أطول رحلة متواصلة لطائر مهاجر في العالم

ينتمي طائر "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" إلى عائلة الزقزاقيات من بين الطيور ويكتسب اسمه من الخط الأسود على ذيله وأعلى ذيله. يعيش "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" ما بين إسكندنافيا وحتى ألاسكا

أطول رحلة متواصلة لطائر مهاجر في العالم

(توضيحية)

رحلة الطائر الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية

قام طائر من نوع "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" اسمه العلمي (Limosa Lappoica) بالسفر لمسافة 13.560 كم برحلة متواصلة تعتبر رقما قياسيا جديدا من ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة الأميركية إلى تازمانيا في أستراليا. استمرت رحلة الطائر لمدة 11 يوما بدون توقفٍ أو استراحة بهدف الشرب أو الأكل كما أكدت رادارات الأقمار الاصطناعية للشريحة الذكية الموضوعة على ذيل الطائر ذات الرقم 234684.

دخلت رحلة هذا الطائر موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول رحلة متواصلة لطائر في العالم ويقدر طول هذه الرحلة بأنه أطول بمرتين ونصف من رحلة بالطائرة بين لندن ونيويورك أو بأنها تعادل ثلث محيط الكرة الأرضية.

ووفق شريحة الجيل الخامس التي تم وضعها سابقا على ذيل الطائر، فقد بدأت هذه الرحلة الخارقة في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر من 2022 واستمرت لمدة 11 يوما دون أن يتوقف الطائر أو يحط على الأرض أو الماء مرة واحدة.

وبذلك حطم طائر "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" الرقم السابق لأطول رحلة متواصلة لهجرة طائر بلغت 217 ميلا في 2020 من قبل طائر من نفس النوع.

وقد أشار علماء الأحياء الذين راقبوا رحلة هذا الطائر إلى أنه من المرجح أنه قد خسر نصف حجم جسمه أو أكثر خلال الطيران المتواصل في الليل والنهار. كما أضافوا أن هناك أنواعا من الطيور التي بإمكانها أن تحط على الماء وتتغذى أو تشرب، إلا أن "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" ليس واحدا منها فرجلاه ليستا مجهزتين للسباحة. هذا يعني أنه إذا أجبر الطقس السيئ طائر "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" على الهبوط أو إذا هبط نتيجة الإرهاق، فإن ذلك في الغالب يعني نهايته.

عادة ما تهاجر طيور "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" إلى نيوزيلندا، إلا أن هذا الطائر بالذات انعطف بشكل غير متوقع واتجه إلى شرقي تازمانيا وتحديدا إلى خليج أنسون.

الطيور التي تهاجر لمسافات شاسعة

Arctic Tern (الخرشنة القطبية)

Arctic Tern (الخرشنة القطبية)

لا تنافس أي من الطيور في العالم طائر الخرشنة من حيث المسافات التي يقطعها أثناء هجرته إذ يقدر أنه يسافر ما بين القطبين حيث يعشش في المناطق القطبية في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا.

يتراوح طول طائر الخرشنة القطبية ما بين 11 و 15 إنش أما طول جناحيه فيتراوح بين 26 و 30 إنش. وتتنوع حميته الغذائية بين الأسماك الصغيرة واللافقاريات التي تعيش في الماء ويصطادها الطائر أثناء طيرانه بالقرب من سطح الماء.

يتنقل الخرشنة القطبية بين القطبين بعد انتهاء موسم تزاوجه في القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي ويقدر أن بعض طيور الخرشنة تقطع أكثر من 60.000 ميلا خلال العام ويمكن أن تعيش حوالي 30 سنة في البرية، ما يعني أن مجموع ما يقطعه هذا الطائر خلال حياته قد يتجاوز ما مجموعه 1.5 مليون ميل.

