الفرق بين الهجرة واللجوء

لا تعتبر الهجرة مفهوما جديدا عند البشر، إذ أن الإنسان لطالما غير موطنه لأسباب طبيعية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية على مر العصور. في الحقيقة من الشائع جدا أن يقال "أهل المنطقة الفلانية أصلهم من منطقة

الفرق بين الهجرة واللجوء

(توضيحية - unsplash)

لا تعتبر الهجرة مفهوما جديدا عند البشر، إذ أن الإنسان لطالما غير موطنه لأسباب طبيعية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية على مر العصور. في الحقيقة من الشائع جدا أن يقال "أهل المنطقة الفلانية أصلهم من منطقة أخرى بعيدة جدا". وعادة ما ينخرط المهاجر في مجتمعه وبيئته الجديدة مهما حافظ على تقاليده وعاداته التي جلبها معه من بلده الأصلي.

على عكس الهجرة يعتبر اللجوء مفهوما جديدا لأن له ارتباط وثيق بالأنظمة السياسية والحقوق التي تقدمها الدول تحت شروط معينة خلال الأزمات التي تنشأ في بعض مناطق العالم من جراء الحروب والثورات على سبيل المثال أو عقب تغيير الأنظمة.

سنتعرف في هذا المقال على أهم الفروق بين مفهومي الهجرة واللجوء.

ما هي الهجرة؟

ما هي الهجرة؟ 

الهجرة باللغة الإنجليزية هي (immigration) كما يشار إليها أحيانا بـ(migration) وتعني أن فردا أو مجموعة من الأفراد قد غادروا موطنهم الأصلي بإرادتهم الشخصية من دون أي قسر أو أن يجبرهم أحد على هذا التغيير. أي أن المهاجر هو من اتخذ قرار الهجرة من تلقاء نفسه.

كانت الهجرة في الماضي تتمثل بحزم الأمتعة والتوجه نحو بقعة جغرافية أخرى أما اليوم فهناك شروط كثيرة وتعتبر تعجيزية في بعض الأحيان لتتمكن من الهجرة. من أهم هذه الشروط هو امتلاك رأس مال يخول المهاجر من فتح مشروع تجاري أو استثماري خاص به في البلد الذي يهاجر إليه أو القدرة المادية على شراء منزل تنطبق عليه شروط معينة مثل السعر الباهظ والمساحة أو المنطقة الجغرافية المحددة وهذا الأمر لا يتوفر دائما. لذلك يلجأ الناس إلى طرق أخرى للهجرة مثل تأمين عقد عمل أو مقعد دراسي في الجامعة.

أهم أسباب الهجرة

عادة ما يكون خلف الهجرة سبب منطقي يدفع الشخص لاتخاذ هذا القرار مثل:

  • الهجرة بهدف التعلم واكتساب خبرات أو شهادات في بلدان أخرى والبقاء في هذه البلدان بعد اتمام الدراسة.
  • الهجرة بقصد العمل الذي يعتبر واحدا من أكثر الأسباب شيوعا وبالنسبة للمهاجرين من المنطقة العربية فهو واحد من أهم طرق تجميع الأموال من قبل المهاجرين إلى مناطق مختلفة من العالم.
  • الهجرة بسبب نضوب الموارد الطبيعية مثل جفاف الأنهار أو احتراق وتقلص الغطاء النباتي في منطقة ما ولذلك نرى التجمعات السكانية حول الأنهار على سبيل المثال ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الهجرة هم البدو الرحل الذين كانوا يجوبون البلاد بشكل دائم.
  • الهجرة الاجتماعية ونقصد هنا القرار الذي تتخذه عائلة أو قبيلة ما من جراء حدث شخصي حصل مع أحد أفرادها وخصوصا في العصور السابقة حيث كان قبول المجتمع ورضاه مهما جدا ويمكن تصنيف هذا النوع من الهجرة بأن له بعدا معنويا.

