"أبو حلاوة يا تين"... بدء موسم الصبار

"أبو حلاوة يا تين"... عبارة شهيرة تألفها آذان المصريين صيفا، يكررها الخمسيني، مسعد خليل، مع ابتسامة شبه دائمة ليجذب المارة ما بين وقت وآخر، لفاكهته الأشهر "التين الشوكي" (الصَّبْر أو الصّبّار في فلسطين)، التي رغم أشواكها التي تلف ثمرتها، إلا

(أ ف ب)

"أبو حلاوة يا تين"... عبارة شهيرة تألفها آذان المصريين صيفا، يكررها الخمسيني، مسعد خليل، مع ابتسامة شبه دائمة ليجذب المارة ما بين وقت وآخر، لفاكهته الأشهر "التين الشوكي" (الصَّبْر أو الصّبّار في فلسطين)، التي رغم أشواكها التي تلف ثمرتها، إلا أنها حلوة المذاق.

يقف خليل على ناصية أحد شوارع القاهرة، مغازلا المارة ببراعته في الترويج لثمار "الصبر" المتراصة في أقفاص على عربته الخشبية.

وبخفة ملفتة، يدير خليل، طرف السكين حول الثمرة، لينزع قشرتها الرئيسية ذات الألوان الحمراء والخضراء والصفراء، المليئة بالأشواك، ثم يعطي الثمرة لراغبيها.

وبعد أن يشمر عن ساعديه، يؤكد خليل، أن الصبر في مصر فاكهة البسطاء، حيث يباع بالحبة (ثمرة واحدة) التي يتراوح سعرها من جنيه (نحو 0.05 دولار أمريكي) إلى جنيهين (0.1 دولار).

وبكثافة، يظهر باعة الصبر في الكثير من شوارع القاهرة ومحافظات مصر، بشهري تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس من كل عام، لبيع تلك الثمرة الموسمية.

أحد هؤلاء الباعة، هو الشاب، حسام عبد الله، (16 عاما)، الذي جاء إلى القاهرة، من محافظة أسيوط (جنوب).

يتحدث عبد الله، عن أدوات عمله في تلك المهنة الموسمية، مشيرا إلى أنها لا تتعدى سكينا وقفازا لليد وإناء مملوءً بالماء وعربة خشبية.

يضع عبد الله ثمار الصبر ما بين الحين والآخر في إناء مليء بالماء قبل نزع قشرتها بالسكين من أجل بيعها، وهي خطوة تقلل كمية وحدة الشوك، كما يقوم برشها بالماء كل فترة لتبدو طازجة وتجذب الزبون، كما يقول.

ويشير إلى أنه يعمل أحيانا لمدة 16 ساعة في اليوم الواحد، وفي أحيان أخرى يضطر لتغيير مكانه أكثر من مرة ليجذب زبائن جدد، ليجني ربحا يصل إلى 100 جنيه (نحو 6 دولارات أميركية) يوميا.

تين شوكي... حلو الصبار

ولظهور "التين الشوكي" في الشوارع، تفاصيل أخرى في الأرض، فعندما يهلّ شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، تبدأ في إحدى مزارع قرية أبو غالب شمالي الجيزة، زراعته، وفق المزارع الخمسيني صابر شحاتة.

وبحسب المتحدث، تغرس شجيرات تبدو كألواح عريضة من الصبار في الأرض، وبعد نحو 7 أشهر أي في حزيران/ يونيو، تبدأ في عملية إنتاج الثمار التي تنمو بأطرافها، ويكون الإنتاج ضعيفا في الموسم الأول ثم يزداد تدريجيا بعد ذلك.

ويقول شحاتة: "تروى شجرة الصبّار بالمياه العذبة مع إعطائها الأسمدة الزراعية اللازمة، 4 مرات، في كانون أول/ ديسمبر، وشباط/ فبراير ونيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو".

قطف ثمار الصبر يبدأ في منتصف حزيران، ويستمر حتى أواخر آب ويطرح فدان الأرض الزراعية (24 قيراطا) من ألف إلى ألفي قفص في الموسم، وفق شحاتة.

وقبل القطف بـ20 يوما، يجهز شحاته، العمال وسيارات النقل والأقفاص اللازمة، مشيرا إلى أن 80 جنيهًا (نحو 4.5 دولار) أجرة كل عامل يوميًا، فيما يحصل السائق وسيارته على 450 جنيها (25 دولارا) أجرة الحمولة الواحدة من الحقل إلى الأسواق.

ويضيف: "الحصاد يبدأ مُباشرةً بعد الفجر، أو ليلًا مع ارتداء العامل كشافا ضوئيا في رأسه لأنّه في هذا الوقت تكون أشواك الصبر لينة ولا تؤذي العمال، لأنه في الظهيرة يكون الشوك حادا".

ويقطف العامل، من ألواح الصبار، الثمر، ويجمع منها العشرات في دلو، على أن يرصها بعد ذلك في أقفاص خشبية.

وعن سعر القفص، ينوّه شحاته إلى أنه يبيع القفص الواحد بـ 80 إلى 100 جنيه (نحو 5- 6 دولارات) في حزيران لأنه يكون قليلا، أما في تموز وآب فيقل السعر كثيرًا، حيث يتراوح سعر القفص من 25 إلى 27 جنيهًا (نحو دولار ونصف) لكثرة المعروض.

فوائد صحية

وأكد الطبيب عبد الغني ناجي، أن السكريات الموجودة بالصبر تساهم في تقوية جهاز المناعة.

ويتفق معه رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، مجدي نزيه، أن "يحتوي الصبر على منسوب عال من السكريات، وفيتامين سي وهما مهمان جدا لجسم الإنسان".

قبل أن يستدرك: "ولكونه فاكهة طريق لا يأكله الناس إلا مرة أو اثنين في العام نظر لقصر مدة ظهوره بالأسواق لا يسمح للجسم للحصول منه على فائدة مستمرة تذكر".

وبحسب تقرير سابق نشره موقع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، فإن الصبر له أسماء أخرى مثل التين الهندي، والتين البربري، والتوناس، والصبار، والتين الشوكي ويعود أصله إلى المكسيك، ويعثر عليه أيضا في مختلف أرجاء البحر الأبيض المتوسط، وأنغولا، وأستراليا، وكينيا، وجنوب أفريقيا.

التعليقات