Sooty Shearwater (طائر الجلم الأفحم)

اكتسب طائر الجلم الأفحم اسمه هذا من لونه الداكن المميز وعادة ما يتراوح طول جسده بين 16 إلى 20 إنش بينما يبلغ طول جناحيه بين 37 إلى 43 إنش وهو يميل إلى الطيران بشكل مائل حيث يلامس أحد جناحيه سطح الماء أثناء الصيد وتتنوع حميته الغذائية ما بين الأسماك والحبار ويمكنه أن يغوص لأعماق تتجاوز 223 قدما للوصول إلى طريدته.

بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من طيور الجلم الأبتر فإن الجلم الأفحم يقطع مسافات أكبر خلال رحلة هجرته. يتزاوج الجلم الأفحم خلال الصيف على الجزر الصغيرة التابعة لنيوزيلندا مثل جزر فوكلاند وأوكلاند وفيليب، ثم تهاجر هذه الطيور شمالا إلى أقصى نصف الكرة الشمالية. وعلى عكس الكثير من أنواع الطيور، لا تهاجر طيور الجلم الأفحم على شكل أسراب وإنما بشكل فردي معظم الوقت، ولكي تعود طيور الجلم الأفحم إلى موطن تعشيشها في الصيف، تكون قد قطعت حوالي 40.000 ميل.

Short-Tailed Shearwater (طيور الجلم الأبتر)

تعرف هذه الطيور أيضا باسم يولا أو طائر القمر وهي طيور تهاجر من نصف الكرة الأرضية الجنوبي وتنتمي إلى نفس العائلة التي تنتمي إليها طيور الجلم الأفحم.

اكتسبت هذه الطيور اسمها هذا من ذيولها القصيرة ومن عادتها بالطيران فوق الماء وأحد جناحيها تقريبا يغط في الماء أو على الأقل يلامس سطحه. تمضي طيور الجلم الأبتر صيفها حول أستراليا وتحديدا تازمانيا وتتنوع حميتها الغذائية ما بين الأسماك والقشريات والحبار والقريدس والأخطبوط.

تعتبر طيور الجلم الأبتر ذات شعبية تجارية وتتكاثر عادة على الجزر الصغيرة في مضيق باس وحول مقاطعة تازمانيا، وخلال الشتاء تهاجر هذه الطيور إلى نصف الكرة الأرضية الجنوبي وتحديدا إلى جزيرة أليوتيان التي تقع شرقي روسيا.

تسافر طيور الجلم الأبتر قبل أن تعود إلى مواطن تزاوجها الأساسية إلى شواطئ أميركا الغربية عبر المحيط الهادئ، ويمكن تقدير رحلتها بحوالي 27.000 ميل خلال السنة الواحدة.

Bar-Tailed Godwit (البقويقة السلطانية المخططة الذيل)

Bar-Tailed Godwit

مع أن "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" هو في الحقيقة نجم هذه المقالة والحائز على رقم غينيس الجديد إلا أنه يأتي بالمرتبة الرابعة من بين الطيور التي تسافر لمسافات شاسعة حيث أن الطيور الأخرى في هذه اللائحة مع أنه من المثبت أنها تقطع مسافات أطول، إلا أنها لا تقطع هذه المسافات بدون راحة أو توقف لأي سبب من الأسباب.

ينتمي طائر "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" إلى عائلة الزقزاقيات من بين الطيور ويكتسب اسمه من الخط الأسود على ذيله وأعلى ذيله. يعيش "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" ما بين إسكندنافيا وحتى ألاسكا بشكل رئيسي على ضفاف القطب الشمالي.

خلال موسم التزاوج، يبدو صدر طيور "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" أحمرا كلون الصدأ أما في الشتاء فيصبح لونه رماديا. ويتميز هذا الطائر بطول ولون أرجله المميز بينما تتراوح حميته الغذائية بين الديدان والقشريات وبعض اللافقاريات الأخرى التي يجدها هذا الطائر بسهولة في سهول الطمي التي يفضل العيش فيها.

يقطع طائر "البقويقة السلطانية المخططة الذيل" من موطن تزاوجه إلى موطنه الأصلي حوالي 18.100 ميل وقد ينتهي المطاف به في إفريقيا أو أستراليا أو نيوزيلندا.

التعليقات