من الطبيعي أن تنتاب أي شخص مشاعر التوتر والقلق بين الحين والآخر وخصوصا عند وجود دواعي لهذا القلق مثل إلقاء خطاب للعامة أو التواجد بين أشخاص لا تحبذ الوجود بينهم أو قبل الامتحانات المهمة والصعبة. من الممكن أن يؤدي الضغط على الشخص أو الوجود في دائرة الاهتمام إلى القلق.
لمحاربة هذه المشاعر والتغلب عليها يجب على الشخص أن يعرف الأمور التي تسبب توتره في البداية ومن المفيد أيضا في هذا المجال معرفة الإشارات التي تظهر على جسده كدلالات على توتره حتى لو لم يبح به.
وهذه الدلالات هي حركات وإشارات وسلوكيات تظهر على الشخص دون إدراكه أو قصده. يمكن إرجاع هذه الحركات والإشارات اللا إرادية إلى هرمون الأدرينالين الذي تقوم أجسادنا بإفرازه بشكل تلقائي عند الشعور بالتوتر. عندما يرتفع هرمون الأدرينالين في الجسم يحاول تلقائيا أن يجد مخرجا أو منفذا للتخلص منه وللطاقة الزائدة التي يولدها هذا الهرمون.
إشارات التوتر في لغة الجسد
كما ذكرنا سابقا فإن إشارات التوتر في لغة الجسد عديدة وتساعد معرفتها الشخص على التحكم بها والسيطرة عليها. وفيما يلي لائحة بأهم هذه الإشارات التي قد يكون بعضها معروفا للجميع.
المشي بسرعة
من الشائع أن ينتظر الزوج في المسلسلات والأفلام خارج غرفة الولادة ويمشي بسرعة جيئة وذهابا كدليل على توتره وقلقه على زوجته والمولود. ليس تكرار هذا المشهد مجرد صدفة درامية لأن المشي السريع في مكان ضيق دليل على توتر الشخص. إذا كنت من الأشخاص الذين يجدون أنفسهم يمشون في غرفة يقدمون فيها عرضا على شاشة أو اقتراحا عمليا فيمكنك اعتبار أن المشي واحدا من إشارات التوتر لديك في لغة الجسد.
حركات اليدين الصغيرة
تعرف هذه الحركات باللغة الإنجليزية باسم (fidgeting) ويقصد بها الحركات التي نقوم بها بأيدينا بلا وعي، كما يمكن أن تظهر هذه الحركات أيضا في القدمين. هل تتذكر السبينر (Spinner)؟ في الحقيقة اسم هذه الأداة البسيطة الكامل هو (Fidget Spinner) وكانت واحدة من سلسلة طويلة من الأدوات التي جرى إطلاقها في الأسواق الأميركية والأوروبية لتنفيس الضغط وتقليل التوتر عن الناس.
تضمنت هذه السلسلة العديد من الأغراض مثل مفاتيح مشابهة لمفاتيح الأضوار العادية، وقطعا من السليكون الملون التي يمكن كبسها، وكرات تنفيس الغضب (stress balls) التي يمكن الضغط عليها مرارا وتكرارا. إذا كنت لا زلت غير مصدق لفعالية هذه الأدوات فليس عليك إلا تذكر بعض رفاق المدرسة الذين كانوا يحملون أقلاما يمكن كبسها من الأعلى (كباسة) وكيف كانوا يكبسونها من دون توقف أثناء الامتحانات.
هزّ الأرجل
هز القدم أو الرجل كاملة إحدى الحركات التي يمكن تصنيفها كواحدة من أكثر الحركات شيوعا بين البشر إلا أنها في السياق العام لا ترتبط دائما بالتوتر وإنما تعزى إلى العادة. في الحقيقة فإن هز الرجل إشارة أخرى للتوتر في لغة الجسد وهي واحدة من الحركات التي تفرغ طاقة الجسم الزائدة الناتجة عن زيادة الأدرينالين نتيجة للتوتر.
