"صحفة الثوم" الطبق التونسيّ... للوقاية من كورونا

تتوافد حشود التونسيين من جميعِ فئات المجتمع، باحثين عن طبق طعام يسمى "صحفة الثوم"، في ركنٍ بوسط العاصمة تونس، يعتقدون بقدرتها على الوقاية من فيروس كورونا.

(الأناضول)

يتوافد التونسيون من جميعِ فئات المجتمع، باحثين عن طبق طعام يسمى "صحفة الثوم"، في ركنٍ بوسط العاصمة تونس، يعتقدون بقدرتها على الوقاية من فيروس كورونا.

ويقبلُ التونسيون على هذا الطبق بشكلٍ غير مسبوق، في أحد المحلات المتخصصة في تحضير هذا الطبق، الذي يتكوّن من؛ ثوم مهروس وزيت الزيتون وبيض مسلوق وتونة وهريسة فلفل تونسي حار وخضار مشوية وزيتون وأجبان.

وتخوّف التونسيين يزداد حين أعلنت السلطات الرسمية، أمس الأربعاء، تسجيل إصابة جديدة بالفيروس، ما رفع عدد المصابين إلى 7.

الاقبال على الطبق يزيد سعر الثوم

قال صاحب المحل فوزي ونّاس إن "انتشار مرض الكورونا في العالم، أدى إلى إقبال على 'صفحة الثوم' هذه الفترة تزايدًا كبيرًا".

وأصاب فيروس كورونا، حتى أمس الأربعاء، قرابة 121 ألف شخص في 121 دولة وأقاليم، وتوفي منهم نحو 4382، أغلبهم في الصين، إيطاليا، إيران وكوريا الجنوبية.

وأضاف ونّاس أن "التونسي يميل بطبعه إلى المأكولات الطبيعية والأعشاب الطبية كلما كان هناك تفشٍ لأحد الأمراض أو الأوبئة، ويزيد الوضع أكثر مع حالة الفزع التي يعيش على وقعها المجتمع بأكمله هذه الأيام".

ويُذكر أن أسعار الثوم تتضاعف اليوم بشكل كبير؛ نتيجة الإقبال على اقتنائه، اعتقادًا من الكثيرين بأنه سيحارب فيروس كورونا.

واستدرك ونّاس "رغم الزيادة التي تشهدها أسعار المنتجات الأولية لطبق الثوم، فإننا لم نزد في سعر الطبق مراعاة للتونسيين". ويبلغ متوسط سعر الصحن نحو 1.2 دولار.

صحفة الثوم (فيسبوك)

وشهد سعر الثوم ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى نحو 8 دولارات أميركية للكيلوغرام، بحسب منظمة الدفاع عن المستهلك في تونس، بعد أن كان سعره يتراوح بين 3.2 و3.5 دولار.

إقبال من المجتمع التونسيّ

ويُقبل مدير تجاري لمختبر طبي مراد الدالي أيضًا بشغف على تناول "صحفة الثوم"؛ وقال سليم إن "أكل الثوم عادة من عاداتنا التونسية القديمة توارثناها منذ عهد الأجداد، لما تحتويه من مضادات حيوية طبيعية تساعدنا في التوقي من أمراض عديدة، حتى أنه كان ولا يزال يُستخدم لحفظ المواد الغذائية من التلف".

وأردف سليم أن "للثوم منافع عديدة لجسم الإنسان، لكنني أؤكد على أنّ الالتزام بالنظافة هي من أكثر الأمور نجاعة لمقاومة فيروس الكورونا".

ويرتادُ بشكل شبه يومي إلى المحلّ، متخصص في الإلكترونيات حافظ مويهبي، وصديقه موظف هشام شعيبي، إيمانًا منهما بأن الثوم مفيد للوقاية من أمراض عديدة، وخاصة فيروس كورونا، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.

وقال حافظ "إنني آتي إلى محل 'صحفة الثوم' يومًا بعد يوم، وخاصة في فصل الشتاء، ولاسيما هذه الأيام مع انتشار فيروس كورونا، لما تحتويه نبتة الثوم من مضادات حيوية طبيعية، وهي في اعتقادي أنجع دواء طبيعي". مُضيفًا أن "التونسي يعي جيدًا منافع الثوم، ويقبل عليه كثيرًا، وهو ما جعله اليوم يقدم على تناول الثوم بشكل كبير".

وقال صديقه هشام "إنني اختار في مثل هذه الفترة تناول صحفة الثوم، والابتعاد عن كل الأطعمة التي من شأنها أن تضر بصحتنا، والتي لا نجد فيها منافع، رغم طيب مذاقها".

وتابع أن "التونسي يُقبل على كل ما هو طبيعي، كالثوم وزيت الزيتونة، وبما أنه ليس هنا دواء أو لقاح لهذا الفيروس، فنحن هنا لمحاولة تقوية مناعتنا ضد أي وباء".

وعادة ما يقبل التونسيون على تناول "صحفة الثوم" مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب موجة البرد.

هل يقي الثوم من كورونا؟

يعتبر التونسيون أن الثوم من أكثر الخضر المعروفة بخصائصها العلاجية وفوائدها الصحية، فبتناوله يمكن الوقاية أو معالجة مشاكل صحية عديدة.

وتعود هذه الاستعمالات إلى آلاف السنين، فقد عملت حضارات مختلفة على تطويع الثوم وصنع أدوية بدائية منه.

وتفيد دراسات طبية حديثة بوجود علاقة مباشرة بين الثوم والوقاية من أمراض عديدة، وتؤكد أن من منافعه تقليل مخاطر الإصابة بنزلات البرد.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن "فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات، تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة".

ورغم إقرار المنظمة بأن الثوم طعام صحي، وقد يساعد في مواجهة الميكروبات، إلا أنه لا يوجد دليل على أنّ تناوله ربما يقي من الإصابة من فيروس كورونا.

وفي حالات كثيرة، طالما أن العلاجات البديلة لا تتعارض ولا تمنع من إتباع نصيحة طبية مبنية على أدلة مثبتة، فهذه العلاجات قد لا تضر في حدّ ذاتها.

التعليقات