من أسس الدولة العثمانية؟

يعود أصل العثمانيين إلى شعوب الأتراك وهم من الناحية العرقية ينتمون إلى ما يعرف بالعرق الأصفر مثل الصينيين والمغول وغيرهم الكثير من الشعوب الآسيوية. قطنت عشائر وقبائل الأتراك في قديم الزمان آسيا الوسطى وتحديداً في البادية بين بحر قزوين وجبال

من أسس الدولة العثمانية؟

(توضيحية - unsplash)

من هم العثمانيون؟

يعود أصل العثمانيين إلى شعوب الأتراك وهم من الناحية العرقية ينتمون إلى ما يعرف بالعرق الأصفر مثل الصينيين والمغول وغيرهم الكثير من الشعوب الآسيوية. قطنت عشائر وقبائل الأتراك في قديم الزمان آسيا الوسطى وتحديدا في البادية بين بحر قزوين وجبال التاي وكان بينها قبيلة قايي التي تعتبر أصل زعامة الدولة العثمانية في بعد. نزحت قبيلة قايي تحت زعامة غندور ألب إلى مراعي شمال غرب أرمينيا واستقرت فيها لفترة من الزمن ثم انتقلت في العام 1229 إلى وادي دجلة. خلف غندور ألب ولده سليمان شاه وسلالته من بعده ومعها أخذ شأن هذه القبيلة يرتفع.

حقبة ما قبل تأسيس الدولة العثمانية

أرطغل

أرطغل

كان أرطغل حفيد غندور ألب وقد التحق في صفوف السلطان علاء الدين في مدينة قونية خلال حكم السلاجقة. أبلى أرطغل ورجاله بلاءً حسنا في حروب السلاجقة ضد الخوارزميين ما دفع السلطان إلى تولية عشيرة أرطغل على منطقة بالقرب من أنقرة. وزادت مكافآت السلطان السلجوقي لأرطغل بعد ذلك فخصص له أيضا منطقة على حدود الدولة مع البيزنطيين في الأناضول وكان يقطن هذه المنطقة سابقا قبائل تركمانية أخرى.

لم ينقص إخلاص أرطغل ورجال عشيرته للسلطان السلجوقي وأثبتوا ولاءهم له في أكثر من مناسبة فأطلق على أرطغل لقب "حامي الحدود". إلا أن أرطغل لم يحافظ ويحمي الحدود فقط بل أخذ يغير على الأراضي الواقعة تحت سلطة البيزنطيين وضم "أسكي شهر" التي كانت تحت سيطرتهم إلى الممتلكات التابعة له.

ثابر أرطغل في مسيرته هذه على مدى سنين سلطته التي دامت 50 عاما وبعد أن وافته المنية بعمر 90 عاما تولى ولده من بعده قيادة القبيلة.

عثمان الأول

تابع عثمان مسيرة والده أرطغل من حيث الولاء للسلاجقة مع أن مملكتهم كانت تعاني من المشاكل السياسية والتخبط الإداري، إلا أنه تميز بحنكته السياسية حيث سعى إلى عقد اتفاقيات وتحالفات مع جيرانه من الإمارات التركمانية وركز في طموحاته العسكرية على الأراضي التابعة لدولة بيزنطة. وقد ساهمت الظروف السياسية والعسكرية في أوروبا في تمكينه من هذه الغاية بسبب انتشار الحروب بين دولة بيزنطة وجيرانها الآخرين.

شهدت إمارة عثمان أيضا تغيرات وتطورات إدارية ضخمة ما دفع السلطان السلجوقي لإعطائه لقب "عثمان غازي حامي الحدود صاحب الجاه العالي" وأصبح الناس يلقبونه بعثمان باشا. تابع عثمان فتوحاته وتوغله في الأراضي البيزنطية وفتح "قره جه حصار" ثم أمر بأن تقام خطب المساجد باسمه وتوسعت سلطته إلى البحر الأسود وكذلك إلى بحر مرمرة. استمر ولاء عثمان الأول للسلاجقة حتى تغلب عليهم المغول فسارع بإعلان استقلاله عنهم وتأسيس دولته المنفصلة.

حقبة ما بعد تأسيس الدولة العثمانية

إذن فعثمان هو المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية وهو أول عاهل لها واستمر حكمه لها من العام 1299 إلى أن توفي عام 1326 وكان عمره يناهز 70 عاما. وضع عثمان كل الأسس الضرورية لقيام دولة عظيمة قبل أن يموت وكان يلقب بعثمان العظيم من قبل الناس.

