آلاف الدوريّات العلميّة تتصدى لروبوت الدردشة: اقتحام للأكاديميا

تصدّت بعض هيئات النشر العلميّة لروبوت الدردشة، حيث أعلن رئيس تحرير دوريّة "ساينس" الشهيرة، هولدن ثورب، عن تحديث السياسة التحريريّة للدوريّة، بما يتضمّن حظر استخدام النصوص من "تشات جي بي تي"

آلاف الدوريّات العلميّة تتصدى لروبوت الدردشة: اقتحام للأكاديميا

(Getty)

نشرت صحيفة الغارديان الأميركيّة تقريرًا، حول التأثير الكبير الذي سبّبه روبوت الدردشة الشهير "تشات جي بي تي" في الأوساط العلميّة والأكاديميّة، حيث أعلنت مجموعة من الناشرين لآلاف الدوريّات العلميّة، حظر استخدامه، وذلك بسبب مخاوف من أن يملأ الروبوت الدراسات بالمعلومات الملفّقة، وإنتاج ملخّصات علميّة مزيّفة.

ويعتمد روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، على الذكاء الاصطناعيّ، وابتكرته شركة "أوبن آي" الأميركيّة، وأعلن عن انطلاقه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، واستطاع استقطاب 5 ملايين مستخدم في بضع ساعات، ومن المهام التي يؤديها الروبوت، كتابة القصائد والقصص والمقالات.

ونشرت تقارير صحافيّة خلال الأسبوع الماضي، حول اتّخاذ بعض المؤسّسات التعليميّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة قرارات بحظر روبوت الدردشة، بعد أن أصبح يستخدم في عمليّات الغشّ في الامتحانات، أو كتابة الأبحاث والأوراق العلميّة، وأشار بعض الباحثين إلى أنّ قدرة البرنامج على إنتاج الملخّصات المزيّفة وتقديمها على أنّها أوراق علميّة هي كارثة، وتصدّت بعض هيئات النشر العلميّة لروبوت الدردشة، حيث أعلن رئيس تحرير دوريّة "ساينس" الشهيرة، هولدن ثورب، عن تحديث السياسة التحريريّة للدوريّة، بما يتضمّن حظر استخدام النصوص من "تشات جي بي تي"، ويمنع إدراج البرنامج بين المؤلفين المشاركين في الدراسات المقدّمة إلى الدوريّة".

وتابع ثورب للصحيفة "لقد ثارت بشأن هذا البرنامج حالة أشبه بالهوس، لذلك علينا أن نوضّح أنّنا لن نسمح بإدراج الروبوت بين المؤلفين المشاركين للدراسات العلميّة، وكذلك استخدام النصوص".

ويعدّ استخدام الروبوت في الدراسات العلميّة مشكلة في حدّ ذاته بالنسبة لثورب، وذلك لأنّه يقع في الكثير من الأخطاء، ولهذا السبب، أعلن ناشرون آخرون عن تغييرات مماثلة، كما قالت الصحيفة، إذ اتّخذت دار النشر "سبرنغر نيتشر" التي تملك ما يقارب 3 آلاف دوريّة علميّة، قرارًا بحظر روبوت الدردشة، ومنع إدراجه بين المؤلفين المشاركين.

من جهتها، قالت رئيسة تحرير دورية "نيتشر" العلميّة، ماجدالينا سكيبر "إنّ ما يستدعي الردّ، هو ظهور البرنامج بين عشيّة وضحاها بين المؤلفين المشاركين". وأكّدت على أنّه في حال وضعت مجموعة من القواعد المنظمة، فإنّ برنامج "تشات جي بي تي" وغيره من برامج الذكاء الاصطناعي، ستفيد العلم بأكثر من طريقة، ومنها تعزيز تكافؤ الفرص بين المتحدثين بالإنجليزيّة وغيرها، وتحسين اللغة المستخدمة في الدراسات العلميّة.

وقال أندرو ديفيس، المسؤول في دار نشر "إيلسيفير" الهولنديّة، والتي تنشر نحو 2800 دوريّة علميّة، إنّ الإرشادات التي أعلنت عنها الدار تسمح باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، هي لتحسين لغة البحث، وليس لتكون في دور المؤلف وأداء واجباته الرئيسيّة في الدراسة… مثل تفسير البيانات واستخلاص النتائج العلميّة". فيما قالت أستاذة التكنولوجيا في جامعة أكسفورد، ساندرا واشر "من الرائع اتخاذ هذه الإجراءات من قبل الناشرين. برنامج "تشات جي بي تي" يتيح تجاوز بعض الخطوات، وهو أمر مربك، وإذا لم نحكم التحقق من المحتوى المقدّم، فهذا يمكن أن يقودنا إلى نشر علوم مزيفة ومعلومات مضللة، وهناك قطاعات كثيرة يمكن أن تفكر بخطوات مماثلة، مثل التعليم والفن والصحافة.

التعليقات