كيف أثّرت حركة "حياة السود مهمّة" في المجتمع الأميركيّ؟

وجدت الدراسة أنّ 60% من الأمريكيّين يعتقدون أنّ السود لا يعاملون على قدم المساواة مع البيض في نظام العدالة الجنائيّة، وهو ما يشكّل أيضًا ارتفاعًا من 43% في عام 2016

كيف أثّرت حركة

(Getty)

ولدت حركة "حياة السود مهمّة" في عام 2013، بعد مقتل تريفون مارتن، وهو مراهق أسود على يد متطوّع في مراقبة الحيّ في فلوريدا، ومنذ ذلك الحين، اكتسبت الحركة زخمًا، ودفعت باتّجاه التغيير المنهجيّ، ووضع حدّ لوحشيّة الشرطة والعنصريّة المؤسّسيّة ضدّ السود.

وحسب دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في يونيو 2020، أيّد 67% من الأمريكيّين حركة "حياة السود مهمّة"، إذ شكّل ذلك ارتفاعًا من 38% في عام 2016. كما وجدت الدراسة أنّ 60% من الأمريكيّين يعتقدون أنّ السود لا يعاملون على قدم المساواة مع البيض في نظام العدالة الجنائيّة، وهو ما يشكّل أيضًا ارتفاعًا من 43% في عام 2016، ومن المحتمل أن يكون هذا التحوّل في الرأي العامّ؛ بسبب جهود الحركة وإكسابها الزخم خلال السنوات الماضية، من أجل زيادة الوعي بالعنصريّة المنهجيّة ووحشيّة الشرطة الّتي يواجهها الأمريكيّون السود.

ووجدت دراسة نشرت في مجلّة "سوشيال ساينس آند ميديسين"، أنّ احتجاجات الحركة في عامي 2014 و 2015 كانت مرتبطة بانخفاض بين السود من قبل الشرطة، ووجد الباحثون أنّ كلّ يوم إضافيّ من الاحتجاجات، كان مرتبطًا بانخفاض بنسبة 0.9٪ في الوفيات.

وحسب الدراسة، فقد أثّرت حركة "حياة السود مهمّة" على تغييرات السياسة على كافّة المستويات، ومن أبرز التغييرات في السياسة توقيع قانون جورج فلويد للعدالة في الشرطة ليصبح قانونًا في 11 آذار/مارس 2021، ويتضمّن القانون أحكامًا تحظر الخنق، وتحدّ من الحصانة المؤهّلة لضبّاط الشرطة، وإنشاء سجلّ وطنيّ لسوء سلوك الشرطة، إذ كان هذا التشريع ردًّا مباشرًا على الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت الولايات المتّحدة الأميركيّة وبعض العواصم الأوروبيّة، والّتي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس في أيّار/ مايو 2020، كما وجدت دراسة نشرت في مجلّة "نيتشر هيومان بيهيفيور" أنّ احتجاجات الحركة في عامي 2014 و 2015 كانت مرتبطة بالتغييرات في سياسات قسم الشرطة، حيث وجد الباحثون أنّ المدن الّتي تشهد المزيد من الاحتجاجات، كانت أكثر عرضة لتبنّي كاميرات الجسد ومبادرات الشرطة المجتمعيّة، إذ تقدّم هذه الدراسة دليلًا إضافيًّا على أنّ الحركة قد أدّت إلى تغييرات ملموسة في ممارسات الشرطة.

وخلصت دراسة حديثة نشرت في مجلّة "ساينس أدفانسيس"، أنّ احتجاجات حركة "حياة السود مهمّة" أدّت إلى زيادة إقبال الناخبين بين الأمريكيّين السود في الانتخابات الرئاسيّة لعام 2016، ووجد الباحثون أنّ إقبال الناخبين السود كان أعلى في الدوائر الانتخابيّة الّتي حدثت فيها هذه الاحتجاجات، مقارنة بتلك الّتي لم تحدث فيها.

وساعدت حركة "حياة السود مهمّة" والاحتجاجات التي دعت إليها خلال السنوات الماضي، على تشكيل تأثير كبير وملموس على المجتمع الأميركيّ، من زيادة الوعي العامّ بالعنصريّة النظاميّة ووحشيّة الشرطة للتأثير على تغييرات سياسيّة، ويمكن رؤية تأثير الحركة في التحوّلات في الرأي العامّ، والتغييرات في ممارسات وسياسات الشرطة، والتحسينات في قضايا العدالة الاجتماعيّة خارج العدالة الجنائيّة.

وبحسب باحثين في الدراسة التي نشرتها مجلّة "ساينس أدفانسيس"، فإنّه ما زال هناك الكثير لفعله لتحقيق العدالة العرقيّة والمساواة في أميركا، إذ لا يزال الأميركيّون السود يواجهون العنصريّة والتمييز النظاميّين في العديد من مجالات الحياة، بما في ذلك التعليم والتوظيف والإسكان والرعاية الصحّيّة.

التعليقات