اختفاء المدن من المغرب للمشرق

سُميّت على اسم مؤسسها الإسكندر الأكبر سنة 332 قبل الميلاد، وكانت تمثّل عاصمة مصر قبل اعتبار القاهرة عاصمة لها. أنشأت الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض بمقدار متر واحد، ممّا يجعل غرقها أمرا حتميا.

اختفاء المدن من المغرب للمشرق

(توضيحية - unsplash)

نحن نعيش على سطح البسيطة معتقدين بأنها ستدوم على حالها للأبد، لكننا لا ندرك بأنها تتغير بل وتتغير بسرعة.

فكل هذه المصائب التي تقع على رأسها من فيضانات وبراكين وزلازل تفعل فعلتها بهيكلة الكرة الأرضية ويضاف لها التغيّرات التي يقوم بها الإنسان وضرباته المستمرة للطبيعة والبيئة بلا أي هوادة والتي سبّبت التلوث وارتفاع منسوب مياه البحار الناتج عن الاحتباس الحراري وتوسّع ثقب الأوزون.

ومن هنا ندرك أن الأرض تدفع ثمنا باهظا لكل هذا وندرك أننا قريبا سنشهد زوالا لبعض المدن التي تشكّل دعامة اقتصادية وإنسانية كبيرة.

سان فرانسيسكو

سان فرانسيسكو 

نهضت سان فرانسيسكو عام 1776 م، تعدّ هذه المدينة الأميركية الواقعة في شمال كاليفورنيا من أكثر المدن اكتظاظا فهي تحتل المركز السادس عشر على العالم والرابع في كاليفورنيا تعتبر هذه المدينة والتي من المتوقع اختفاؤها في المستقبل تعتبر المركز الثقافي والتجاري والمالي لشمال كاليفورنيا مع عدد سكان يصل إلى 4.7 مليون نسمة، كما أنها تمثّل مسقط رأس منظمة الأمم المتحدة والتي اعتمدتها كمركز لها بعد الحرب العالمية الثانية.

يحدّها من الشمال المحيط الهادئ ومن الجنوب مدينة ميلي سيتي، من الشرق خليج سان فرانسيسكو ومن الغرب مياه مدخل الخليج الضيق. ولعلّ وقوعها بالقرب من صدع سان أندرياس جعل منها عرضةً للزلازل فقد تعرضت لعدة هزات أرضية كان أقواها عام 1906 م بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر ومن المتوقع بالمستقبل القريب أن تلقى حتفها على يد أقوى زلزال ستشهده البشرية.

مكسيكو (المكسيك)

هي المركز الثقافي، الصناعي والاقتصادي كما أنها المركز السياسي وعاصمة المكسيك. تعاني المدينة الضخمة والتي يبلغ عدد سكانها حسب إحصائية عام 2005 بثماني ملايين نسمة ومع إضافة الأشخاص القاطنين في ضواحيها وصلت لخمسة عشر مليونا، تعاني من ظاهرة الضبخان وكذلك التلوث الناتج عن السيارات والمصانع فهي تعد أكثر مدن العالم تلوثا.

ترجع احتمالية اختفائها في المستقبل للحظة بنائها فقد بناها الإسبان خلال القرن السادس عشر فوق قاع بحيرة تكسكوكو بعد أن قاموا بتجفيفها، ممّا يجعلها عرضة لأن تطمرها الأتربة شيئا فشيئا.

لندن

هذه العاصمة الغنية عن التعريف، والرائدة في مختلف المجالات كالفنون والتجارة والتعليم والترفيه ففيها تقام أجمل عروض الأزياء، والتمويل كونها أكبر مركز مالي في العالم والرعاية الصحية والبحث والتطوير، وتعد أكثر المدن سياحة في العالم.

تضم هذه المدينة التي أسسها الرومان وأطلقوا عليها اسم "لوندينيوم" سابقا، مختلف الأعراق والأجناس فنجد الناس فيها يتحدثون بأكثر من 300 لغة مع كثافة سكانية تصل إلى 4.761 نسمة لكل كيلو متر مربع. إن وقوع لندن على طرفي نهر التايمز، يجعلها عرضة للفيضانات والتي يتوقع أن تغمر المدينة وتمحوها عن بكرة أبيها في القريب العاجل.

نابولي

نابولي 

العاصمة الإيطالية الجميلة، والتي نشأت على يد الإغريق في الألفية الثانية قبل الميلاد، ممّا يجعلها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وكانت تدعى حينها باثينوب، يتجاوز عدد سكانها اليوم حاجز الـ3 ملايين كأكثر المدن اكتظاظا في القارة.

ستختفي هذه المدينة في المستقبل القريب حسب توقعات العلماء بسبب اقترابها من بركان فيزوف الذي يعتبر واحدا من أكبر البراكين النشطة، كما أنه ذو طبيعة معقدة لاحتمالية ثورانه بطريقة متفجّرة ستطيح بالمدينة التي لطالما كانت مهدا للحضارات.

