كيف تحافظ الثديّات على تناسقها خلال النمو؟

تتميّز الكائنات على الكرة الأرضية، بأجسادها المتناسقة منذ ما يقرب 400 مليون سنة. كما ويبدي البشر حتى الآن اهتمامهم بالتناسق في الأجساد، والتي تنعكس في معايير الجمال التي يضعها، وفي الرسومات الشهيرة على مدى العصور، وأشهرها لوحة "الرجل الفيتروفي"

كيف تحافظ الثديّات على تناسقها خلال النمو؟

(فيسبوك)

تتميّز الكائنات على الكرة الأرضية، بأجسادها المتناسقة منذ ما يقرب 400 مليون سنة. كما ويبدي البشر حتى الآن اهتمامهم بالتناسق في الأجساد، والتي تنعكس في معايير الجمال التي يضعها، وفي الرسومات الشهيرة على مدى العصور، وأشهرها لوحة "الرجل الفيتروفي" لليوناردو دافينشي.

وأجرى العلماء بحثًا قاده الاختصاصي في علم الأحياء في المعهد الأسترالي للطب التجديدي في جامعة موناش ألبيرتو روسيلو دييز، يدور حول كيفية حفاظ جنين الفأر على التناسق أثناء نموه في بطن الأم.

تعمّد الفريق جعل أحد أطراف الفأر ينمو بمعدل أبطأ من الطرف الآخر، ولاحظوا كيف عملت الخلايا على تصحيح الخلل في النهاية. وحتى الآن، لم يسبق أن نجح أي بحث في دراسة هذه الظاهرة.

وأشارت النتائج التي نشرت في دورية "بلوس بيولوجي" هذا العام، أن دييز وفريقه وبعد عام من المحاولات المستعصية، حقنا ساق الفأر الخلفية اليسرى بنوع من الخلايا التي طورت داخل طبق المختبر، وتحد من نمو الساق.

وجد الباحثون أن الخلايا المحيطة بالنسيج المثبِّط تواصلت مع المشيمة، التي أرسلت بدورها إشارات إلى باقي أنسجة الجنين، (يشمل الساق الخلفية الأخرى) لتبطئ من نموها ريثما تلحق بها الساق المتأخرة. وبعدها أكمل الجسم نموه المنتظم.

وتقدم الدراسة فهمًا عميقا لنمو الجسد بما فيه الأطراف، ويسمى ذلك بالنمو الاستدراكي. لكن البحث يخلق تساؤلات جديدة حول كيف يدرك الطرف الآخر أن عليه البدء بالنمو من جديد بمجرد وصول الطرف البطيء إلى مستوى النمو ذاته.

وعلّق عالم الأحياء الخلوية في جامعة فرجينيا، أدريان هالمي في حديث له مع "للعلم": "نحن نتوقع التناسق في أطرافنا. لكن الطريقة التي يتحقق بها هذا التناسق هي ما يثير فضولنا".

التعليقات