ما الاختلاف بين السنة والحول؟

في تفسير معنى السنة والحول نقاط تشابه وأخرى اختلاف جوهرية، فمن حيث المبدأ في التسمية نرى أن كلاهما يستخدم كوصف لمدة زمنية مُقاسة. وهنا في هذا المقال سوف نتطرق لذكر الاختلاف بين المصطلحين ونبيّن

ما الاختلاف بين السنة والحول؟

(توضيحية - unsplash)

في تفسير معنى السنة والحول نقاط تشابه وأخرى اختلاف جوهرية، فمن حيث المبدأ في التسمية نرى أن كلاهما يستخدم كوصف لمدة زمنية مُقاسة. وهنا في هذا المقال سوف نتطرق لذكر الاختلاف بين المصطلحين ونبيّن أهمية كل منهما وأهمية تقسيم الوقت والزمان إلى ما هو عليه بالإضافة إلى أهمية التقويم وعلاقته بالسنة أو الحول.

ما الحول وما السنة؟

 سنة تقويمية جديدة

إن البحث في التفسيرات حول مفهوم السنة ينطوي عليه الكثير من الجدل والتضاربات في صحة ما يقال، أما الحقيقة الرئيسية فتندرج على ما جرى الاحتكام عليه من براهين وإثباتات بالإضافة إلى أصول دراسات قديمة وحديثة تؤكد ما جرى إثباته بدليل قاطع. حيث أن استخدام كلمة سنة يدلنا بشكل مثبت على الفترة الزمنية الواقعة بين حدث تكرر وعاد ليبدأ من جديد وبين نهايته التي تشابه بدايته في وقت لاحق أي وقت لاحق من سنة تقويمية جديدة سواء كانت ميلادية أو هجرية أو قمرية أو غيرها وذلك حسب التقويم المتبع في كل مكان.

وكمثال عليه تتابع حدث معين شهير وتكرره بعد 12 شهرا ميلاديا أو هجريا مثلا، في العام التالي وفي نفس الموعد. أما مصطلح حول فهو بدايةً ليس كما السنة في مفهومه بل إنه يعادل من الوقت أو الفترة المنقضية عشرة أشهر ونصف الشهر، فيقال دائما وفق التفاسير المختلفة والتي أجمعت بدورها على أن مدة الحول هي عشرة أشهر ونصف الشهر، بالتالي تشابهت السنة والحول من حيث مبدأ أن كليهمًا فترات زمنية تتعلق بمدة معينة، فالسنة تبلغ اثني عشر شهرا والحول يصل إلى عشرة أشهر ونصف كما جاء في عديد التفاسير والتوضيحات المبنية على حجج و إثباتات وبراهين.

السنة والحول في المعاجم

تقلبت معاني السنة والحول وتحوّرت فيما بينها إلى العديد من المفاهيم والتي تصب كلها في مغزى مرور الزمن وانقضاء فترة معينة، لذلك يجب الاطلاع أكثر على معنى كل من السنة والحول في معاجم اللغة العربية، لنصل إلى فهم عميق وكافي.

السنة في المعجم

السنة حسب المعاجم جمعها سنوات أو سنون، وهي عبارة عن فترة من الزمن مدتها اثنا عشر شهرا كما تأتي السنة بمعنى الأرض المُجدبة، والسنة البسيطة بدورها يبلغ عدد أيامها 365 يوما. أما السنة الدراسية فهي تعني وتدل على مدة دراسة وتمتد في الغالب بين أوائل أشهر الخريف حتى أوائل فصل الصيف من العام القادم تواليا.

السنة الميلادية والقمرية

كما نجد السنة الميلادية في المعجم ويتم تعريفها، بأنها السنة التي يبدأ تعداد أيامها ودقائقها وساعاتها الأولى من عام مولد المسيح، ويكون رأس السنة هو أول يوم من السنة، والسنة القمرية هي ما مقداره 12 دورة للقمر حول كوكب الأرض، أي تعني اثني عشر شهرا قمريا والتي تعرف كما يلي:

  1. محرّم
  2. صفر
  3. ربيع الأول
  4. ربيع الآخر
  5. جمادى الأولى
  6. جمادى الأخرى
  7. رجب
  8. شعبان
  9. رمضان
  10. شوال
  11. ذي القعدة
  12. ذي الحجة

والسنة الشمسية حسب المعجم الذي يفيد هي نفسها السنة النجمية أو الفلكية، تعني الزمن اللازم بانقضاء دوران كامل لكوكب الأرض حول الشمس، وتكون دورة كاملة وتقدر بـ365 يوما و6 ساعات و9 دقائق و54 ثانية من الوقت الذي يصنف كزمن شمسي.

