المرأة الشقراء وممثّلو بوتين... الذكاء الاصطناعي يكشف السرّ

في التحقيق الذي أجرته بي بي سي، استخدمت برامج التعرّف على الوجوه من خلال برامج الذكاء الاصطناعيّ، لتكشف عن أنّ معظم "اللقاءات العامّة" التي أُجريت منذ عام 2016، لم تكن كذلك

المرأة الشقراء وممثّلو بوتين... الذكاء الاصطناعي يكشف السرّ

بي بي سي

نشر موقع بي بي سي بنسخته الإنجليزيّة، تقريرًا حول الادّعاءات المتواصلة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بأنّ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين قد أحاط نفسه بممثّلين في الأحداث العامّة الأخيرة التي كان متواجدًا فيها، وخاصّة في خطابه العامّ بمناسبة السنة الجديدة لعام 2023.

وفي التحقيق الذي أجرته الشبكة، تمّ استخدام برامج التعرّف على الوجوه من خلال برامج الذكاء الاصطناعيّ، والتي كشفت عن أنّ كثير من "اللقاءات العامّة" التي أُجريت منذ عام 2016، لم تكن كذلك، وأنّ الأشخاص "العاديين" الذين كانوا يظهرون في الصور مع الرئيس بوتين، ليسوا كذلك، وإنّما هم "مسؤولون محليّون ودودون"، كما جاء في التقرير.

المرأة الشقراء

حازت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعيّ ومواقع إخباريّة عديدة، على ملايين المشاهدات، والتي ظهر فيها الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين مع "شخصيّات عاديّة" كما كان يُروّج، إلّا أنّ ثمّة شخصيّة تمّ تتبّعها، والمعروفة بـ"المرأة الشقراء"، والتي لعبت أدوار شخصيّات مختلفة في العديد من الأحداث السابقة، بما في ذلك في رحلة صيد للرئيس الروسيّ عام 2016، وخادمة في كنيسة عام 2017. وتقول تقارير إخباريّة، إنّ "المرأة الشقراء"، من المرجّح أن تكون جزءًا من الحرس الفيدراليّ الروسيّ لحمايته.

وحسب ما جاء في تحقيق "بي بي سي"، فإنّ برامج التعرّف على الوجوه، استطاعت التعرّف على وجه المرأة الشقراء من صورة العام الجديد، ومقارنتها بأحداث سابقة من الأعوام 2016 و2017، ممّا أدّى إلى نتائج مطابقة.

وفي هذا الصدد قال مدير مركز الحوسبة المرئيّة في جامعة برادفورد، البروفيسور حسن عقيل: "عادة ما يجب مراعاة درجات التشابه بنسبة 75٪ أو أعلى عند البحث عن تطابق في الهويّة". وعند مقارنة الصور من الأحداث التي أُقيمت بين عامي 2016 و2017، فقد حقّقت تطابقًا بنسبة 99.1٪، وهو ما يؤكّد إلى أنّ هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم في جميع الأحداث.

وجاء في التحقيق، أنّه من خلال البحث في وسائل الإعلام الروسيّة، تمّ التعرّف على "المرأة الشقراء"، وهي لاريسا سيرجوكيننا، وهي عضو في البرلمان الإقليميّ عن حزب روسيا المتّحدة، الذي يدعم الرئيس الروسيّ بوتين.

ومع مقارنة صورتها لعام 2016 من قارب الصيد، بصورتها الرسميّة المنشورة على الإنترنت، وجدت برامج الذكاء الاصطناعيّ تطابقًا بنسبة 99.8٪، وأظهرت سجلّات البحث كذلك، أنّ سيرجوكينا هي مؤسّسة في شركة للتجارة بالأسماك في نوفغورود، إلّا أنّه في وسائل الإعلام الروسيّة، أُطلق على سيرجوكيننا اسم آنا سيدورينكو، تحت تعريف "قبطان وطبيب عسكريّ"، وحسب تقرير نشرته أجهزة المخابرات الأوكرانيّة، فقد ظهرت أيضًا في قائمة أعضاء فوج عسكريّ روسيّ.

الصيادون

تزايدت الشكوك حول مجموعة رجال أحاطوا بالرئيس بوتين في قارب الصيد، والذين تمّ تصويرهم على أنهم "صيّادون عاديّون"، إلّا أنّ برامج الذكاء الاصطناعيّ، كشفت عن تطابقات تفوق نسبة 99٪، إذ ظهروا في صور لقدّاس مع الرئيس بوتين عام 2017.

وأظهر التحقيق، ممّا لا يدع مجالًا للشكّ، أنّ هؤلاء "الصيّادين"، كانوا قد عملوا جميعًا في منطقة نوفغورود، وهم أليكسي لياشينكو وهو "قائد طاقم الصيد" في الصورة مع بوتين، ويفغيني لياشينكو، نجل أليكسي، وهما ينتمون إلى تكتّل زراعيّ محليّ يُدعى "Evrokhimservis"، ونائبة مدير التكتل العام هي المرأة الشقراء، لاريسا سيرجوكينا.

هناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تمّ تسليط الضوء فيها على محيطين ببوتين، ففي عرض جويّ من عامي 2017 و2019، ظهرت صورة لامرأة تقدّم الآيسكريم للرئيس بوتين، وفي حدث آخر، ظهرت المرأة نفسها كعضو في شركة "إيروفلوت"، وهي شركة طيران روسيّة.

ومن الصور التي عملت عليها برامج الذكاء الاصطناعيّ في التحقيق، صورة الجنديّ المصاب الذي التقى بوتين، إذ ظهر في صورة أخرى معه في مصنع، في وقت سابق.

التعليقات