زوجة عميل أميركي تهرب بعد قتلها شابًّا بحادث طرق ببريطانيا

طالبت أسرة بريطانية بالعدالة لابنها الّذي توفّي قبل عدّة أشهر بعد أن صدمته زوجة عميل أميركي بسيّارتها، ودعت إلى محاسبة المتسبّبة بمقتله، بعد أن تمكّنت من مغادرة البلاد بفضل "حصانتها الدّبلوماسيّة".

ووفق ما نقلته وكالة أنباء "الأناضول، اليوم الأربعاء، فإن زوجة العميل الأميركي، آن ساكولاس، تورّطت في وفاة شاب بريطاني يدعى هاري دون، جراء حادث مروري مميت، في 27 آب/ أغسطس، عندما صدمت سيارة ساكولاس دراجته على الجانب الخطأ من الطريق خارج قاعدة "كروتون" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.

وبعد الحادث، غادرت ساكولاس المملكة المتحدة على متن طائرة عسكرية أميركية، بفضل الحصانة الدبلوماسية، ولم تعلم بذلك أسرة دون، سوى بعد أيام.

وتطالب الأسرة البريطانية، بالعدالة لابنها من سلطات الولايات المتحدة التي لا تحاكم ساكولاس لأنها تتمتع بالحصانة الدبلوماسية، ومن سلطات الحكومة البريطانية التي تقول الأسرة إنها خذلتهم.

وأكد الناطق باسم أسرة الشاب البريطاني هاري دون، راد سيغر، على ضرورة عودة ساكولاس إلى بريطانيا والمثول أمام القضاء. وأضاف في حديثه لـ"الأناضول" ، أن ساكولاس تسببت في تلك الليلة بمصرع دون، مبينًا أنه "من المقرف معرفة أن هروبها من بريطانيا تم بدعم ومساعدة ترامب".

وأكد سيغر على ضرورة إعادة ساكولاس إلى بريطانيا، في حال لم تعد هي بمحض إرادتها. وأوضح أن الأسرة رفعت دعوى تعويض ضد كل من الحكومتين البريطانية والأميركية، بتهم محاولة التستّر على الحادثة، واستغلال وظيفتها. وأشار إلى أنه من غير الممكن مغادرة مواطن أجنبي أراضي بلد ما، بعد التّورط بقتل أحد مواطنيه.

وشدّد سيغر على أن الأسرة البريطانية لا تطالب بالعدالة فقط من أجل ابنها، بل تحمل على عاتقها مسؤولية وجوب تلقين الحكومات درسًا حول عدم إمكانية دهسها الأشخاص والنجاة بعدها تحت مزاعم الحصانة الدبلوماسية.

وأعرب سيغر عن أهمية دعم الإعلام والرأي العام، لتسليط الضوء على كفاح الأسرة البريطانية. داعيًا إلى إبلاغ الرأي العام والصحافة بكل جديد حول الأمر؛ مضيفًا أن الحكومة البريطانية ستقوم بخطوات عمليّة في القضيّة في حال تحرّك الرأي العام.

ومؤخرًا، تصدر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسم #العدالة_لهاري، تضامنًا  مع أسرته. وكما وصلت العديد من رسائل الدعم من مختلف بلدان العالم لقضية وفاة هاري غير العادلة.

بدورها، قالت أم الشاب البريطاني، شارولت تشارليس، إن كفاحهم في المطالبة بالعدالة، ليس من أجل ابنهم فقط، بل من أجل جميع الناس البسطاء مثلنا حول العالم.

وتعهدت تشارليس بالسعي من أجل عدم خذلان ابنها، والحيلولة دون ضياع حقه، مشددة على أن الأسرة أجّلت حزنها على فقيدها، حتى تحقق العدالة، كما أعربت عن خيبة أملها من الحكومة البريطانية للتخلي عنهن وعدم ملاحقة القضية. قائلة إن "فضلاً عن عدم دعمهم لنا، تحولوا إلى جزء من المشكلة، هذا عار عليهم، ولذلك نرغب في مقاضاتهم أيضاً لدى المحاكم.

كذلك تطرّق والد الشاب البريطاني، تيم دون، إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ووصف دون ما قام به ترامب اقتراحه لقاء الأسرة بالسيدة ساكولاس، بـ "القذر"، مبينًا أنه لم يخبرهم بنيته هذه عند دعوتهم إلى البيت الأبيض. وتابع ، "ترامب أراد أن يشترينا، لتصبح القضية بعد ذلك في طي النسيان".

وفي سياق متصل، صرّح المتحدث باسم الأسرة البريطانية سيغر، في وقت سابق، بأن ترامب عرض علي الأسرة خلال لقائهم في البيت الأبيض، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تقديم شيك مصرفي لهم، مقابل تخليهم عن ملاحقة السيدة الأميركية، إلا أن العائلة رفضت، وأصرت على مطالبتها بالعدالة لابنها.