60% من الفرنسيات تعرّضن لعنف جنسي

أكدت نتائج دراسة نشرها مركز "إيفوب" للأبحاث عن العنف الجنسي في فرنسا، أن 12 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع تعرضن للاغتصاب، و48 في المئة تعرضن للتحرّش.

60% من الفرنسيات تعرّضن لعنف جنسي

مظاهرة ضد التحرّش في باريس (تويتر)

أكدت نتائج دراسة نشرها مركز "إيفوب" للأبحاث عن العنف الجنسي في فرنسا، أن 12 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع تعرضن للاغتصاب، و48 في المئة تعرضن للتحرّش.

ولفتت الدراسة التي أجريت لصالح مؤسسة "جان جوريس" ونشرت أول من أمس الخميس، أن العنف الجنسي لم يستثن أي امرأة، بغض النظر عن عمرها أو طبقتها الاجتماعية. وأشارت إلى أن 58 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أشرن إلى أنهن ضحايا لسلوك غير لائق، وأن 50 في المئة من النساء تعرضن للإهانات أو ملاحظات جنسانية، وأن 45 في المئة تلقين إيماءات مع دلالات جنسية، وأن 43 في المئة تعرضن للمس بطابع جنسي دون رضاهن. وتلقت 29 في المائة من النساء المستطلعات رسائل إباحية عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة.

وخلصت الدراسة إلى أن 12 في المائة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع تعرضن للاغتصاب.

وتقول عالمة الاجتماع أليس ديبوش، وهي باحثة مشاركة في الدراسة، في مقابلة أجراها معها موقع "فرانس إنفو" أمس إن "12 في المئة مع هامش الخطأ، هو أعلى بقليل من المسوحات الإحصائية الأخرى، والنسبة من حيث الحجم لا تفاجئني".

ووجدت الدراسة أيضا أن ما بين 32 في المئة و44 في المائة من النساء اللائي تعرضن للاغتصاب فكرن بالانتحار، وبين 16 في المئة و27 في المئة حاولن الانتحار. وتعلق ديبوش بالقول: "فيما عدا الاغتصاب، فإن العنف الجنساني بأنواعه يتعلق بالمجتمع الفرنسي بأسره، وهو ليس مشكلة هامشية".

وأكدت الدراسة ما سبقها من تحقيقات وأبحاث أن معظم ضحايا الاعتداء أو الاغتصاب يعرفن المعتدي. وبيّنت أن 78 في المئة و88 في المئة من النساء المشمولات بالاستطلاع قلن إنهن يعرفن المعتدي عليهن، الذي غالبا ما يكون الزوج أو أحد أفراد العائلة. وفي الواقع، يحدث الاغتصاب في منزل الضحية في 36 إلى 48 في المئة من الحالات.

وأشارت ديبوش إلى أن "المشهد الكلاسيكي للمغتصب المجهول في موقف للسيارات ليلاً غير صحيح"، ولكن خطره يزداد في بيته.

الطبيب النفسي ميشيل ديبوت قال بدوره لموقع "فرانس إنفو" يوضح هذا المثال مع مثال مؤخرا: "منذ البداية لدينا انطباع بأن المعتدي هو فرد خارج السياق، ولديه كامل السلطة على الناس. وبطبيعة الحال، هو موجود ويجب التنديد بسلوكه وعدم إخفاء حقيقة أنها ظاهرة اجتماعية تتعلق بالحياة الأسرية اليومية".

ومنذ تشرين الأول الماضي، بدأت النساء في الكلام علنا عن العنف الجنسي حيالهن مع إطلاق حملة METOO# العالمية، ورغم ذلك لا تزال المرأة تواجه صعوبة في الإخبار عن تعرضها للاعتداء الجنسي. وأوضحت الدراسة أن بين 56 و68 في المائة لم يتحدثن لأحد مطلقا عمّا حصل، وإن بين 64 و74 في المائة لم يذهبن إلى طبيب أو أخصائي في وقت لاحق.

ووفقا لآليس ديبوش إن "الأطباء ليسوا مدربين على سماع شهادات من تلك النوع من النساء". وأوضحت أنه "على المدى الطويل، نلاحظ جيل الشابات يتجرأن أكثر بالحديث عن العنف الجنسي".

يُشار إلى أن الدراسة شملت 2167 امرأة في فرنسا، وهدفت إلى التركيز على حالات العنف الجنسي الأكثر خطورة، وهي الاغتصاب وطرائقها "الأماكن والجناة وسن الضحايا ..."، وتسليط الضوء على عواقبها الخطيرة جدا والآثار المستمرة على الضحايا.

 

التعليقات