متى يجلس الطفل الرضيع في المشاية؟

إن تطور الطفل ونموه يعد من أعظم الأمور التي يترقبها الوالدين بفارغ الصبر، حيث يتعقبونه في كل مراحل نموه، و يقدمون له الرعاية والاهتمام حتى ينمو ويتطور بشكل سليم. ولعلّ من أعظم الأحداث التي تشغل بال الوالدين

متى يجلس الطفل الرضيع في المشاية؟

(توضيحية - unsplash)

إن تطور الطفل ونموه يعد من أعظم الأمور التي يترقبها الوالدين بفارغ الصبر، حيث يتعقبونه في كل مراحل نموه، و يقدمون له الرعاية والاهتمام حتى ينمو ويتطور بشكل سليم. ولعلّ من أعظم الأحداث التي تشغل بال الوالدين هي خطوات الطفل الأولى وبداية المشي لديه، الأمر الذي يحتاج إلى المتابعة منذ بداية قدرته على أن يخطو وتوفير الوسائل المساعدة لذلك، ومن أهمها مشاية الأطفال.

لكن هذا الأمر قد تضاربت الآراء حوله بين مؤيد ومعارض، فمن ناحية هناك الكثير يرون أن استخدام مشاية الأطفال من الأمور الهامة لدعم نمو الطفل. بينما من ناحية أخرى، تظهر أراء متناقضة تدعو إلى الامتناع عن استخدام مشايات الأطفال لما لها من آثار سلبية على صحة الطفل ونمو مهاراته الحركية الضرورية لتعلّمه المشي. ونظرًا لهذا التناقض سنعرض في الفقرات التالية أهم المعلومات حول مشاية الأطفال، ومتى يجلس الطفل الرضيع في المشاية، فضلًا عن إيجابيات وسلبيات استخدام المشاية.

العمر المناسب لبداية استخدام المشاية

العمر المناسب لبداية استخدام المشاية

بصفة عامة ليس هناك عمر ثابت ومحدد لبداية استخدام المشاية للطفل الرضيع، حيث يتوقف ذلك على العديد من العوامل أهمها: حجم الطفل، قوته وقدرته على رفع رأسه وتثبيتها، ,نموه ووصول قدميه إلى الأرض. ولكن بشكل عام يتم استخدامها منذ الشهر الرابع بالنسبة للفتيان، في حين تتأخر الفتيات إلى عمر الـ6 أشهر وذلك يعود لطبيعة جسم الفتاة. وتستمر فترة استخدامها حتى يصبح قادرًا على المشي بمفرده، أو تقريبًا حتى عمر 16 شهرا.

إيجابيات استخدام مشايات الأطفال

هناك العديد من الإيجابيات والمزايا لاستخدام المشايات للأطفال والتي تجعل الآباء يختارونها، سنذكر أهمها:

  • تشجيع الطفل على المشي: إن استخدام المشايات يساعد الطفل على اتخاذ خطواته الأولى، وتسهم في تعليمه الوقوف وكيف يستثمره في المشي، فضلًا عن تنمية الثقة وعدم الخوف.
  • النمو العقلي: في الغالب يتم تجهيز المشايات للأطفال بالعديد من الألعاب والأصوات التي تجذبه وتجعله منشغلًا، ما يعزز لديه النمو العقلي والبصري.
  • التفاعل الاجتماعي: تسهل المشايات على الأطفال التنقل والاقتراب من الأشخاص، ما يساعد على تعزيز تفاعله الاجتماعي والتعرف على تفضيلاته الاجتماعية.
  • تلبية حب الاستكشاف: الأطفال بطبيعتهم يحبون الاستكشاف والتجربة، ووجود المشاية يدعم هذا الفضول لديهم، حيث يتمكنون من التنقل بحرية واستكشاف محيطهم.

سلبيات استخدام مشايات الأطفال

على الرغم من الإيجابيات التي ذكرناها لاستخدام مشايات الأطفال، إلّا أن هناك الكثير من النقاط السلبية والأضرار التي تؤخذ بالحسبان عند استخدامها، سنذكر منها:

  • يرى بعض الاختصاصيين والأطباء أن استخدام المشايات للأطفال قد ينتج عنه التأخر في المشي بشكل مستقل مقارنة بغيره من الأطفال ممن لم يستخدموا المشايات.
  • في حين يرى البعض الآخر أن المشايات قد تؤخر النمو العضلي للطفل، حيث أنه عندما يتعلم المشي من دون استخدام المشاية يضطر إلى الاعتماد على قدميه للوقوف والاستناد ومن ثم المشي ما يمنح عضلاته القوة.
  • قد يتعرض الطفل للإصابة، حيث باستخدام المشاية أصبح بمقدوره الوصول إلى كل ما هو حوله، ما قد يسبب له الإصابة الجسدية في بعض الحالات.
  • من المحتمل أن يتعرض الطفل لأذية جسدية من المشاية ذاتها، وذلك عند اصطدام قدمه وأصابعه بأطرافها.
  • استخدام المشاية يقلل من الوقت الذي يقضيه الطفل على الأرض، والذي يسهم بشكل كبير في اكتشاف محيطه والمعالم التي تمكنه من الاستناد ومحاولة الوقوف بشكل مستقل.
  • يستخدم الأطفال أصابع أقدامهم عندما يكونون في المشاية، هذا بدوره يسبب شد عضلات الساق ويتداخل مع تطور المشي الطبيعي. قد تستمر هذه العادة معه حتى بعد تعلمهم المشي، ما يؤثر على طريقتهم الخاصة في المشي.
  • استخدام مشاية الأطفال تؤثر على نمو المهارات الحركية الضرورية للمشي كالزحف والتوازن، ما يؤثر بدوره على المشي بمفرده.

