عادات الدراسة الفعالة: تقنيات التعلم الفعال والاحتفاظ بها

الخلاصة هي أن التعلم الفعال يعني أن الطالب هو طرف مشارك وليس طرفا متلقيا فقط، فيشارك بنفسه في كل كبيرة وصغيرة ويحاول الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة ومناقشتها مع أقرانه ومعلميه.

عادات الدراسة الفعالة: تقنيات التعلم الفعال والاحتفاظ بها

(توضيحية)

التعليم الجيد والدراسة الفعالة هي أحد أهم أولويات الدُول المختلفة حول مستوى العالم، فالتعليم سبب في نهوض الدولة التي ترقى بمستوى أبنائها.

تختلف طرق التعلم من مجتمع إلى اَخر وفقًا لعاداته وتقاليده ومناهجه والتطور الذي تعيشه الدولة في العموم، وفي الحقيقة صورة الفصل التقليدي الذي يقوم فيه المدرس بالشرح بشكل رتيب هي صورة غير محببة للطلاب في يومنا، إذ يكون فيها الطالب متلقٍ فقط غير محتفظ بالمعلومة لفترة طويلة.

وأثبتت دراسات عديدة أهمية الابتكار والتجديد عندما يتعلق الأمر بتقنيات التدريس، وأهمية أن تكون الأولوية القصوى للطالب من خلال خطة تدريس فعالة، فيشارك بنفسه في معرفة المعلومة ويتفاعل مع معلمه وزملائه محققًا أقصى قدر من التعلم والإنتاجية، لذلك يجب أن تستخدم المؤسسات تقنية سهلة ومرنة لخلق بيئة تعليمية تعاونية بغض النظر عن موقع الطالب أو المعلم.

ما هو المقصود بالتعلم الفعّال؟

ما هو المقصود بالتعلم الفعّال؟

التعلم النشط أو الفعال هو طريقة حديثة للتدريس تٌشجع الطلاب على التفاعل والمشاركة في المحتوى التعليمي، إذ يكون المعلم هنا شخص مُيسر في توصيل المعلومة وليس هو الأساس في عملية التعلم، وتركز هذه الطريقة على تفاعل الطالب بشكل أكبر ويُعتبر هو محور الفصل، إذ يمكنه أن يتعلم من خلال إستراتيجيات مختلفة أكثر جاذبية وفهمًا للمعلومة بدلًا من الطرق التقليدية.

يُطبَق الطلاب في الفصل المهارات التي تعلموها بشكل عملي، ويقومون بحل المُشكلات والأسئلة المعقدَة واتخاذ القرارات واقتراح الحلول وشرح الأفكار إضافة إلى المناقشة، إذ تعد التوجيهات التي تُقدم للطلاب في الفصل، سواءً من المعلم أو من الزملاء أمرًا بالغ الأهمية لنجاح عملية التعلم النشط.

أهم تقنيات التعلم الفعال للطلاب في مختلف مراحل التعلم

أهم تقنيات التعلم الفعال للطلاب في مختلف مراحل التعلم

1. الفكر الثنائي والمشاركة الفعالة

سواء إن كان التعلم عن بُعد أو عن قرب فإن إستراتيجية الفكر الثنائي تعتمد على طرح سؤال عام للمشاركة الجماعية ومنح الطالب وقته للتفكير فيه بشكل فردي، ومن ثم مطالبتهم بمناقشة أفكارهم داخل مجموعات ثنائية، إذ يقوم الطلاب بمشاركة أفكارهم مع بعضهم لتعزيز المناقشة على نطاق واسع وعلى سبيل المثال يمكن للطلاب من خلال برنامج "زووم" التواصل مع زملائهم باستخدام مربع الحوار، وهذه الإستراتيجية تعزز مهارات التواصل والعرض والتفكير العميق لدى الطالب.

2. مناظرة الطلاب

المناقشات التي تتم بين الطلاب تكون أكثر فاعلية وتركيزًا، إذ أنهم يتعلمون أهمية إبداء رأيهم وأهمية المناقشة واحترام وجهات نظر الآخرين، ويعد هذا الأمر ملحًا لأنه المفتاح الأساسي للتخطيط السليم، فتركز الفكرة على طرح سؤال مثير أو استطلاع رأي مثير للجدل وإعطاء كل فريق وقتًا مناسبًا للمناقشة وطرح أفكارهم، فتحافظ هذه الإستراتيجية على اهتمام الطلاب ورغبتهم في المساهمة والمشاركة في الموضوعات المختلفة.

3. تقنيات التفاعل مع الفيديو

تعمل طريقة التدريس بهذه الطريقة على تعزيز مستويات استبقاء الطلاب واهتمامهم بالمحتوى أيضًا، إذ أن المرئيات تقوم بتعزيز عملية التعلم الفعال بنسبة 400%، ومن أجل ذلك يجب على المعلم التأكد من دمج الفيديو والأفلام الوثائقية والمواد التعليمية في الفصل الدراسي.

هذه الطرق تضمن استيعاب الطالب بشكل كلي، فيمكن التوقف في المنتصف وطرح الأسئلة، فمقاطع الفيديو واضحة ومنظمة ومفيدة وسقوم الطلاب بالإجابة بكل تأكيد.

