملاتهم، لتماثل قيمتهما.

وتقسم "فارينا" إلى 8 فئات (1،2،5،10،13،20،50،100)، بينما تقتصر "لامان" على 4 فئات (1،5،10،20)، تماثل قيمتها اليورو (العملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي).

ويعود تاريخ العملات المحلية إلى 1980، بدافع تشجيع المستهلكين على الإنفاق في أماكن إقامتهم، لتنشيط الاقتصاد المحلي والتجارة الصغيرة، وخلق فرص العمل.

ولأن "فارينا" كغيرها من العملات المحلية، ذات هدف مرتبط بمكان إصدارها، استمد سكان إقليم رون فاليه اسم عملتهم الجديدة من الشخصية الأشهر في مجتمعهم، "جوزيف سامويل فارينا".

من مجرم محترف إلى بطل قومي

وعلى الرغم من أن فارينا كان شخصا فاسدا، مدمنًا للخمر، ومجرما محترفا، هرب من موطنه إيطاليا إلى إقليم رون فاليه عام 1869، ليبدأ في إصدار مجموعة نقود مزورة، إلا أن سكان الإقليم يعتبرونه "بطلا قوميا".

وتعود شعبية الرجل إلى استخدامه النقود المزورة لمساعدة فقراء رون فاليه في التخلص من ديونهم، واعتمادها كوسيلة يحصل من خلالها على الطعام والحماية من السلطات المحلية فقط، دون أي مكاسب مادية شخصية.

وكان اسم "فارينا" يُطلق أيضا على سلسلة من المطاعم الشهيرة، قبل اعتماده للعملة الناشئة.

وفي تصريح لـ"بي بي سي"، قال عضو اللجنة التي صكّت العملة، ديفيد كريتناند، إن "الجميع في فاليه رون يعرفون قصة فارينا، لذا هو الاسم الأنسب لعملة الإقليم".

ورأى أن "فارينا جزء من الإقليم، وهذا هو الهدف من عملتنا، أن تكون محلية".

التعليقات