إسطنبول

أو كما كانت تدعى القسطنطينية، ويمكن تسميتها أيضا "بيزنطيوم" كما كان يناديها اليونانيون حين أسّسوها في القرن السابع قبل الميلاد والذين اعتبروها عاصمة لهم لمدة 1600 عام.

هذه المدينة إحدى أكبر مدن تركيا، وأكبر المدن الأوروبية تعدادا للسكان مع أكثر من 15 مليون نسمة، كما أنها تعتبر مركزا اقتصاديا وثقافيا وتاريخيا وسياحيا، حيثُ يزورها ملايين السياح سنويا ممّا جعلها أعلى ثامن مدينة بعدد الزوار عالميًا. يُرجَّح اختفاؤها خلال العقدين القادمين، إما نتيجة للزلازل لقربها من صدع الأناضول أو ستختفي غرقا لارتفاع منسوب مياه بحر مرمرة.

شنغهاي

عملاقة الصين، مع أكثر من 26 مليون نسمة، وتعود شنغهاي للقرن الحادي عشر الميلادي، تعاني من معدل فيضانات سيودِي بها إلى الغرق بحلول خمسين عاما على الأكثر.

طوكيو

من منّا لا يعرف طوكيو عاصمة اليابان وأكبر مدنها، بعدد سكان يزيد عن 37 مليون نسمة، كانت تدعى إيدو والتي تعني باب الخليج، حتى العام 1868 م أصبحت تسمى طوكيو.

تعد هذه المدينة من أكثر مدن العالم تقدما من الناحية التكنولوجية، ويحيط بها من الشمال مقاطعة سايتاما و جنوبا نهر تاماجاوا ومقاطعة كاناغاوا، ومن الشرق نهر إيدوجاوا ومقاطعة تشيبا وغربا مقاطعة ياماناشي. قد ينتهي كل هذا التطور قريبا لغرق المدينة بمياه كل من نهريّ تاماجاوا وإيدوجاوا.

الإسكندرية

سُميّت على اسم مؤسسها الإسكندر الأكبر سنة 332 قبل الميلاد، وكانت تمثّل عاصمة مصر قبل اعتبار القاهرة عاصمة لها. أنشأت الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض بمقدار متر واحد، ممّا يجعل غرقها أمرا حتميا.

جدة

ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية

ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية الواقعة على ساحل البحر الأحمر، وهي المركز الحضري لغرب المملكة بتعداد سكان يصل لأربعة ملايين نسمة.

نشأت هذه المدينة الرطبة، وذات للحرارة العالية منذ 3000 عام، ومن حينها وهي تعاني من احتمالية غرقها مستقبلا لعلو منسوب مياه البحر الأحمر.

البصرة

هذه المدينة العراقية، صاحبة التاريخ العريق الذي يعود لعام 636 ميلادية الملقبة بألقاب لا تعدّ ولا تحصى مثل أم العراق، خزانة العرب، عين الدنيا، ذات الوشامين، البصرة العظمى، كذلك تدعى بالبصرة الزاهرة، وثغر العراق الباسم، الفيحاء، قبّة العلم وتسمّى أيضا بالرعناء نسبة لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد، ففي فصل الربيع يعيش البصراوي الفصول الأربعة خلال أربع وعشرين ساعة.

تعد البصرة الميناء الرئيسي للعراق بعدد سكان يصل إلى 3.5 مليون وهي جزء من موقع سومر التاريخي وموطن السندباد البحري. يحدّها السعودية والكويت جنوبا وإيران شرقا وتعاني البصرة من ارتفاع درجات الحرارة حيثُ تعدّ من أعلى المدن حرارة فقد تجاوزت فيها 45 درجة مئوية.

تقع البصرة على ضفاف نهر شط العرب جنوب العراق بين الكويت وإيران، ممّا يجلب عليها فيضانات مدمرة وجعلها تقع ضمن قائمة المدن التي ستختفي في المستقبل.

الاتفاقيات التي واجهت التغيرات البيئية والمناخية

يظهر الجدول أدناه بعض الاتفاقيات التي عقدها المسؤولين عن حماية البيئة وضمان مستقبل أفضل الأرض:

الإتفاقية

تاريخ انعقادها

اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون

1985

اتفاقية آرهوس بشأن الوصول للمعلومات

1998

اتفاقية إسبو بشأن تقييم الأثر البيئي

1991

اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود

1979

حماية البيئة، انبعاثات محركات الطائرات

1951

الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ

1992

على الرغم من أن أغلب البشرية غير مدركة لحجم الخطر القادم، إلا أن بعض الأشخاص الذين قدموا توقعات لرؤية المستقبل قاموا ببعض الخطوات للحدّ من هذه الأزمات وتخفيف الخسائر قدر الإمكان، مثل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة البشرية عام 1972، والّلجنة العالمية المعنيّة بالبيئة والتنمية سنة 1987، ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2012.

التعليقات