تقرير: واردات الأسلحة إلى أوروبا تضاعفت في 2022

عززت الدول الأوروبية وارداتها من الأسلحة الرئيسية بنسبة 47% في السنوات الخمس السابقة لعام 2022، كما ارتفعت حصة الولايات المتحدة من صادرات الأسلحة العالمية من 33 إلى 40%.

تقرير: واردات الأسلحة إلى أوروبا تضاعفت في 2022

(Getty Images)

تضاعفت واردات الأسلحة إلى أوروبا تقريبا في عام 2022، مدفوعةً بعمليات تسليم ضخمة إلى أوكرانيا التي أصبحت ثالث أكبر وُجهة للأسلحة في العالم، وفق تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، نشر اليوم، الإثنين.

ومع زيادة نسبتها 93% على مدار عام واحد، ازدادت الواردات أيضا بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة مثل بولندا والنرويج، ومن المتوقع أن تتسارع أكثر استنادا إلى هذه الدراسة المرجعية.

ويركز تقرير المعهد على الأسلحة الرئيسية، ويقصد المعهد بالأسلحة الرئيسية الطائرات والسفن الحربية والدبابات والمدفعية والصواريخ ومختلف منظومات الدفاع الثقيلة.

وقال الباحث الكبير في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، بيتر ويزمان، المشارك منذ أكثر من ثلاثة عقود في إعداد التقرير السنوي، إن "الغزو تسبب فعلا في زيادة كبيرة في الطلب على الأسلحة في أوروبا وهو ما سيكون له تأثير أكبر وسيؤدي على الأرجح إلى زيادة واردات الأسلحة من جانب دول أوروبية".

وحتى العام الماضي، لم تكن أوكرانيا مستوردا مهما للأسلحة، لكنها تحولت بشكل سريع في عام 2022 إلى ثالث أكبر وجهة للأسلحة في العالم، بعد قطر والهند، كنتيجة مباشرة للمساعدات الغربية لصد الهجوم العسكري الروسي.

واستحوذت أوكرانيا وحدها على 31% من عمليات نقل الأسلحة إلى أوروبا وعلى 8% من إجمالي عمليات التسليم العالمية، وفقا لبيانات سيبري. وقد ازدادت واردات كييف، بما فيها التبرعات الغربية، بأكثر من 60 مرة في عام 2022، حسب المعهد.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد قيمة لها بالدولار نظرًا لأن الكثير من العقود غير شفافة، إلا أن إجمالي تجارة الأسلحة العالمية يتجاوز 100 مليار دولار سنويا، وقال "سيبري"، العام الماضي، إن إجمالي النفقات العسكرية قد تجاوز للمرة الأولى تريليوني دولار.

وكانت القفزة في الواردات الأوروبية متوقعة بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا. لكنها تُسرّع بشكلٍ هائل الاتّجاه التصاعدي الذي تشهده القارّة العجوز نتيجة إعادة التسلّح التي بدأت منذ سنوات عدّة بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.

وذكر المعهد أن الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، عززت وارداتها من الأسلحة بنسبة 65% مقارنة بفترة الأعوام الخمسة السابقة. لكن انتقال الأسلحة على مستوى العالم تراجع 5.1% حسبما قال المعهد.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية (2018-2022)، وهي الفترة التي لجأ إليها المعهد لتحديد الاتجاهات الرئيسية، زادت الواردات الأوروبية بنسبة 47% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة.

وخلافا لأوروبا، أظهرت كل القارات الأخرى انخفاضًا في الواردات على مدى السنوات الخمس الماضية، مع انخفاض ملحوظ في إفريقيا (-40%) وأميركا الشمالية والجنوبية (-20%) وحتى في آسيا (-7%) والشرق الأوسط (-9%).

وعلى صعيد التصدير، لا تزال الولايات المتحدة في المقدمة (40%) تليها روسيا (16%) وفرنسا (11%) والصين (5%) وألمانيا (4%).

وحافظت الولايات المتحدة على المرتبة الأولى عالميا على صعيد تصدير الأسلحة خلال العقود الثلاثة المنصرمة تليها روسيا. وارتفعت صادرات الأسلحة الأمريكية 14% في الفترة من عام 2013 إلى عام 2017.. وانخفضت حصة روسيا في صادرات الأسلحة العالمية من 22 إلى 16%.

وقال ويزمان إنه "من المرجح أن يواصل غزو أوكرانيا الحد من صادرات الأسلحة الروسية. والسبب في هذا هو أن روسيا ستعطي الأولوية لإمداد قواتها المسلحة ولأن طلب الدول الأخرى سيظل منخفضا بسبب قيود التجارة المفروضة على روسيا".

وحذر المعهد في 2022 من أن الترسانة النووية العالمية ستنمو على الأرجح خلال السنوات المقبلة.

التعليقات