احتياطات استخدام مشاية الأطفال

بغض النظر عن السلبيات والأضرار التي سبق وذُكرت، ففي حال قررت استخدام مشاية الأطفال رغبةً في مزاياها المتعددة، هناك مجموعة من الاحتياطات التي يمكنك اتخاذها لتحمي طفلك قدر الإمكان عند استخدام المشاية، وهي:

  • مراقبة وتتبع الطفل باستمرار وعدم إغفاله تلافيًا لأي خطر محتمل أن يصيبه.
  • استخدام مشاية الطفل على سطح مستو.
  • يجب أن يكون المكان الذي يمشي فيه الطفل بعيد عن سلالم أو أي شيء قد يسبب الأذى للطفل.
  • إبعاد أي أدوات حادة مؤذية للطفل، أو قابلة للكسر وذلك حرصًا على سلامته.

أهم الأسئلة الشائعة حول استخدام مشاية الأطفال

كما رأينا، فإن مشايات الأطفال لها مزاياها وعيوبها الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حولها وعن استخدامها ومدى أمانها، وسنعرض فيما يلي أبرز التساؤلات التي جرى طرحها حول مشايات الأطفال:

هل تساعد مشاية الطفل على التوازن؟

في الحقيقة ليتعلم الطفل المشي بمفرده، ينبغي أن يمر بعدة مراحل وعمليات طبيعية، كالتدحرج، الزحف، وأن يقف بمفرده، والتوزان. كل هذه العمليات يتعلمها الطفل من خلال التكرار والمحاولة والخطأ. لكن يرى العديد من اختصاصيي النمو للأطفال أن جلوس الطفل في المشاية لا يسمح للطفل بالمرور في جميع هذه المراحل، حيث مهما كانت الحركة التي يقوم بها فلن يقع وهو في مشاية الأطفال. وهذا سيترتب عليه إعادة تعليمه التوزان من جديد عندما يحين الوقت ليمشي بمفرده.

هل استخدام مشاية الأطفال آمن؟

كما سبق وذكرنا هناك الكثير من الآراء المعارضة لاستخدام مشاية الأطفال، ولعل من أسباب هذه المعارضة اعتبار استخدام المشايات غير آمن للطفل. حيث يصبح الطفل أكثر عرضة للحوادث والإصابة أثناء تنقله وتحركه باستخدام المشاية. ومن جهة ثانية، دعت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) إلى التوقف عن استخدام المشاية ذات العجلات للأطفال، وذلك حرصًا على نمو الطفل بشكل سليم.

هل لمشاية الأطفال دور في نمو الطفل؟

سبق وذكرنا في مزايا مشايات الأطفال أنها تسهم في النمو العقلي والتفاعل الاجتماعي للطفل، ولكن من ناحية أخرى، يرى البعض أن من عيوبها أنها تسبب تأخرا في نمو عضلات جسم الطفل. لأنه يتعمد عليها في الوقوف والاستناد. كما يرون أن الطفل عندما تصبح قدميه قادرتان على المشي فإنه سيبدأ بالمحاولة في حال استخدمنا المشاية أم لا.

ما هي بدائل مشايات الأطفال؟

ما هي بدائل مشايات الأطفال؟

في الواقع هناك مساحات آمنة للعب طفلك، حيث من أكثرها أمانًا ساحات اللعب أو مراكز اللعب أو مراكز الأنشطة الثابتة. والتي يمكن اعتبارها بديلة لاستخدام مشاية الأطفال. تشبه مراكز النشاط الثابتة المشاية من دون عجلات ويمكن استخدامها لعدة ساعات يوميًا.

والجدير بالذكر أن مراكز النشاط هذه متاحة للعب الطفل الرضيع منذ بلوغه شهره الثامن. ولكن يمكنك استخدام مراكز لعب الأطفال من أي عمر للطفل حيث توفر مساحة آمنة لحركة الطفل سواء كان يقف أو يستلقي أو يجلس أو يحاول أن يمشي.

مهما كانت المزايا والإيجابيات التي تتمتع بها مشايات الأطفال، فلا يجب أن يتجاهل الوالدين العيوب والمخاطر المحتملة من وراء استخدامها. وبالتالي يترتب عليهم مسؤولية التحقق من مدى المخاطر المحتملة لجلوس الطفل الرضيع في المشاية وألّا يؤثر استخدامها على نموه بشكل عام، فسلامة الطفل هي الأساس في كل شيء.

التعليقات