ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية

انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من النكات المصورة (memes) تدعي أن الإنسان يعرف أنه تقدم بالعمر عندما يواظب على إطفاء الأضواء في غرف المنزل التي لا يشغلها أحد. قد ترسم هذه النكات أو التصنيفات

ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية

(توضيحية - unsplash)

انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من النكات المصورة (memes) تدعي أن الإنسان يعرف أنه تقدم بالعمر عندما يواظب على إطفاء الأضواء في غرف المنزل التي لا يشغلها أحد. قد ترسم هذه النكات أو التصنيفات الابتسامة على وجه المتفرج للوهلة الأولى لكنها لا تعني أن الشخص الذي يطفئ الأنوار التي لا حاجة لها قد كبر بالعمر وإنما هو شخص مسؤول ومهتم بموارد الكرة الأرضية ورخاء البشرية.

في الحقيقة فإن الحرص على إطفاء الأضواء الكهربائية التي لا حاجة لها ليست الطريقة الوحيدة أو الأنجح لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية بالشكل الأمثل مع أنها طريقة مهمة. سنتعرف في هذه المقالة عن أهم النصائح التي يقدمها الخبراء للتقليل من كميات الطاقة الكهربائية التي يتم استهلاكها بشكل يومي من قبل الفرد ثم من قبل المجتمع والبشرية.

تغيير إعدادات الانتظار في الأجهزة الكهربائية

قد يبدو المكيف والتلفاز الموضوع على وضع الانتظار أمرا مسالما لكن الفكرة تكمن بالأعداد الهائلة من الأدوات الكهربائية والالكترونية التي قد تبقى طوال اليوم في وضعية الانتظار. معظم الأجهزة التي توضع على وضعية الانتظار يمكن فصلها من التيار الكهربائي دون العبث ببرمجياتها أو يمكن إطفاؤها بشكل كلي مثل أجهزة الكمبيوتر.

اختيار الأبواب والنوافذ بعناية

اختيار الأبواب والنوافذ بعناية 

تعتبر هذه المشكلة من المشاكل الشائعة في المنازل القديمة على وجه الخصوص مع أنها قد تكون موجودة في بعض المنازل الجديدة المشغولة من دون اتقان. يتم فقدان جزء من التبريد أو التدفئة داخل المنزل بسبب الهواء المتسرب من الفجوات والفتحات والشقوق بين أجزاء الباب المتحركة أو النوافذ وحتى عبر مدخنة المدفأة أيضا.

يمكن تفادي هذه المشكلة عبر اختيار مزود خدمات محترف ليقوم بسد هذه الفتحات والشقوق في النوافذ والأبواب والجدران والأرضيات وغيرها من المنافذ غير المرغوبة بطريقة فعالة وذات جمالية مثل تدعيم النوافذ بألواح مخصصة لهذه الغاية أو تطبيق طبقة من المعجونة على حواف الأرضيات.

الطريقة الفعالة للغسيل

يمكن توفير الكثير من الطاقة وتوفير الأموال عبر استخدام غسالة الملابس بشكل سليم وذلك عبر إعدادات حرارة أقل لأن معظم الملابس الملونة يكفي غسلها على درجة حرارة 30 كما أن ذلك سيحافظ على الأقمشة والألوان. بالإضافة إلى ذلك يمكن تفادي إعداد "النصف غسلة" عندما تكون كمية الملابس قليلة لأنها تستهلك نفس مقدار الماء والكهرباء كوجبات الغسيل العادية.

تفادي استخدام نشافة الملابس

يفضل تفادي استخدام نشافة الملابس لأنها تستهلك مقدارا كبيرا من الكهرباء وإنما يمكن الاعتماد على الغسالة الأوتوماتيكية في إزالة الجزء الأكبر من المياه من الملابس عبر عصرها ثم نشرها على منشر غسيل في المكان المناسب. قد يكون خبراء الطاقة من أكبر المناصرين لهذه النصيحة لأن نشر الغسيل يتم في الغالب تحت أشعة الشمس التي تكسب الملابس طاقة إيجابية وتعقمها أفضل من أي سائل معقم صناعي.

