تأثير مشاركة الوالدين على نمو الطفل: التواجد والمشاركة

لا يقتصر دور الأب على التمويل فقط، فالأمر يتعلق بتربية الطفل وتشكيل وتكوين شخصيته، حيث أن دوره أكثر فعالية في الموضوع، فهو من يقوم بتشجيع أبنائه وتقويمهم ويكون القدوة الكبيرة لهم.

تأثير مشاركة الوالدين على نمو الطفل: التواجد والمشاركة

(توضيحية)

تربية الأطفال هي أهم مشروع للأبوين، فالتربية لا تتوقف فقط على إدخالهم للمدرسة، ولكن المشاركة الفعالة هي أحد أسباب نجاح هذه التربية للأبناء، حيث يجب أن يكون الأهل متواجدين ومشاركين في كل أمورهم الحياتية ومتابعة كل ما يخصهم، وفهم تطورهم في كل مرحلة عمرية يمرون بها.

وقد أثبتت الدراسات أن المشاركة بين الوالدين في تربية الطفل لها تأثير إيجابي على الجو المنزلي للأسرة حيث ينتشر بينهم الحب والدفء والطمأنينة، كما أن الطفل نفسه ينمو في بيئة صحية ويتعلم المشاركة في كل شيء من حب وفرح وحزن ومرض، ويصبح مرتبطًا بأسرته بشكلٍ كبير.

ومن المهم أن تعلم أن تأثير التربية لا يقتصر على مرحلة الطفولة فقط، بل يمتد تأثيرها طوال العمر، فكما أن التربية السليمة للطفل تؤثر على مستقبله إيجابا. إن وجود أخطاء في تربية الأطفال له تأثير سلبي في حياتهم أيضًا.

على الأهل الاشتراك معًا في ترتيب كافة أمور حياة أبنائهم، وأن يتواجدوا بالفعل، وأن لا تشغلهم الحياة العملية عن الحضور والاستماع لأبنائهم، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ومشكلاتهم.

دور الوالدين في التربية وتأثيرهم على الطفل

دور الوالدين في التربية وتأثيرهم على الطفل

فهم احتياجات الأطفال والحفاظ على استقلاليتهم واستيعاب عالمهم الخاص وطريقة تفكيرهم وقدراتهم في التعبير عن أنفسهم وتتبع مراحل نموهم لحظة بلحظة ليست مهمة سهلة دائمًا، فمن الضروري أن يتمكن الوالدين من وضع قواعد عامة للتربية وتنفيذها بشكل مناسب لتربية أبنائهم على أسس علمية حديثة وسليمة، وأن يراعوا أن عدم التماسك بين الزوجين قد يؤدي إلى إثارة التناقض والارتباك لدى الأطفال وله عواقب على نموهم وعلى نفسيتهم.

كما تُعتبر المشاركة الوجدانية والعاطفية في المنزل، أحد أسس تكوين أسرة سعيدة مترابطة ما ينشر الحب بين الاَباء والأبناء، بداية من مرحلة النمو في الطفولة إلى مرحلة المراهقة، وهي إحدى المراحل الخطرة في حياة الأبناء والتي يجب أن يقوم فيها الوالدين بالتعامل فيها وفقًا لأساليب علمية ومنطقية حتى يتمكنوا من السيطرة على هذه المرحلة واحتواء أبنائهم.

أهمية دور الأم وتأثير مشاركتها على تربية الطفل

الأم هي العطاء والحب المستمر منذ أول لحظة تحمل فيها طفلها بداخلها، حيث يعتبر الحب المتوازن والعطاء المستمر للأم بنفس أهمية العناصر الغذائية الضرورية لتغذية الطفل من الوهلة الأولى، فقد أظهرت دراسات عديدة أهمية تواجد الأم باستمرار في حياة طفلها منذ اللحظات الأولى من ولادته، وأن احتضانه وغمره بالحب والرعاية يساعد في تطور نموه بشكل أسرع، وذلك نتيجة لشعوره بالأمان والدفء، على عكس الأطفال الذين ينفصلون عن أمهم بعد الولادة، حتى وإن كانت التأثيرات ضئيلة، إلا أنهم بالفعل يتأثرون بالانفصال ويكون نموهم أبطأ من غيرهم.

وبسبب زيادة عدد الأمهات العاملات اليوم يعاني الكثير من الأطفال من الانفصال، والجفاف العاطفي نتيجة عدم قضائهم لوقتٍ طويل مع أمهاتهم والشعور بحبهم واحتضانهم معظم أوقات اليوم، مما يؤثر على الأطفال نتيجة قلة الرعاية والاهتمام، ويجعلهم مهزوزي الشخصية، ما يعزز لديهم عدم الشعور بالأمان أو الثقة بالنفس، حيث أن الانضباط واختيار أوقات لتقضيها مع طفلك يمنحه شخصية قوية ويجعله سوي الشخصية ويعزز ثقته بنفسه.

أهمية دور الأب وتأثير مشاركته على تربية الطفل

أهمية دور الأب وتأثير مشاركته على تربية الطفل

لا يقتصر دور الأب على التمويل فقط، فالأمر يتعلق بتربية الطفل وتشكيل وتكوين شخصيته، حيث أن دوره أكثر فعالية في الموضوع، فهو من يقوم بتشجيع أبنائه وتقويمهم ويكون القدوة الكبيرة لهم. وتزداد فعالية الأب في النمو العاطفي والاجتماعي للطفل.