أهمية الهجرة

  • في الحقيقة فالهجرة واحدة من أهم أسباب التمازج الثقافي والفكري بين الشعوب والبلدان وهي تخلق أنواعا جديدة من الفنون والآداب والمفاهيم التي تحتوي خلاصة البلد الأم والبلد الجديد للمهاجر.
  • تحرك الهجرة العجلة الاقتصادية في البلد الجديد والبلد الأم لأن المهاجر في معظم الأحيان يمتلك رأس مال يتم تشغيله في البلد الجديد أو خبرات وأفكار جديدة ما يدر عليه بالربح المادي الذي عادة ما يتم إرسال جزءا منه إلى البلد الأصلي.
  • تخلق الهجرة فرص عمل جديدة في كل من البلد الجديد والبلد الأم.

ما هو اللجوء؟

تعرف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اللاجئين بأنهم أشخاص غيروا موطنهم من دون إمكانية الرجوع إلى بلدانهم الأصلية نتيجة خوف أو قلق مبرر مثل أن تضطهدهم جهة ما أو أن يواجهوا عنفا من جراء صراعات لا يتمنون مواجهتها أو أي حالات وظروف مشابهة تهدد الأمن أو تخل بالنظام العام في تلك البلدان بشكل مؤثر على هؤلاء الأشخاص ما يبرر حاجتهم إلى حماية من جهات دولية أخرى.

في الحقيقة لا يجب الإشارة إلى اللاجئين كمهاجرين أو اعتبارهم فئة أو جزءا منهم لأن ذلك قد يؤثر سلبا على أمنهم وسلامتهم إذا كانوا مهددين من قبل الصراعات والعنف في بلدانهم الأصلية. ويطلق على اللاجئين بالإنجليزية مصطلح (Refugees) كما يشار إليهم بـ(Asylum Seeker) أي طالبي الملاذ أو اللجوء.

ومن أهم الأمثلة المعاصرة عن اللجوء هو قيام الآلاف من الأوكرانيين بمغادرة أوكرانيا والتوجه نحو عدة بلدان أوروبية بهدف الهروب من الحرب القائمة في بلادهم مع روسيا. يذكر أن البلدان الأوروبية فتحت أبوابها وحدودها للمواطنين الأوكرانيين نتيجة للتهديد المباشر على حياتهم من قبل آلة الحرب الروسية القائمة في بلدهم دون شروط تذكر. وفي الحقيقة فإن الأمثلة عن طلب اللجوء عديدة عبر التاريخ.

أهم أسباب اللجوء

  • قيام الثورات الشعبية واضطرار فئة من الشعب المؤيدين للنظام السابق أو المسؤولين للخروج من الوطن خوفا على حياتهم من الحكم الجديد.
  • قيام الثورات والحركات السياسية وفشلها في الحيازة على السلطة ما قد يشكل خطرا على حياة الأشخاص الذين شاركوا في هذه الحركات.
  • التهديد بالسجن أو حتى القتل من قبل السلطات لأصحاب الآراء السياسية المخالفة لمناهجها وتفكيرها.
  • الحروب الأهلية وتعرض الأقليات للإبادة أو القتل أو التعذيب.
  • التهديد المباشر أو غير المباشر لشخص أو مجموعة من الأشخاص أثناء الصراعات المحلية أو الدولية.
  • الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تهدد حياة الأشخاص مثل البراكين والفيضانات والزلازل.
  • يمكن في بعض الأحيان تقديم اللجوء للأفراد المهددين بظروف قاهرة مثل المجاعات أو الأوبئة والأمراض التي قد تودي بالحياة.

فروق إضافية بين الهجرة واللجوء

فروق إضافية بين الهجرة واللجوء 

إذن فالفارق الأساسي بين المهاجر واللاجئ هو الدافع الذي سبب الانتقال من مكان أو بلد إلى آخر، ولكن هناك بعض الفروق الأخرى التي لا بد من ذكرها هنا. إذ أنه عادة ما يتم الاعتناء باللاجئ بعد وصوله إلى البلد المضيف فيتم تسجيله في دورات للغة إذا تطلب الأمر ويتم تأمين منزل ومرتبٍ شهري كذلك. كما أنه من الوارد أن يحصل اللاجئ على جنسية البلد المضيف بعد فترة من الزمن حسب قوانين هذا البلد.

التعليقات