أورخان

استمر التدبير الجيد للأمور الإدارية في عهد أورخان بن عثمان بعد أن تولى حكم مملكة أبيه وعين مدينة بورصة كعاصمة له ونظم صفوف الجيش وأنشأ فرقة خاصة تتألف من شبان مسيحيين وخصّهم بميزات كثيرة ما جعله يستحوذ حبهم وولاءهم وكانت تدعى هذه الفرقة "الجيش الإنكشاري".

نشبت بين أورخان ودولة بيزنطة مواجهات عنيفة خصوصا أنه تمكن من الاستيلاء على إزميد ونيقية ثم حاول الاستيلاء على عاصمة بيزنطة القسطنطينية ذات نفسها. أدرك الامبراطور البيزنطي الخطر المحدق به وبدولته فعمد إلى تغيير سياسته وزوج ابنته لأورخان بهدف دفعه عن بلاده إلا أن هذا الزواج لم يكن له النتائج التي توقعها لأن خطر أورخان لم يزل عن بلاد الروم ووصل تأثيره إلى البلقان حيث نشر الإسلام. توفي أورخان عام 1360 وخلفه من بعده ولده مراد الله في الحكم.

مراد الأول

حكم مراد الأول

بدأ حكم مراد الأول بالدسائس الخارجية حيث حاول أمير قرمان "الأمير علاء الدين" أن ينتهز الفترة الانتقالية للحكم عبر تحريض أمراء الولايات المجاورة والاستيلاء على حكم العثمانيين إلا أن محاولاته باءت بالفشل وسرعان ما رد له مراد الصاع صاعين فاستولى على مقر حكمه مدينة أنقرة.

قام مراد بتوسيع رقعة أراضي ولايته عبر عقد التحالفات والاتفاقيات أحيانا وأحيانا بالتهديد والقوة. ثم التفت إلى ما يعرف اليوم بالبلقان وفتح مدينة "أدرنة" في العام 1362 وجعلها عاصمته إلى أن تم فتح القسطنطينية. استمر الصراع ما بين العثمانيين ودولة بيزنطة طوال هذه الفترة وخصوصا أن مراد تمكن من فتح عدة مدن تحيط بهذه الدولة.

حصلت معركة تاريخية بين الجيش العثماني والجيش الصربي الذي كانت تسانده عدة دول في ما يعرف اليوم بإقليم كوسوفو وبالرغم من انتصار العثمانيين المؤكد في هذه المعركة فقد أسفرت هذه المعركة عن موت مراد الأول على يد جندي تظاهر أنه قد فارق الحياة ليباغت مراد ويطعنه حتى الموت.

بايزيد الأول

كانت الدولة العثمانية في هذه المرحلة مزدهرة وتتفوق على كل من حولها من ولايات وترهب البيزنطيين بخطر الحرب والاستيلاء على القسطنطينية بمحاولاتها الدائمة لفتحها. لدرجة أن الحكام الأوروبيين في هذه المرحلة طلبوا العون من أوروبا لوقف المد العثماني ضد الدول المسيحية وبالفعل أرسلت معظم بلدان أوروبا حملة صليبية باءت بالفشل الذريع وانتصر فيها العثمانيون. إلا أن الخطر الحقيقي كان يتربص في الشرق من قبل تيمورلنك حفيد جنكيز خان الذي تمكن من أسر السلطان بايزيد في معركة جبق آباد.

يمكن وصف آثار هذه المعركة بأنها كارثية على السلطنة العثمانية لأن معظم الولايات توزعت إلى الممالك السابقة لها كما أن خلافا قد نشب بين أولاد بايزيد حول الخلافة.

محمد الفاتح

تولى مراد جلبي الحكم واستطاع استعادة بعض ما فقدته الدولة العثمانية في المرحلة السابقة ثم خلفه مراد الثاني الذي تابع هذه المسيرة إلا أن الفتوحات العثمانية حصلت بالفعل في عهد محمد الذي استفزه الإمبراطور البيزنطي بطلب مبالغ مالية لقاء أسر أورخان وهو أحد أحفاد السلالة العثمانية الذين يطالبون بالحكم. قام محمد ببناء قلعة حصينة متاخمة لأسوار القسطنطينية ولم تفلح جهود بيزنطة لمنعه عن غايته.

حاصر محمد الفاتح القسطنطينية لمدة 53 يوما فقط واستطاع دخولها والاستيلاء عليها وإسقاط دولة بيزنطة وقتل إمبراطورها. تابع محمد توسعه في أوروبا حتى أنه حاول فتح إيطاليا لكن جهوده قاطعها القدر بوفاته عام 1481 ويعتبر عهده الذروة الأولى لسلطة الدولة العثمانية.

التعليقات