العمر الأصعب للأطفال للمرور بتجربة طلاق الوالدين

غالبا ما يقول الكبار إن الأطفال تحت 3 سنين لا يتذكرون الطلاق إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح. حيث أثبتت عدة دراسات أن العقل يبدأ بتخزين الذكريات قبل عمر 3 سنين ومع مرور الوقت يتم تخزين ذكريات جديدة مكان هذه الذكريات

العمر الأصعب للأطفال للمرور بتجربة طلاق الوالدين

(توضيحية - unsplash)

الطلاق تجربة مريرة بالنسبة لأي شخص وهو بنفس المرارة للأولاد سواء كانوا بعمر السنتين أو حتى بعد بلوغهم. ربما تكمن صعوبة الطلاق بأنه ليس أمرا يخطط له الزوجان أو عائلتهما ويكون بمثابة صدمة حتى ولو كانت كل الدلائل والإشارات تنذر بحدوثه. إذا كان الزوجان اللذان ينويان الطلاق لديهما أولاد فغالبا ما تكون صحة الأولاد النفسية الأولوية الأولى في هذه المرحلة. وغالبا ما يتساءل الأهل عن مدى تأثر أبنائهم بتجربة زواجهم الفاشلة.

يرى بعض الخبراء أن الأطفال يتأثرون بنسب متفاوتة حسب فئاتهم العمرية بطلاق الوالدين مع أن الكل يتأثرون على التأكيد. إلا أن الأطفال الأكثر عرضة للتأثر بطلاق الوالدين هم الأطفال في المرحلة الابتدائية. بالرغم من كل ما سبق فيجب الإشارة إلى أن الأطفال أقوياء ومرنين وقادرين على تجاوز المصاعب والشدائد، ولذلك إذا كان الزوجان متأكدان أن زواجهما فاشل فمن الأفضل الإقدام على الطلاق بشكل محسوب.

الأطفال تحت عمر 3 سنين

الأطفال تحت سن 3 سنين لا يتذكرون الطلاق

غالبا ما يقول الكبار إن الأطفال تحت 3 سنين لا يتذكرون الطلاق إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح. حيث أثبتت عدة دراسات أن العقل يبدأ بتخزين الذكريات قبل عمر 3 سنين ومع مرور الوقت يتم تخزين ذكريات جديدة مكان هذه الذكريات إلا أن ذلك ليس حتميا.

هذا يعني أن الصغير قد يتذكر بالفعل صراخ الوالدين وجدالهما عندما كان عمره سنتان مثلا. وحتى لو لم يتذكر الطفل الجدال والخصام بحد ذاته إلا أن الآثار النفسية لمشاهدة هذه الأحداث قد تؤثر سلبا على مزاجه ونطقه وتعلمه.

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين كانوا يعيشون في كنف والدين محبين وعطوفين قد تتمثل ردة فعلهم على الطلاق بما يلي:

  • قد يصبح الطفل مشاغبا أو متذمرا وملولا عندما يغيب أحد الوالدين.
  • قد يصبح الطفل ذو تعلق مرضي بالطرف الذي يعيش معه بشكل دائم.
  • قد يفوّت الطفل مراحل تقدم جديدة في الإدراك والوعي والتعلم أو حتى يتراجع من هذه النواحي على سبيل المثال قد يطلب الطفل ذو الثلاث سنوات اللهاية مع أنه قد تخلى عنها منذ حوالي السنة.

الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات

خلال هذه المرحلة العمرية يمتلك الأطفال قدرات أكبر على الاستيعاب ويطرحون الكثير من الاسئلة ويستكشفون العالم من حولهم. إلا أن إدراك الطفل لا يصل إلى استيعاب معنى الطلاق وغالبا ما يعتمد خلال هذه الفترة على حماية الوالدين وعطفهما أثناء استكشاف العالم. فإذا كان الوالدان ليسا على وفاق قد يشعر الطفل أن العالم مخيف و مليء بالعوائق ما ينتج عنه رد فعل سلبي عند الأطفال يتمثل بالبكاء والخوف والقلق وحاجة ملحة بريئة بعودة الوالدين إلى المودة والسلام.

الأسوأ من كل ما سبق أن الطفل قد يشعر أنه سبب المشاكل ويبدأ بلوم نفسه ما يولد عنده ردود أفعال غير إرادية تتمثل بما يلي:

  • اضطرابات النوم.
  • الكوابيس الليلية.
  • حدة في المزاج.