معاني أخرى لكلمة سنة

وغيرها الكثير والكثير من الصفات المتصلة بكلمة سنة والمعاني التي تتنوع بين كل مصطلح وآخر فهناك أيضا سنة استوائية وسنة ضوئية وسنة كبيسة (هي السنة التي تصادف كل 4 سنوات ويحدث إضافة يوم إلى شهر شباط/فبراير منها ليصبح 29 يوما)، وهناك السنة المالية والهجرية التي يبدأ تعداد أيامها من اليوم الذي هاجر فيه النبي محمد من مكة إلى المدينة المنورة، كل تلك المصطلحات تدلنا على شمولية واتساع معاني السنة ومفاهيمها وتوجهاتها.

الحول في المعجم

أما الحول فيعني في اللغة والمعاجم الخاصة بها؛ أولا جمعها أحوال ويعني الحول، الحركة والتحول من حال إلى حال، ويأتي بمعنى السنة الكاملة في المعجم الوسيط، كما يجيء بمعاني أخرى كالحذاقة والنظر الجيد ودقة تصرف المرء في الأمور، والحول من شيء؛ أي ما يحيط به من جهات، ويقال في المعجم أيضا حال على أحد حول؛ أي مر عليه سنة من الزمن، ويقال هذا نبات حوليّ أي ينبت ويثمر مرة واحدة في السنة.

وهكذا رأينا أن معاني سنة ومفهومها أشمل وأكبر وأكثر تفصيلا من الحول، لذا وجب التنويه لهذه المعاني المذكورة في المعاجم العربية ومعانيها الأساسية كونها تشكل مرجعا موثوقا ويساعد أي شخص للوصول إليها بشكل هين وسهل دون جهد يذكر.

التقويم وأهميته في تحديد السنة والحول

التقويم وأهميته على تحديد السنة والحول

يعرف الزمن أصولا بأنه توالي الأحداث في اتجاه واحد لا رجعةَ فيه، ونرى مروره جليا من خلال تعاقب دائم للأيام عن طريق تعاقب الليل والنهار، هذا ما جعل لدى الناس فكرة أن الوقت أو الزمن هو نهر يمشي باتجاه واحد لا عودة له. فالزمن هو تتابع الأحداث والوقت وهو فترة معينة زمنيا تفصل بين وقوع حدث وآخر، أو نقطة على محور الزمن.

للتقويم بحد ذاته ارتباط وثيق وعلاقة أساسية بالزمن والوقت على حد سواء. نعرف التقويم بأنه نظام هام لحساب التاريخ وعد الأيام ثم الأشهر والسنوات، ولنستطيع أيضا تذكر التاريخ ومعرفة ارتباطاته بالحاضر والمستقبل، فيساعدنا في إطلاق أسماء على فترات معينة زمنيا، وفي غالب التقويمات تتعلق سواء بحركة الشمس ودورانها أو موقع الأرض من محيط الشمس، وترتبط أيضا بحركة القمر.

وهنا تبرز أهمية التقويم بأنه جهاز ملتمس فيزيائيا أي ذو صفة مادية نستطيع استخدامه من أجل تدوين تواريخ تجري ضمنها أحداث بشكل معمم، بالتالي نحن نقصد بهذا المصطلح معنى تسجيل زمن ووقت وقعت فيه حادثة معينة.

يقسم التقويم إلى قسمين رئيسين رغم وجود الكثير من المقاييس للوقت والزمن، إلا أن التقويمين القمري والشمسي هما الأشمل والأكثر شيوعا.

وأخيرا، انطلقت بعض المفاهيم الخاطئة، فما كان من غير العارفين بالمعاني الصحيحة والحقيقية للحول والسنة، إلا أن معظمهم أخطأ في توظيفها أو معناها الحقيقي ومدتها الصحيحة، فكان من الضروري الاطلاع على هذا المقال.

التعليقات