منذ الولادة يقيم الأطفال روابط مع آبائهم وأمهاتهم ويطورون شعورًا بالثقة، كما تؤكد الدراسات أن الأطفال الذين لديهم علاقة اَمنة مع اَبائهم هم الأكثر اجتماعية ونجاحًا وثقة بأنفسهم ويتطورون بشكل أسرع.

كما أن الأطفال يشعرون بالثقة والسعادة في وجود الوالدين ويتأثرون في غيابهما، وذلك لأن له تأثير مباشر على الأطفال وسعادتهم ونموهم الاجتماعي والعاطفي، حيث يعطي الطفل ردود فعل نفسية مختلفة لغياب الأب أو انشغاله في عمله معظم الوقت، كما تلعب سلوكيات الوالدين الثابتة والحازمة دورًا مهمًا في التطور السلوكي للطفل.

أهميّة مشاركة الوالدين معا في تربية الطفل

تربية الطفل يجب أن تكون الجزء الأهم في حياة أهلهم، فعندما يقرر الزوجان إنجاب طفل، فإنهما يجب أن يعرفا كيف سيكون التعامل مع كافة أمور حياته، فالطفل يجب أن يحظى برعاية تامة من كلا الطرفين لأن هذه المشاركة تؤثر بشكل كبير على نموه، والتربية الإيجابية والتعامل بطريقة متوازنة وسليمة تمهد الطريق للطفل لكي ينشأ بطريقة صحية وعقل ونفسية سليمة.

المشاركة تُخفف أعباء الطرفين وتُعطيهم مساحة أكبر لقضاء أوقات ممتعة مع طفلهم ولحل مشكلاته وفهم مواقفه ومساندته في كافة جوانب حياته؛ فللمشاركة تأثير عميق على الجو العام للمنزل كما أنها تُعطي شعورًا بالدفء والحب والثقة والأمان والاحتواء، وهذه الأمور ضرورية لخلق بيئة صحية سليمة تؤثر بشكل إيجابي في تربية الطفل.

أخطاء الوالدين التي تؤثر سلبًا على تربية الأبناء

1. إخفاء الكثير من الأمور على طفلهم حتى يبلغ سنًا معينًا

يظن بعض الأهل أن الطفل يجب أن يُخفى عنه الكثير من الأمور حتى يصل إلى سن معين، أو ظنًا منهم أنه صغير ولن يفهمها، فالحقيقة أن الطفل مهما كان عمره يتعلم من خلال أدواته الخاصة التي يطورها مع نموه الجسدي، وكلما استطاع استخدام هذه التقنيات مبكرًا كلما ساعدنا الطفل على تطوير مهاراته بالتزامن مع نموه.

2. الاعتقاد أن الطفل في مرحلة معينة أصبح مدركًا للسلوكيات

يعتقد الأهل أن الطفل يعرف كيف يتصرف بنفسه في مواقف معينة، على سبيل المثال قد يكون عمره 5 سنوات وعندما يأكل تتسخ ملابسه، فيتم توبيخه بكلمات قاسية، والسبب هنا يعود إلى التأخر في تعليمه طريقة الأكل السليمة والسماح له بأن يأكل بنفسه، لذلك لا تتوقع منه أن يُحسن التصرف من أول مرة، لذلك قم بتوجيه الطفل للسلوكيات التي ترغب فيها أو تريده أن يقوم بتعديلها، وفي نفس الوقت يجب أن تملأ كل تركيزه بإبعاده عن المؤثرات التي تشتت تركيزه كالألعاب والأجهزة الإلكترونية وإطفاء التلفاز أثناء محاولتك لتعليمه سلوك معين.

3. مقارنة تطور مهارات طفلهم بآخرين من نفس عمره

أسوأ ما قد يفعله الأهل تجاه أبنائهم هو مقارنتهم بالاَخرين، وهذا الخطأ يسرق من الأهل فرصة الاستمتاع بمهارات طفلهم في الأساس، حيث يجب العمل على تعزيز ثقته بنفسه، وتنمية مهاراته دون مقارنة مع غيره فيشعر بالعجز ولا يستطيع القيام بشيء، وهذا التصرف ينعكس بالفعل على أدائه اليومي والمدرسي والاجتماعي، فالطفل الذي يتمتع بالثقة من خلال معاملة أهله، لا يمكن لأحد أن يسرقها منه أبدًا، ويظهر ذلك من خلال مهاراته البسيطة اليومية وطاقته التي يبذلها، وتركيزه في دراسته، وأسلوبه الاجتماعي في التعامل مع الاَخرين.

في النهاية يجب أن تشارك طفلك في كل شيء وأن تكون حاضرًا معه في كافة أمور حياته، إذ أن مشاركة الوالدين هي المحرك الأساسي للطفل نحو سلوك أفضل وحياة صحية مليئة بالانجازات، فيكون الطفل سوي نفسيًا، حيث أن العلاقة بينه وبين الوالدين هامة جداً نظرا إلى كونه يقضي معظم وقته مع معهما، وذلك لأن بيئة التعلم في المنزل تسهم بالشكل الأكبر في تشكيل تطوره ونموه.

التعليقات