4. التعلم عن طريق التدريس

تعتمد هذه الفكرة على قلب أدوار كلًا من المعلمين والطلاب في الفصل، فبدلا من إلقاء درس تقليدي يقوم فيها المعلم بالدور كاملا يساهم الطلاب بنسبة كبيرة في العملية التعليمية، وعندما يقوم الطلاب بتعليم المواد فإنهم سيفهمون المعلومات ويحتفظون بها بشكل أكبر، كما يمكن للطلاب اختيار الموضوعات المطلوبة للمناقشة مع المشاركين وإعداد الأسئلة أيضًا لتشجيع الجميع على المشاركة والتفاعل.

5. المعامل الافتراضية

تعد المعامل الافتراضية أحد أحدث تقنيات التعلم الفعال، فقد أصبحت أداة متزايدة الأهمية للطلاب الذين يدرسون العلوم، وذلك لأن المعامل الافتراضية في غرفة الصف لها فوائد عديدة كتمكين الطلاب من إجراء تجارب مختلفة بشكل افتراضي وأدوات افتراضية بعيدين عن الخطر الحقيقي لإجراء تجربة علمية حقيقية، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الطريقة توفر الوقت والجهد اللازمين لتشغيل المعامل الحقيقية، سامحًا لجميع الطلاب بالمشاركة الفعلية في التجارب العلمية بدلًا من الاستماع إلى المعلمين فقط.

6. الرحلات العلمية

الرحلات العلمية فضلًا عن كونها ترفيهية للطلاب فهي هائلة الفائدة أيضًا، ومؤخرًا ظهرت الرحلات العلمية الافتراضية حيث يمكن للطلاب في مجالي الاَثار والتاريخ زيارة المتاحف والأماكن الأثرية بشكل افتراضي من منازلهم دون الحاجة إلى القيام برحلة حقيقية، وحتى إذا كانوا يدرسون علومًا مختلفة فيمكنهم زيارة الفضاء أو الكواكب المختلفة أيضًا، مما يرسخ المعلومات لديهم بشكل أكبر وأوسع.

7. أنشطة صنع القرار

اتخاذ القرار وحل المسائل هما عنصران مهمان في أي عملية تعلم، وذلك لأنها تنمي مهارات الطلاب وتوضح إلى أي مستوى وصلوا بعد عملية الشرح، كما أنها تشرح أيضًا قدرتهم على الاستيعاب حيث ينبغي تشجيعهم على النظر في جميع الحلول المطروحة للمشكلة والأساليب المقترحة لمعالجتها.

8. المحاكاة وتمثيل الأدوار

تمثيل الأدوار والمحاكاة جزء مهم من العملية التعليمية، فيتم استخدامها في الفصول لتسمح للطلاب بالمشاركة بشكل فعّال في المحتوى التعليمي، مانحًا إياهم أدوارًا مهمة ويشجعهم على حل المسائل والمناقشات مع الزملاء في مختلف المواضيع وإعطاء حلول متنوعة، ويُطلب منهم تقمص شخصيات مختلفة وتمثيلها في الفصل.

هذه الخطوة مهمة جدًا في ترسيخ المعلومة، كما أنها تساعد الطالب على تذكرها بسهولة خالقة بيئة تعلّم مختلفة تشجع الطلاب على الفهم الجيد للمعلومات.

فوائد التعلم الفعّال

  • زيادة فرص المشاركة بين الطلاب والمعلمين

التعلم الفعال والنشط يشجع الطلاب على القيام بالأشياء والتفكير فيها بنفسه وبمشاركة الاَخرين، وبذلك ينتقل من كونه مجرد متلقي إلى شخص منخرط في التفاعل متلقيًا معلومات جديدة في ذات الوقت، إذ أن هذا يتيح لهم اكتساب فهم أعمق واتصال قوي مع بعضهم البعض ويُحسّن من أداء العملية التعليمية.

  • تحفيز مهارات التعاون

يساعد التعلم الفعّال على تحسين مهارات التعاون بين الطلاب، فقد أصبحوا مُعلمين يتشاركون مع زملائهم كل المعلومات التي بحوزتهم، ما يُعزز من التفاعل الاجتماعي أثناء التعلم مانحًا إياهم فرصة أكبر حل المشكلات من خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة.

  • بناء الثقة بالنفس

يخلق هذا النوع من التعلم بيئة تفاعلية رائعة، فيخرج فيها المتعلمين من منطقة السكون والتلقي فقط إلى المشاركة بأفكارهم وآرائهم وإستنتاجاتهم حول الموضوعات المختلفة، ما يُكسبهم مهارات في التحدث والتعبير عن رأيهم بشكل مختلف وحاصلين على حرية أكثر في التعبير، فتزداد ثقتهم بأنفسهم على المدى البعيد.

  • تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات

التعلم الفعال ومشاركة الطلاب في الحصول على المعلومة وتبادل الأفكار والاَراء في حلقات الدراسة المختلفة، تًعزز لديهم حفظ المعلومات وتمكنهم من الاحتفاظ بها لفترات أطول بسبب البعد عن النمط التقليدي في تلقي المعلومات، لذلك يستوعب الطلاب التفاصيل بشكل مُفصل ومتمكنين من حفظ المعلومات على نطاق أوسع.

الخلاصة هي أن التعلم الفعال يعني أن الطالب هو طرف مشارك وليس طرفا متلقيا فقط، فيشارك بنفسه في كل كبيرة وصغيرة ويحاول الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة ومناقشتها مع أقرانه ومعلميه، حتى يستطيعوا تصحيح هذه المعلومات والإضافة إليها وبالتالي تتحسن العملية التعليمية وتتطور نحو الأفضل.

التعليقات