كيف نجحت القوات المكسيكية في اعتقال بارون المخدرات المدان منذ 37 عاما؟

شرعت السلطات المكسيكة، بإجراءات تسليم بارون المخدرات المكسيسي، رافائيل كارو كينتيرو، الذي يعتبر أحد أباطرة المخدرات والمدان بقتل عميل أميركي في إدارة مكافحة المخدرات قبل 37 عامًا، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما كشفت تقرير أورته وكالة "أسوشييتد برس".

وألقت البحرية المكسيكية، يوم الجمعة الماضي، القبض على كينتيرو، في نصر تم تحقيقه بتكلفة باهظة لعناصر إنفاذ القانون، بعدما تحطمت طائرة هليكوبتر كانت تشارك في المهمة، مما أسفر عن مقتل 14 من العسكريين.

ونجح مشاة البحرية في إخراج كارو كينتيرو من مخبأه باستخدام كلب صيد في منطقة نائية من ولاية سينالوا في شمال غرب البلاد، وهي أحد معاقل تهريب المخدرات في المكسيك، قبل سقوط هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" كانت على وشك الهبوط جنوبا.

وبزغ نجم كارو كينتيرو باعتباره أحد مؤسسي عصابة وادي الحجارة، والتي كانت واحدة من أقوى عصابات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية في ثمانينيات القرن الماضي، وهو من بين الأهداف الأكثر قيمة للمسؤولين الأميركيين، إذ عرضت واشنطن مكافأة قدرها 20 مليون دولار للمساعدة في اعتقاله.

وكان كارو كينتيرو أحد مؤسسي كارتيل غوادالاخارا وكارتل تيخوانا وكارتل سينالوا وكارتل خواريز في أواخر سبعينات القرن العشرين؛ ووفقًا لإدارة مكافحة المخدرات، كان كارو كينتيرو أحد الموردين الرئيسيين للهيروين والكوكايين والماريغوانا إلى الولايات المتحدة في السبعينيات والثمانينيات.

وأشادت الحكومة الأميركية باعتقال كارو كينتيرو، وقالت إنها ستطالب بتسليمه على الفور.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إن "لدى كارو كينتيرو، موقعا مؤثرا في كارتل سينالوا ومنظمة كارو كوينتيرو لتهريب المخدرات”. واعتقل للمرة الأولى في 1985 وحوكم وحكم عليه بالسجن أربعين عاما في المكسيك.

وأطلق قاض سراحه في 2013 بسبب مسألة تتعلق بالشكل القانوني للمحاكمة. وبعد فترة وجيزة، طلب القضاء المكسيكي مرة أخرى توقيفه. كما طلبت الولايات المتحدة اعتقاله وتسليمه بتهمة خطف وقتل إنريكي “كيكي” كامارينا، وكذلك بتهمة تهريب المخدرات.

من جانبه، قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، على "تويتر"، إن البحرية ستحقق في سبب تحطم الهليكوبتر، مشيرا إلى أنها كانت تقل أفرادا من الجيش يدعمون الفريق الذي ألقى القبض على زعيم المخدرات.

وأمضى كارو كينتيرو 28 عاما في السجن بعد إدانته بالتعذيب الوحشي للعميل السابق في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية إنريكي "كيكي" كامارينا وقتله. وكان مقتل كامارينا من أكثر عمليات القتل شهرة في حروب المخدرات الدموية في المكسيك.

وفي هذا السياق، أكد مسؤول فيدرالي مكسيكي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، أمس، الأحد، في تصريحات لوكالة "أسوشييتد برس" أن المكسيك شرعت بالفعل يوم السبت الماضي، وأخطرته بذلك.

وفيما تعتقله السلطات المكسيكية في سجن شديد الحراسة على بعد 80 كيلومترا غربي العاصمة، أعلن المدعي العام الأميركي، ميريك غارلاند، أن بلاده شرعت فور اعتقاله بالحصول على تفاهمات مع المكسيك تتيح تسليم بارون المخدرات "فوريا" للولايات المتحدة.

وأشارت التقارير إلى أنه وفقا للإجراءات القانونية المتبعة، أمام الولايات المتحدة 60 يومًا لتقديم طلب تسليم رسمي وتقديم أدلة تدع طلبها هذا للسلطات القضائية في المكسيك، ليعود القرار في نهاية المطاف للقاضي الذي يتعامل مع القضية، الذي سيتعين عليه البت بمسألة "المضي قدمًا أم لا في أجراءات التسليم".