الاستحمام السريع

الاستحمام السريع

يعني الاستحمام السريع أن كمية المياه المهدورة ستتقلص كثيرا وخصوصا إذا تم استخدام ماء أقل حرارة. بالإضافة إلى ذلك فعادة ما يترافق الاستحمام الطويل بملء حوض الحمام بكمية هائلة من الماء الساخن والاستمتاع بفقاعات الصابون أو كرات الأملاح الفوارة أما الاستحمام القصير فيمكن أن يتم بمياه متوسطة الحرارة من دون الحاجة إلى مياه ساخنة لأن مياه الحوض ستبرد مع الوقت في الغالب.

إذن فهذه النصيحة لها فوائد مزدوجة تتمثل بتقليص هدر المياه وتقليص الطاقة المستخدمة، إلا أن هناك فائدة أخرى عظيمة قد لا ينتبه إليها إلا أطباء الجلد الذين يوصون بعدم إمضاء وقت طويل في الحمام أو استخدام مياه ساخنة جدا لأن ذلك يجرد البشرة والشعر من الزيوت الطبيعية التي يفرزها الجسم ويعرضهما للجفاف مما له نتائج كارثية على ذوي البشرة الحساسة والأشخاص الذين يعانون من الأكزيما والاحمرار وغيرها من المشاكل.

الاقتصاد في المطبخ

بالطبع لن نقترح عليك أن تفصل البراد أو الفريزر من الكهرباء لتوفير الطاقة ولكن هناك بعض الملاحظات التي يمكن وضعها في الحسبان.

استخدام إبريق المياه الكهربائي بشكل واع

كم مرة قمت بملء ابريق الماء الكهربائي دون استخدامه كاملا؟ كلنا مذنبون بهذا الأمر مرارا وتكرارا. إلا أن ذلك يهدر المياه والكهرباء على حد سواء ويكمن الحل بقياس كمية المياه الساخنة التي نحتاجها. على سبيل المثال إذا كنت ستصنع الشاي لنفسك فلن تحتاج لأكثر من كوب من المياه الساخنة فما الحاجة لملء الإبريق كله إلا إذا كنت تنوي أن تعزم الجيران والأقارب والأصدقاء لمشاركتك بالشاي!

عدم هدر مياه الصنبور عبر تركيب حساس

هذه أيضا واحدة من النصائح التي توفر الماء والكهرباء فنحن جميعا مذنبون بفتح الصنبور مدة أطول بكثير من وقت استخدامنا له. يعني ذلك أن هناك كمية كبيرة من المياه المهدورة دون أن تستخدم بشكل فعلي وخصوصا إذا كانت هذه المياه ساخنة فعندها هناك هدر إضافي للطاقة. يكمن الحل باستخدام حساس لصنبور الحوض فبمجرد وضع اليد أو الطبق تحت الصنبور ينساب الماء وما أن يتم رفع اليد من تحته حتى يتوقف تدفق المياه.

قد يبدو هذا الخيار مكلفا ولكن الأمر عكس ذلك إذا جرى احتساب تكاليف المياه والكهرباء المهدورة على المدى الطويل كما أن استخدام هذا الحساس سيجعل تجربة الدخول إلى المطبخ أخف وطأة على سيدة المنزل.

ملء غسالة الصحون للحد الأقصى

ملء غسالة الصحون للحد الأقصى

إن عدم القيام بتشغيل غسالة الصحون (الجلاية) قبل امتلائها يعتبر أمرا مهما في توفير الطاقة الكهربائية المستهلكة وخصوصا أن ذلك يعني أن الجلاية سيتم تدويرها عددا أقل من المرات وسيتم تسخين المياه اللازمة لتنظيف الأطباق عددا أقل من المرات. يقول الأشخاص الذين يحدون استخدامهم لغسالة الصحون إلى مرة أو مرتين في الأسبوع أن الفرق واضح على فاتورة الكهرباء.

العزل الجيد للمنزل

يعتبر عزل المنزل والسطح من أهم عوامل التعرض للعوامل المناخية المختلفة والحاجة لعكسها بالوسائل الكهربائية مثل التدفئة أو التبريد. يمكن اعتماد طبقة بسماكة 25 سم لعزل متوسط الجودة إلا أن التجربة البريطانية في العزل قد أثبتت أن العازل ذو السماكة التي تبلغ 80 سم هو الأفضل من حيث النتائج. بالإضافة إلى العزل فإن البريطانيين يستخدمون النوافذ المزدوجة منذ قرون مضت للحد من تأثر الوسط الخارجي على داخل المنزل.

التعليقات