الانحناء للأمام
الانحناء للأمام ليس فقط دلالة على التوتر وإنما يمكن وصفه أيضا بأنه دلالة على نقص الثقة بالنفس. عادة ما يتمتع الأشخاص المرتاحون في الوسط المحيط بهم أو الذين يتمتعون بثقة كبيرة في النفس بوضعية مرتاحة وهادئة ويمكن أن يسترخوا في جلساتهم أو وقفاتهم. يمكن في بعض الحالات الشديدة أن يقوم الشخص بالانحناء إلى الأمام ثم إلى اليمين أو اليسار.
فرقعة الأصابع
لطالما كان شائعا أن فرقعة الأصابع مضرة المفاصل الصغيرة فيها وبالرغم من دحض العلم لهذه المقولة تماما فننصحك بالابتعاد عن هذه الحركة في المواقف الصعبة لأنها يمكن أن تكشف مدى توترك للآخرين.
التكتف أو ضم اليدين
عادة ما يعتبر الذراعان المضمومان إلى الصدر بالوضعية التي تعرف بالتكتف إشارة على العدوانية أو عدم الود، إلا أنها قد تكون مجرد وضعية دفاعية للشخص ناتجة عن توتره. بالإضافة إلى ذلك فيمكن أن يتم اللجوء إلى هذه الوضعية لتلافي الحركات اللا إرادية لليدين التي يدركها الشخص، إلا أن هذه الوضعية تعتبر أيضا من إشارات التوتر في لغة الجسد.
عض الأظافر
تعتبر عادة قضم أو عض الأظافر واحدة من العادات التي تشتت الانتباه لدى المحيطين وتعتبر غير احترافية أبدا كما أن البعض يعتبرونها مقرفة. يمكن أن تتحول هذه الحركة إلى عادة بسرعة ولذلك يفضل الانتباه إليها وتلافيها منذ البداية.
تلافي النظرات المباشرة
يعتبر الكثيرون أن العيون مرآة الروح لذلك قد يكون من الصعب المحافظة على النظر مثبتا بين عيني شخصين وخصوصا عند التوتر. يستخدم رجال الشرطة هذه الآلية لمعرفة إذا ما كان الشخص يقول الحقيقة أم لا، كما أن الكثيرين في الحالة العادية لا يتمكنون من التواصل المباشر بين العيون عندما يكونون متوترين. قد يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى النظر إلى الأرض أو الأسفل لتلافي النظرات المباشرة ما يمكن تفسيره بالخجل أو ضعف الشخصية وحتى الخزي في بعض الحالات.
احمرار الوجه
يعتبر التورد و الاحمرار وخصوصا في الوجه واحدا من أكثر العلامات شيوعا على التوتر في لغة الجسد كما أن التحكم به أمر شبه مستحيل بالمقارنة مع غيره من الإشارات. يمكن أن يعزى تورد الوجه بسبب التوتر إلى الأدرينالين أيضا الذي يرسل بكمية كبيرة من الدم إلى الرأس بهدف تروية الدماغ فيصل الدم كذلك بكمية كبيرة إلى الوجنتين والأذنين أيضا.
التعرق الزائد
يمكن اعتبار بعض العرق على اليدين والقدمين وتحت الإبطين أمرا طبيعيا في المواقف الحرجة والتي تدعو للتوتر. لكن الأمر أحيانا يتجاوز الحالة الطبيعية هذه إلى ما يدعى فرط التعرق ويصبح حالة لا يمكن إخفاؤها أو التحكم بها قد تسبب الحرج والاستياء للشخص والمحيطين به.
من الصحيح أن التعرق قد يكون دلالة على الطقس الحار ببساطة أو على الاستحاثة الجنسية أو غيرها من الحالات إلا أنه من دون شك واحدا من أهم إشارات التوتر والقلق في لغة الجسد. يمكن مكافحة التعرق الناتج عن التوتر عبر استخدام مانعات العرق القوية التي تحتوي على مركبات الألمنيوم الفعالة وارتداء الملابس ذات القماشات والألوان التي لا يظهر عليها العرق.
التعليقات