إذا كان الطفل قد وصل إلى هذه المرحلة فيفضل اتخاذ بعض الإجراءات لتحسين وضعه النفسي مثل:

  • مع أن الأمر يبدو زيادة الطين بلة إلا أن إتمام الطلاق قد يكون مفيدا في هذه الحالة لأن الطفل غالبا سيتوقف عن مشاهدة الجدال.
  • يفضل إبقاء العلاقة مع الزوج/ الزوجة السابقة حضارية حفاظا على نفسية الطفل.
  • الإسراع في فرض روتين مريح للطفل بعد الطلاق لكي يستعيد توازن حياته.
  • عدم التكلم عن الزوج/ الزوجة السابقة بشكل سيئ أمام الطفل أبدا.
  • عدم دفع الطفل لمعاداة أو مساندة أحد في هذا الصراع.

الأطفال من 6 إلى 12 سنة

الأكثر تأثراً بالنسبة للأطفال لخوض تجربة طلاق الأهل

يعتبر هذا السن هو الأصعب والأكثر تأثرا بالنسبة للأطفال لخوض تجربة طلاق الأهل. يعزو الخبراء تأثر الأطفال البالغ في هذا العمر بالطلاق بأنهم يتذكرون الأيام الجميلة التي كان الوالدان على وفاق فيها وهم كذلك قادرون على فهم المشاعر المعقدة التي تحيط بالخلافات العائلية مثل اللوم والأذى الشعوري.

يقوم الأطفال بلوم أنفسهم على طلاق الوالدين في هذه المرحلة أيضا ولذلك قد يقولون جملا أو يطرحون أسئلة مثل:

  • إذا كنتما بالفعل تحبانني لماذا لا تبقيان معا؟
  • ما الخطأ الذي ارتكبته؟
  • هل ستتطلقان لأنني غير مطيع؟
  • أعدكما أني سأصبح طفلا جيدا.
  • هل والدي/ والدتي لا تحبني ولذلك تريد الرحيل؟

تدور هذه الأسئلة حول الطفل شخصيا وليس حول الأهل وعلاقتهما إذ أنه يتساءل عن الدور السلبي الذي يلعبه وجوده في الطلاق. قد تؤدي هذه الأفكار والمشاعر إلى الاكتئاب عند الطفل ومن الممكن أن يتأثر خلال سنين حياته كلها ويصبح انعزاليا وغير قادر على التواصل مع الآخرين ومصابا بالقلق والتوتر أو قد يصبح عنيفا.

يكمن الحل بأن يحرص الوالدين على البقاء بشكل فعال في حياة الطفل وأن ينخرطا بكل نشاطاته وأن يحيطاه بالمحبة والاهتمام كما أن التحدث مع الطفل بشكل واضح وصريح يثبت له أن الطلاق ليس خطأه وأن الحياة لا تنتهي عند الطلاق قد يكون مفيدا. ويمكن اللجوء إلى جلسات عند المستشار أو الطبيب النفسي في حالة الاكتئاب أو العنف. بشكل عام يتجاوز الأطفال تأثيرات طلاق الوالدين مع التقدم في العمر مهما بلغت حدة الصراع بينهما.

المراهقون

عندما يصبح الأولاد في مرحلة المراهقة فهم أقدر على استيعاب المشاعر الكامنة خلف الطلاق أو قرار الانفصال. في الحقيقة إذا كانت الحياة المنزلية مضطربة وتعيسة ومليئة بالمشاكل والنزاعات فقد يعتقد المراهقون أن الطلاق حل إيجابي. من النادر أن تنتاب المراهقين مشاعر الذنب أو لوم النفس على طلاق الوالدين أو التفكير بأن البقاء معا أهم من الوفاق.

عادة ما تتمحور حياة المراهقين حول أنفسهم ولكن خارج المنزل، فيتوقون للخروج وخوص حياتهم الخاصة دون التشكيك بحب الوالدين لهم عند أخذ قرار الانفصال. وقد لا ينطبق هذا الأمر على كل المراهقين لكن اهتمام معظمهم أثناء الطلاق يكون منصبا على وضعهم الاجتماعي خارج المنزل مثل اضطرارهم إلى تغيير المدرسة وترك أصدقائهم إذا كان الطرف الذي سيعيشون معه يقطن في منطقة أخرى.

التعليقات